رغم أن حدث لا يمكن إطلاق حفل اعتزال عليه؛ وإنما حفل تكريم بسبب أن اللاعب المحتفى به اعتزل اللعب منذ عشر سنوات لا تزال ذكراه قائمة لدى الكثير من المتابعين على الرغم من أن معظم فئة الشباب التي حضرت لم تعاصر ماجد ولم تعرف من هو؛ ولكنهاجاءت بسبب ما عرفته عنه من أجيال سابقة شاهدته وفرح عدد منها لفرحه وأعجب كثيرون آخرون لقدراته وإمكاناته التي ألهبت كفوف حضور كان لهم النصيب الأكبر بالاستمتاع لما قدمه ماجد الذي كان بدوره أيضاً كريماً معهم وتجاوز 12عاماً كلاعب قدم خلالها الكثير. ويذكر ماجد عن بداياته مع كرة القدم بأنه كان حارساً للمرمى قبل أن يتحول إلى مهاجم بطلب من مُدرسه، وتشابهت هذه المعلومة مع أسماء شهيرة برزت وتألقت بعد تحولها من حراسة المرمى إلى خط الهجوم، فالنجم البرازيلي الأشهر بيليه كان له الوضع نفسه ثم فتحي كميل أحد أشهر المهاجمين الخليجيين في فترة السبعينيات والثمانينيات، ومحلياً كان كذلك مبارك عبدالكريم أحد أبرز من أنجبتهم الكرة السعودية في فترة الستينيات قد بدأ البداية نفسها؛ وعندما تكون الانطلاقة من حراسة المرمى لنجوم كبار باتوا بعد ذلك أبرز الهدافين فإن المرمى يظل بالنسبة لهم معرفة أسراره وكيفية الوصول إليه وحل ألغازه إن وجدت، ويظل هذا سراً لا أحد يستطيع كشفه سوى اللاعبين أنفسهم. وحيث كانت البداية لماجد في تاريخ 7791/3/71م إلى النهاية التي كانت في 8991/4/2م وهي ما تشكل أكثر من إحدى وعشرين عاماً عاشها ماجد كلاعب حقق فيها ما يتمناه لاعب كرة القدم من إنجازات؛ سواء على مستوى المنتخب السعودي أو عن طريق ناديه فسجل لاسمه بداية جيدة للاعب شاب يشارك وسط مجموعة كبيرة من أصحاب الخبرة وبجوار لاعب اعتاد على الجماهير والأهداف، وهو محمد سعد العبدلي الذي كان وقتها رمز النصر تهديفاً فوضع ماجد اسمه كمسجل لهدف فريقه التعادلي أمام الوحدة في أول لقاء شارك فيه رسمياً ثم هدف آخر في الشباب وثالث في الأهلي ورابع في الهلال؛ وذلك في أول أربع مباريات له مع فريقه اطمأن بعده اليوغسلافي الشهير بروشتش مدرب النصر بأنه وجد ضالته وعثر على من يساند محمد سعد في ترجمة أداء الفريق، ووضع النهاية السليمة لمنهجية أداء كرة القدم، وهي الوصول لمرمى الخصم وأدت هذه البداية الجيدة إلى لفت الأنظار حوله لاستدعائه إلى قائمة المنتخب السعودي للشباب الذي يستعد للمشاركة في دورة تبريز التي ستقام في إيران أواخر العام نفسه، وكان عند حسن الظن بأن واصل ما بدأ به؛ ولكن الأول بالقميص الأخضر فحل المنتخب السعودي ثانياً إلا أن ماجد حقق أول ألقابه كهداف للبطولة برصيد سبعة أهداف، وبدأ اسم ماجد عبدالله في الانتشار بصفته أكثر بعد أن كان محصوراً على مستوى النصر وجماهيره، ودائماً عندما يكون اللاعب المميز والهداف مقلقاً لفئة المدافعين فإنه لا بد أن يدفع ضريبة ذلك وهي الإصابة التي حالت دون ماجد أن يخرج بالعدد المطلوب من الأهداف وزيادة رصيده الذي توقف عند الرقم 31بفارق هدفين عن معتمد خوجلي الذي حل هدافاً لذلك الموسم؛ كذلك حل فريقه ثانياً في الترتيب للمرة الثانية على التوالي. مع الأخضر.. فرض ماجد نفسه كأحد أهم العناصر التي تم اختيارها لقائمة المنتخب السعودي الأولى الذي يستعد للمشاركة في دورة الألعاب الآسيوية التي ستقام في تايلاند أواخر العام 8791م فلعب المنتخب السعودي لقاءً إعدادياً كان أمام فريق بنفيكا البرتغالي في الرياض وكسب الأخضر اللقاء بثلاثية