على غير عادته صاحبي تأخر عن موعده. انتظرته بتصفح أوراق الجرائد جريدة جريدة، ومع كل جريدة احتسي كأساً جديداً من الشاي. وصل بعد خمسين دقيقة تأخراً، بدأني بالاعتذار قائلاً: ما أصعب أن ترافق سيدة في الأسواق، إن وافقت زوجتي على فستان اعترضت البنت، وراح يومي معهما، مالت عليها طلعة بر!! تعجبت سائلاً:وما علاقة البر بشراء الفساتين. رفع رأسه وآثار التعب والحسرة تظهر بعينيه: عندنا مخيم للعائلة في إجازة منتصف العام، وهذا المخيم يتحول للأسف من الترفيه والاستمتاع الي الاستعراض الشكلي بين مجمع الإناث بعائلتنا الكريمة!!! دعوني أوقف قضية الانتظار والتأخر، لأذهب معكم سوياً الي (البر والفستان) ونأخذ صور فوتوغرافية لسيدة تلبس الفستان الأحمر المكسو بفصوص الكرستال الصغيرة، ووردة الجوري البيضاء بربطة حمراء تزين عنقها، جزمة تكمل لها جمال الفستان. وخلف الصورة شعيب ( مجرى للماء ) وشجرة سدر، أو حتى بخلفية رمال ممتدة تزينها شمس الغروب. ماذا عسانا أن نفهم من معانٍ: أولاً: إذا كانت تلك الصورة هي لبوستر تضعه شركة تسوق ملابسها، فسنصنف الصورة بعدم التوفيق، لأن الخلفية لا تحقق للفستان رواجاً بل استنكار للعلاقة الغائبة مابين الفستان والخلفية. ثانياً: أما إذا كانت الصورة شخصية لسيدة أحبت أن تجعلها لتاريخ ذاكرتها، على رف بالصالون، فسنكتشف الحرمان الكبير لصاحبتها، كيف حرمت نفسها الترويح والمتعة في تلك الرحلة، بقيود هي وضعتها على نفسها، أو قررها غيرها. ومن هنا دعونا نذهب لبيوتنا لنحكم على أنفسنا بما ترونه مناسباً. هل أعددناها بما نحب من الألوان والأثاث؟ أم هي ذوق غيرنا؟! هل فكرنا في حدودنا المادية ليكون البيت بحجمه ونوعه وأثاثه متناسباً مع قدراتنا؟ هل كان مشروعاً للاستقرار والهدوء؟ أم جلب علينا الديون التي حرمتنا التمتع به بقية حياتنا؟ وأخيرا دعونا نحكِ شيئاً من النتائج ومنها: أن الصور الجميلة كثيرة، فلنختر ما يناسب قدراتنا وأذواقنا. أن المال ليس شرطاً أن نشتري به الجمال الجالب للسعادة، وان حكى الناس غير ذلك. كما أن لكل مناسبة ملابسها فإن لكل منا بيته وذوقه الخاص.