أظهرت الإحصائيات أن الإنسان الطبيعي يخطو ما يتراوح بين خمسة آلاف إلى عشرة آلاف خطوة يومياً. هذه الخطوات تمثل عبئا على القدمين خصوصاً إذا كان الشخص بديناً أو كان عمله يتطلب الوقوف والمشي لفترات طويلة مما يجعل قدميه عرضة للآلام والأمراض المختلفة التي تنتج عن الاجهاد مثل مرض مسمار القدم والتهاب الأربطة والأوتار وآلام مقدمة القدم وغير ذلك. ومن أجل هذه الأسباب فإنه من البديهي والمعروف بأن الحذاء الطبي والحذاء الجيد يكونان ذا أهمية قصوى عند الأشخاص النشطين وعند الرياضيين وعند بعض فئات المرضى مثل مرضى السكري والقدم المفلطحة ومرضى الأوعية الدموية. ويمكن لأي شخص ملاحظة الكم الهائل من مختلف أنواع الأحذية التي يزعم بائعوها بأنها صحية وطبية ومفيدة. ولكن في الواقع ان كثيرا من هذه الأحذية يكون على العكس تماماً وكذلك يجب التنبيه إلى ان الحذاء الطبي ليس بالضرورة نوعا واحدا مناسبا لكل الأشخاص والأمراض وان ما يناسب شخصاً ما قد يسبب الضرر لشخص آخر، فمثلاً الحذاء ذو الأرضية الصلبة نوعاً ما والذي قد يناسب مريض خشونة ابهام القدم قد يسبب آلاماً مبرحة في الكعب عند استخدامه من قبل مريض مسمار القدم. وكذلك الحذاء ذو الأرضية اللينة والذي يتم وصفه لمريض مسمار القدم قد لا يكون مناسباً لمريض القدم المفلطحة أو المسحاء (Flat Foot) وقس على ذلك. وفي ما يلي سوف نحاول القاء الضوء على ميزات ومواصفات الحذاء الصحي والشروط التي يجب توافرها في الحذاء عند بعض الفئات العمرية والمهنية والرياضية. تشريح الحذاء يتكون أي حذاء من أجزاء مختلفة. وعندما يعرف المشتري المكونات الأساسية للحذاء فإن ذلك يساعده على اختيار الحذاء المناسب له من بين آلاف الأنواع المتوفرة في الأسواق. فالجزء الأمامي من الحذاء المعروف باسم صندوق الأصابع أو (toe box) يوفر مساحة لأصابع القدم وقد يكون مربعاً أو مستديراً أو على شكل مثلث. وهذا الشكل يحدد المساحة المتوفرة للأصابع والتي تكون صغيرة وسيئة في الحذاء ذي المقدمة المثلثة مما يساعد على ظهور مشاكل أصابع القدم وقد يؤدي إلى تشوهاتها على المدى الطويل. أما باطن الحذاء فهو يتكون من جزء داخلي (insole) وجزء خارجي (out sole). الجزء الخارجي هو الذي يواجه الأرض أما الجزء الداخلي فهو الجزء الذي يقف عليه باطن القدم. وبصفة عامة فكلما كان باطن الحذاء ليناً ومرناً كلما ازدادت قدرته على امتصاص الصدمات عند المشي وبالتالي تقليل حدة الجهد الذي تتعرض له القدم. وبالنسبة للجزء الخلفي والسفلي من الحذاء والمعروف بكعب الحذاء فإنه من المعروف أنه كلما كان هذا الكعب مرتفعاً، كلما زاد الضغط على مقدمة القدم. وبصفة عامة فإن المواد التي يتكون منها الحذاء يجب ان تكون لينة ومرنة لكي تخفف الضغط على أجزاء القدم. أما في منطقة الكعب فإنها يجب ان توفر الدعم الكافي للكاحل وباطن القدم. نصائح عند شراء الحذاء ❊ قد يختلف حجم القدم اليمنى عن اليسرى عند بعض الأشخاص ولهذا فإنه ينصح بأخذ قياس لكل من القدمين في وضعية الوقوف. ❊ عادة ما تتورم القدمان في آخر اليوم وبعد الوقوف لفترة طويلة ولهذا فينصح بشراء الحذاء في هذا الوقت لكي يتم أخذ هذا التورم في الاعتبار عند قياس الحذاء. ❊ القياس المناسب هو الذي يناسب القدم الأكبر وهي عادة ما تكون القدم اليمنى عند غالبية الناس. ❊ يجب ان تكون مقدمة الحذاء واسعة ومريحة وان لا تسبب ضغطاً على الأصابع وان لا تحشرها معاً ويفضل ان يتم اختيار الحذاء ذي المقدمة العريضة (wide toe Box). ❊ يجب المشي في الحذاء عند تجربته لتحديد ملاءمته للقدم. ❊ لا تعتمد على رقم قياس حذائك السابق فقط لأن نفس رقم القياس قد يختلف من نوع إلى آخر. ❊ إذا كان الحذاء