لهدفين كان لماجد منها هدفان بدأ معهما مسيرته مع أهدافه بالقميص الأخضر التي انتهت إلى الرقم 241هدفاً غير رسمياً فيما كانت الأهداف الرسمية 76هدفاً مازالت هي الأعلى في سجلات الهدافين على مستوى المنتخب السعودي والتي كانت أولها في دورة الألعاب الآسيوية بتايلاند عندما سجل هدفاً في المباراة التي انتهت بالتعادل بهدفين لكل منهما. ثم كانت لماجد المشاركة الثانية مع المنتخب السعودي في دورة الخليج الخامسة التي أقيمت ببغداد عام 9791وكان الفريق يضم عدداً من العناصر الدولية الخبيرة أمثال إبراهيم تحسين وتوفيق المقرن وعيسى حمدان وسلطان نصيب وسعود جاسم، وأخرى شابة أمثال صالح النعيمة وجاسم قرطاس وعيسى خليفة وعبدالله عبدربه؛ إضافة إلى ماجد وكانت بداية جيدة لماجد مع دورات الخليج سجل خلالها سبعة أهداف جاءت خمسة منها في مباراة واحدة كرقم قياسي ظل صامداً حتى عام 8991م عندما عادله جاسم الهويدي بخماسية أخرى أيضاً في مرمى منتخب قطر، وكانت أهداف ماجد السبعة إضافة إلى عشرة أخرى مشكلة ما مجموعه سبعة عشر هدفاً سجلت في دورات الخليج متساوياً مع جاسم يعقوب هداف منتخب الكويت الشهير ومتأخراً بهدف عن المتصدر حسين سعيد الذي لا يزال يحمل الرقم الأعلى تهديفاً في دورات الخليج. الأخطر.. الأسرع.. في موسم عام 9791م شهدت الكرة السعودية نقلة كروية تمثلت في استقطاب أبرز اللاعبين الأجانب المميزين فتوزع لاعبو منتخب تونس الذي تألق في كأس العالم 8791م على عدد من الأندية السعودية فكان في الهلال نجيب الإمام وعلي الكعبي وفي النصر حمادي العقربي وابن عزيزة وذويب وفي الاتحاد تميم الخرامي ونجيب غميض وفي الأهلي طارق ذياب والجندوبي؛ بينما في الرياض كان المهاجم محمد صالح عقيد؛ إضافة إلى وجود عدد من اللاعبين البرازيليين أمثال ريفيلينو في الهلال وعدة لاعبين في الشباب والقادسية والاتفاق والوحدة ووجد ماجد نفسه في مهمة صعبة أمام إثبات وجوده وسط هذه الكوكبة من النجوم فشكل مع العقربي وابن عزيزة في النصر ووجود يوسف خميس وتوفيق المقرن وعيد الصغير ومبروك التركي وناصر الجوهر فريقاً رائعاً فرض نفسه بقوة وكانت لقاءات الهلال والنصر فقط تشكل في ذلك الوقت تنافساً كبيراً ومثيراً زاده جمالاً وجود عدد كبير من النجوم ومدربين على مستوى عال فبروشتش في النصر وزاجالو في الهلال فكانت فرصة متاحة لماجد للتألق وخرج برصيد 71هدفاً في نهاية الموسم كهداف للدوري لأول مرة وأيضاً الأولى لثلاث مرات متتالية وست مرات غير متتالية كرقم قياسي مازال قائماً منذ نهاية الموسم 9891م الذي كان آخر مواسمه كهداف للدوري بخلاف أهداف أخرى سجلها ولم يكن هدافاً للمسابقة حتى وصل إجمالي ما سجله ماجد في الدوري السعودي فقط إلى الرقم 981هدفاً بفارق بعيد جداً عن أقرب منافسيه ويصعب الوصول إليه في الوقت الحاضر ربما لاختلاف طرق اللعب عن سابقه. وتواصلت مسيرة ماجد مع فريقه من خلال تواصل أهدافه التي توجت الفريق بخمس بطولات للدوري وسادسة لم يشارك ماجد فيها، وأربع بطولات كأس الملك وضع فيها ماجد نفسه كأبرز صانعي هذه الإنجازات فيما كان وجود ماجد مع النصر خارجياً قد بدأ العام 3891م في بطولة أندية مجلس التعاون وانسحب الفريق قبل نهايتها لظروف تحكيمية ثم عاد للمشاركة أيضاً في الموسم 5991م وحل الفريق ثالثاً على الرغم من الترشيحات التي سبقت مشاركته إلا أن إصرار النصر وماجد على الفوز باللقب الذي استعصى عليهم كثيراً قد أثمر