كان الموقف مؤثرا والكلمات صادقة ، واللحظات رهيبة على الجميع ، لم يتمالك البعض نفسه وذرفت تأثرا للكلمات التي صدرت عن نجل المقتول مفلح بن على المظافره على يد أحد أفراد القبيلة. كلمات عبدالعزيز مفلح بن علي المظافره ذو العشرين عاما - ابن المقتول - كانت مؤثرة وملئية بالحزن ومفاجئة للجميع حين أعلن يوم أمس أمام جموع الحاضرين بقوله "لقد تنازلت لوجه الله تعالى عن قاتل أبي ومضيفا" ( تنازلي هذا هو غداء الحاضرين ). كان ذلك الإعلان عن العفو وسط تلك الجموع التي تقاطرت سعيا للصلح والتقريب بين الاسرتين التي نشب بينها خلاف منذ قرابة سنتين كفيلة بالهتاف له ولإخوته الثلاثة بالصلاح ولوالدهم بالمغفرة. كما فاجأ أصحاب الدم أيضا الحاضرين بالتنازل عن جميع مطالبهم لتطوى صفحة خلاف دامت عامين بين أبناء العمومة، كما قام شقيق الجاني بدفع مبلغ 500ألف ريال كهدية لأسرة المقتول. وكانت قبائل شهران قد توافدت بمشايخها وأعيانها بقيادة الشيخ عبالعزيز بن مشيط يوم أمس إلى مركز الحفائر شرق خميس مشيط. حيث توجهت وفود مشايخ وأعيان قبائل شهران إلى مقر أصحاب الدم في قرية/ الحفائر وذلك لتقريب وجهات النظر وطلب الصلح وقد بدأت المفاوضات منذ ساعات الصباح الباكر.وقد طالب عدد من المشايخ في كلماتهم أمام تلك الجموع وأمام أهل الدم طلب العفو عن القاتل لوجه الله تعالى ، وبعد عدة جلسات وتشاور من قبل أصحاب الدم طلبوا من أهل القاتل دين حالف بأنه لم يتم التآمر مسبقا ولم يخطط لقضية القتل من قبلهم وطلب مبلغ 3مليون ريال وجلي الديار ومغادرتها من قبل الجاني وأسرته وإثر تدخل وإلحاح مشايخ القبائل ولجنة إصلاح ذات البين. وقد قدر عدد الحضور بأكثر من ألفي شخص ومعهم بعضا من شيوخ قبائل قحطان وذلك لاحتواء الخلاف الذي حصل بين عائلة المظافرة قبل عامين حيث قام المدعو/ مفلح ان على جبار المظافرة بقتل مفلح بن على المظافره في أحد صالات الأفراح اثر خلاف نشب بينهم في أحد الإعراس التي انقلبت إلى عزاء وعلى مرئي من الجميع. وقد صدر في وقت سابق حكما يقضى بقصاص الجاني لقاء فعلته بناء على دعوة مقدمة من أهل الجاني. من جانبه قال الشيخ علي أبو دبيل أحد مشايخ القبائل الذين لهم باع طويل فى أصلاح ذات البين للرياض بان الشيخ عبدا لعزيز بن مشيط سعى فى الصلح هو وجميع المشايخ وقصدهم فى ذلك إعتاق رقبة وقال ابودبيل ان ابن المقتول وجماعته قد ضرب للجميع أروع أمثال التسامح والعفو، مؤكدا أن ذلك التصرف النبيل ليس بمستغرب على قبيلة عرف عنها ذلك.كما وجه شكره لسمو أمير منطقة عسير وجميع من حضر وساهم فى إعتاق رقبة لجان من حد السيف.