يشعرك بأنه ضيق فلا تشتريه على أمل ان يتوسع مع المشي لأنه قد يؤذي قدميك. ❊ سعر الحذاء وشكله ليسا دليلا على جودته وراحته. فاختر ما يناسب قدميك. أحذية الأطفال لا يحتاج الأطفال إلى الأحذية إلاّ عندما يبدؤون بالمشي في عمر السنة أو السنة والنصف وحتى ذلك الحين فتكفيهم الجوارب أو الأحذية الخفيفة لحمايتهم عندما يحبون. أما عندما يبدأ الطفل بالمشي فالحذاء مهم جداً لحماية القدمين من الإصابات. ويجب عدم حشر القدم في الحذاء بالقوة. وكذلك يفضل استخدام أحذية لينة ومرنة وخفيفة. كما يجب الابتعاد عن الأحذية الكبيرة بحجة ان الطفل سوف ينمو لأنها قد لا توفر الدعم اللازم حتى ذلك الوقت. والأفضل هو ان تكون مقدمة الحذاء أطول من الأصابع بما يقارب عرض الاصبع. كما يجب تفحص قدم الطفل بعد استخدام الحذاء الجديد للتأكد من عدم وجود آثار احمرار أو تهيج في الجلد نتيجة سوء اختيار المقاس أو النوعية. اختر الحذاء المريح أحذية الرجال يجب ان تأخذ شكل القدم وتوفر مساحة رحبة للأصابع وان تكون أرضية الحذاء مصنوعة من مادة تمتص الصدمات. وعادة ما ننصح بأن الحذاء الذي يصدر صوتاً عند المشي ليس صحياً لأن الصوت يعني قسوة المادة المصنوع منها النعل. أما الحذاء اللين فإنه لا يصدر صوتاً عند ارتطامه. أحذية العمل تعتمد على نوعية العمل. فالأشخاص الذين يعملون في المصانع والورش ويكونون معرضين لسقوط أجسام ثقيلة على أقدامهم ينصح لهم باستخدام حذاء ذي مقدمة مدعمة بالجلد السميك والحديد (Steel Toe Boxes)، وعند كثير من العمال ينصح باستخدام الحذاء ذي الرقبة المعروف باسم (Boot). أما في الأطباء والمدرسين والمهندسين فالحذاء اللين المرن ينصح به. أحذية النساء وهنا تكمن الغالبية العظمى من مشاكل الأقدام عند النساء حيث ان الجري وراء الموضة والأناقة يدفع الكثير منهن لاستخدام الأحذية ذات الكعب العالي والمقدمة الضيقة التي تسبب العديد من المشاكل الصحية والأمراض التي تصيب أصابع القدم والكاحل والعقب والركبتين والظهر حيث ان هذه الأحذية تؤدي إلى سوء توزيع لوزن الجسم وتركز الضغط على مقدمة القدم والأصابع. ولهذا فإنه يجب الابتعاد عن الكعب العالي والمقدمة الضيقة واستبدالها بالكعب الواطي الذي لا يزيد على اثنين أو ثلاثة سنتيمترات وان تكون مقدمة الحذاء أو الصندل واسعة وأرضيته لينة لكي تمتص الصدمات. أحذية الرياضيين الهدف منها هو حماية القدمين من الضغوط والمجهود الذي تسببه ممارسة الرياضة وان توفر للاعب ثباتاً على الأرض. ولذلك فالأحذية تختلف حسب الرياضة. فحذاء الجري يختلف في تصميمه والمواد المستخدمة في صناعته عن حذاء الملاكمة وغير ذلك. هذا الاختلاف يكون في التصميم والمواد المستخدمة ووزن الحذاء ومدى مرونته ونوع الدعم الذي يوفره للقدمين. وعادة ما يستطيع بائع الأحذية الرياضية مساعدتك في إيجاد الحذاء الذي يناسبك حسب الرياضة التي تمارسها. وهناك العديد من الأنواع والموديلات التي تنتجها الشركات العالمية لتناسب مختلف الرياضيين. ولكن بصفة عامة وببساطة متناهية فإن الجزء الأكثر أهمية عند اختيارك للحذاء الرياضي هو ان تشعر أنت شخصياً بالراحة عند ارتدائه. الكعب العالي يخلف مشاكل متعددة في القدمين نصيحة أخيرة هناك عوامل اجتماعية وبيئية ومناخية تفرض على المجتمع أنواعاً معينة من الأحذية. فمثلاً في بلادنا فإنه الصيف وحرارته يدفعان الكثير منا لتجنب ارتداء الأحذية والاستعاضة عنها بالشباشب والصنادل وغير ذلك من الملبوسات التقليدية وهذا لا بأس به حيث أنه يمنع التعرق الزائد والشعور بالحرارة. إلاّ أنه يجب محاولة اختيار الأنواع ذات الأرضية اللينة والمقدمة العريضة وذات الأوزان الخفيفة إذا ما أردنا لها ان تكون صحية.