بعد الفوز باللقب لعامين متتاليين 5991م - 6991م وكان لماجد دوره المؤثر في الفوز باللقب وكان صاحب هدف الحسم في لقاء كاظمة الكويتي الفاصل في البطولة الثانية وحقق ماجد خلال مشاركاته الأربع في بطولات أندية مجلس التعاون لقب الهداف مرتين برصيد خمسة أهداف لكل منهما وسبعة أهداف أخرى توجته كأكثر اللاعبين إحرازاً للأهداف في بطولات الأندية الخليجية برصيد 71هدفاً ما زال هو الأعلى. وعودة إلى مشاركة ماجد مع المنتخب السعودي فإنه يعتبر أن العام 4891م هو الأفضل له مع المنتخب بحكم أنه شهد بداية تسجيل الإنجازات للكرة السعودية وكسبها نتيجة صبرها الذي استمر طويلاً فكان التأهل لأولمبياد لوس أنجلوس في سنغافورة قد شهد ملحمة سعودية قادها ماجد باقتدار عندما سجل ستة أهداف كانت حاسمة ومؤثرة من إجمالي 31هدفاً سجلها المنتخب السعودي ثم كان أيضاً في نهاية العام عندما حقق المنتخب السعودي كأس الأمم الآسيوية عام 48فكان لماجد هدف الافتتاح أمام كوريا الجنوبية وهدف الختام أمام الصين وتوج المنتخب السعودي باللقب الأول له في تاريخه وتحت إشراف مدربه الوطني خليل الزياني. المنتخب الأفضل.. يرى كثير من المتابعين للكرة السعودية أن منتخب عام 8819م لا يزال هو أفضل تشكيل وعلى المنتخب السعودي عبر وجود عدة عناصر في القائمة يصعب أن تتكرر ففريق يضم عبدالله الدعيع حارساً وعبدالله صالح ومحمد عبدالجواد وصالح النعيمة وأحمد جميل وفهد المصيبيح وفهد الهريفي وصالح المطلق ويوسف الثنيان وماجد عبدالله ومحيسن الجمعان ولاعبين بدلاء بحجم خالد مسعد ويوسف جازع ومحمد سويد وسعد مبارك كان لا بد له أن يكون الأفضل آسيوياً عام 8891م ويحقق كأس آسيا للمرة الثانية على التوالي وأسهم ماجد بقوة مع زملائه في المحافظة على اللقب إلا أن المنتخبات الآسيوية تعاملت معه بحذر عندما شارك في تصفيات كأس العالم 0991م التي ستقام في إيطاليا وأقيمت التصفيات في سنغافورة ووضعت أمامها المنتخب السعودي أحد أهم العقبات التي يجب إبعادها واللعب أمامه بطريقة دفاعية من أجل الحد من إمكاناته العالية فكان لها ما أرادت عندما تعاملت معه بأسلوب لم يمكنه من إظهار قدراته ويتذكر ماجد أن كأس العالم 0991م كان هو أمنيته في المشاركة بسبب أنه كان يعيش قمة تألقه الكروي. ووسط محاولات المنتخب السعودي بلوغ كأس العالم التي بدأت عام 2891م ثم 68ثم 09وبوجود ماجد كان للحلم لا بد أن يتحقق لماجد بالمشاركة في نهائيات كأس العالم وهي ما تبقت له في سجله الكروي الطويل؛ إلا أن الإصابة وتقدم العمر حال دون أن يكون لماجد الدور الموثر فكان قائد المنتخب في أول مشاركة أمام هولندا وخرج في نهاية الشوط الأول ثم شارك أمام بلجيكا أيضاً في شوط واحد، وكان هذا الشوط هو بمنزلة آخر مشاركة لماجد بالقميص الأخضر التي استمرت 61عاماً توجها بالقيادة في نهائيات كأس العالم. إنجازات وألقاب.. طوال تاريخ ماجد الرياضي حظي بالكثير من الإنجازات والألقاب الشخصية والتي يصعب الوصول إليها أو تكرارها من قبل لاعب آخر فتحقيق لقب هداف الدوري السعودي ست مرات، ثلاث منها متتالية وهدافاً للعرب مرتين، وهداف بطولة أندية مجلس التعاون مرتين، وعميد لاعبي العالم الفترة 5991م - 8991م بعدد المباريات الدولية ولاعب الشهر الآسيوي مرتين كانت الأولى في شهر يونيو 5991م لأول مرة تقدم للاعب آسيوي وحقق ماجد مع فريقه أحد عشر لقباً شاملة المحلية والخليجية والآسيوية، وأكثر اللاعبين