لماذا مصلحة معاشات التقاعد موجودة؟! ولماذا التأمينات الاجتماعية متوفرة؟! هل لأن الأولى والثانية تقومان آخر الشهر بصرف المخصص التقاعدي للموظف؟! ألا تستطيع الجهة الحكومية أو الأهلية أن تضع لها نظاماً يضمن لموظفها الحصول على راتبه التقاعدي بعد تقاعده؟! لماذا مصلحة ولماذا مؤسسة عامة إذاً؟! المعروف، أن المسجلين في هاتين الجهتين هم أكثر من يشتكي من قلة الاهتمام ومن كثرة المشاكل التي لا يتحرك أحد لحلها، الأمر الذي جعل المتقاعد والمتقاعدة من أكثر الناس تأففاً وتذمراً، مع ان المفروض هو العكس. المفروض أن تحرص مصلحة معاشات التقاعد ومؤسسة التأمينات على توفير أفضل التسهيلات للمتقاعد لكي يهنأ بسنوات راحته التي جاءت بعد سنوات طويلة من الشقاء والتعب في خدمة الحكومة أو الشركة. دوماً نبدو ونحن نتكلم عن هذين القطاعين وكأننا "نشحت"، على الرغم من انهما تستقطعان من الموظف والموظفة جزءاً غير يسير من راتبهما الشهري. يعني هما اللتان تأخذان، ثم بقدرة قادر صار المتقاعد شحاتاً عندهما !! ولعل عدم استفادة معظم المتقاعدين من الزيادات التي تمنحها الدولة دليل على تخبط أنظمة التقاعد، وهي أنظمة مهما تحدثنا عن تخلفها فإن حديثنا لن يزيد الأمر الا تعقيداً وتخلفاً، وكأنه كتب على المتقاعد أن يكون مُتشاحتاً على طول الخط!