تسجيلاً في الدوري السعودي وأكثرهم تسجيلاً لناديه النصر، والأكثر تسجيلاً في بطولات أندية مجلس التعاون؛ بينما عن عدد أهدافه فكان 335هدفاً 76منها هدفاً رسمياً للمنتخب السعودي و 241غير رسمي و 423هدفاً لناديه النصر بشكل رسمي وودي. وتفنن المبدعون والصحفيون في إطلاق الألقاب على ماجد التي تعددت عبر تاريخه الطويل فكانت - السهم الملتهب - الغزال الأسمر - هداف العرب - جوهرة العرب - سيد المهاجمين - لاعب القرن - بليه الصحراء - جلاد الحراس. ليلة تاريخية ومساء الثلاثاء احتشد أكثر من 66ألف مشاهد، وهي ما تمثل سعة استاد الملك فهد الدولي لحضور مهرجان تكريم ماجد وإلقاء النظرةالأخيرة عليه كلاعب بعد أن شارك ماجدة لمدة خمسة عشرة دقيقة تظل كافية أمام الكثيرين ممن لم يشاهدوا ماجد على أرضية الملعب وجاء التكريم لماجد شاملاً جميع الأندية السعودية من خلال مشاركة عدد من اللاعبين الذين كان لهم تأثيرهم في أداء الفريق الأصفر فكان محمد الدعيع ثابتاً في مرماه وأمامه الثنائي أسامة المولد وماجد العمري ثم خالد عزيز وسعود كريري فنشأت أكرم وحسني عبدربه؛ بينما جاء من النصر أربعة لاعبين فقط هم أحمد البحري وماجد هزازي ومشعل المطيري وريان بلال، فيما بدأ الفريق الإسباني الشوط الأول بالتشكيل الأساسي ولاعبو الفريق المعروفين أمثال حارس المرمى كاسياس وبيبي وراؤل غونزاليس وجوثي وسافيولا وباتيستا وفرض الفريق الإسباني سيطرته على مجريات الشوط الأول أمام تماسك دفاع النصر الذي حال مع الدعيع دون الوصول لمرماه بينما دفع مدرب الريال شوستر في الشوط الثاني بالبدلاء وافتتح الهولندي روبين أهداف المباراة في الدقية 05بتسديد قوية على يمين الدعيع وكان ناصر الجوهر الذي تولى تدريب النصر في هذه المباراة الاستعراضية قد دفع بعدة تغييرات فأشرك عبده عطيف ومالك معاذ بدلاً من حسني عبدربه وماجد، ولعب هذا الثنائي دوراً في ترجيح كفة النصر، فسجل مالك معاذ هدف التعادل للنصر في الدقيقة 45ثم نشأت أكرم بعده بدقيقتين من تمريرة لعبده عطيف، ثم أضاف سعود كريري هدفاً ثالثاً في الدقيقة 16قبل أن يختتم مالك معاذ الأهداف من مجهود جيد لعلاء الكويكبي في الدقيقة الأخيرة، وهذا اللقاء هو الثاني في تاريخ الفريقين بعد أن التقيا عام 0002في بطولة أندية العالم الأولى وفاز بها ريال مدريد بثلاثية مقابل هدف للنصر. رأسك يا جميل.. جملتين أطلقهما المعلق زاهد قدسي رحمه الله أثناء لقاء جمع المنتخب السعودي بالهندي في التصفيات الأولية للتأهل لأولمبياد لوس أنجلوس وسجل فيه ماجد أربعة أهداف خلال خمسة عشرة دقيقة ثلاثة منها بالرأس وأطلق قدسي جملته الشهيرة أثناء استقبال ماجد لكرة الهدف الرابع واشتهر ماجد بألعاب الرأس باتقان رائع وسجل أهداف رائعة كثيرة ما زالت راسخة في الذاكرة ويدين ماجد بالفضل بعد الله لمدرب النصر في ذلك الوقت اليوغسلافي بروشتش الذي كان يخصص وقتاً إضافياً لماجد بعد نهاية التدريب لماجد حول ضربات الرأس الذي قال بأني كنت سابقاً أغمض عيني عند مواجهة الكرة وألح على بروشتش بأن أفتحهما جيداً وأحدد مكان الكرة وطريقها وساعد ماجد على إجادة الكرات الهوائية هو الارتقاء العالي الذي كان يتصف به وهو ما جعل عدد من المدافعين يجدون صعوبة في الوصول إليه أو محاولة قطع الكرة ويذكر ماجد أن يوسف خميس وعيد الصغير في النادي وعبدالرحمن التخيفي ومحمد عبدالجواد كان لهم النصيب الأكبر من جملة أهدافه مع النصر والمنتخب.