سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. الدباغ ل "الرياض": الشركة تلتزم بالمعايير البيئية المحلية والدولية في جميع نشاطاتها التعدينية شركة معادن تعمل على تنفيذ برنامج بيئي لمعالجة الآثار البيئية التاريخية حول منجم مهد الذهب
تعمل شركة التعدين العربية السعودية "معادن" على تنفيذ برنامج بيئي لمعالجة الآثار البيئية التاريخية حول منجم مهد الذهب بمنطقة المدينةالمنورة والتي حدثت على مر العصور الماضية نتيجة إلى عمليات التعدين التي شهدها المنجم وكان بعضها عشوائيا خلال عمر المنجم الذي امتد لآلاف السنين الماضية . وقال المهندس عبيدالله عبدالله الحربي مدير منجم مهد الذهب في حديث ل "الرياض" أن عمليات التعدين في منجم مهد الذهب تعود إلى آلاف السنين الماضية مرورا بعهد الرسول صلى الله عليه وسلم ثم الخلفاء الراشدين ثم العصر الأموي فالعصر العباسي خصوصاً عصر الخليفة هارون الرشيد والذي شهد استخراج أكثر من 40طناً من سبائك الذهب والفضة. ومن المعروف أن شركة أمريكية قامت أيضا بعمليات تعدين في هذا المنجم خلال عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ، كما قامت شركة بترومين بتشغيل المنجم قبل إنشاء شركة معادن عام 1997م. ويعتبر منجم مهد الذهب أول منجم تعدين للذهب في المملكة، وبذلك سميت المهد على اسمه. ويتضح من الأعمال التعدينية السابقة في منطقة مهد الذهب والمناطق المجاورة لها مثل :جبل صايد وأم الدمار ولحف إنها ذات نطاق تمعدني متفاوت ومتمركز من منطقة الى أخرى بسبب الحركات التكتونية المختلفة وحسب الدراسات الأخيرة التي اجريت فمن الطبيعي وجود العناصر الأرضية الثقيلة مصاحبة لنطاقات التمعدن في هذه المواقع. وأشار المهندس الحربي إلى أن شركة معادن عندما تولت مسئولية تشغيل وتطوير المنجم وضعت في اعتبارها أهمية معالجة الآثار البيئية التي حدثت خلال الفترة الماضية وقد قامت شركة (معادن) بتغطية مخلفات نقابة التعدين العربية السعودية القديمة بطريقة هندسية وفقاً للمعايير البيئية وكذلك التأكد من أن جميع العمليات التعدينية التي تنفذها الشركة بالمنجم موافقة للمعايير البيئية المحلية والعالمية ، موضحا أن دراسة بيئية قامت بها شركة معادن وجامعة الملك سعود للتربة المحيطة بالمنجم أشارت إلى وجود تلوث بالعناصر الثقيلة ( الرصاص والكادميوم والزئبق والزنك والنحاس ) بالتربة المحيطة بمنجم مهد الذهب بدرجات عالية في بعض المواقع وأقل في مواقع أخرى ويعزى ذلك إلى طول الفترة الزمنية التي استغل فيها المنجم وتغير أساليب وطرق التعدين في محيطه على مر السنين. غير أن دراسة بيئية أجريت عام 1418ه من وزارة البترول والثروة المعدنية ومصلحة الارصاد وحماية البيئة ووزارة الصحة وخلصت إلى أنه لا توجد آثار تلوث بيئية تذكر ناتجة عن عمليات التعدين بالمنجم. من جهة ثانية شكل صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة المدينةالمنورة لجنة لمناقشة نتائج الدراستين اللتين قامت بهما جامعة الملك سعود وشركة معادن، حيث قامت اللجنة المشكلة من قبل سموه بالإطلاع على الدراستين المقدمتين من جامعة الملك سعود وشركة معادن السعودية وقامت بزيارة موقع منجم مهد الذهب ونظراً لكون الدراستان لم تتطرقا لبقية أوجه التلوث التي تصاحب عمليات التعدين مثل (مركبات السيانيد والغازات المتطايرة)، وكذلك لم تتطرق لعناصر البيئة الأخرى التي يمكن أن تتأثر بتلك الملوثات مثل ( الهواء والحيوان والإنسان ) فقد أعدت اللجنة محضرا بذلك اشتمل على عدة توصيات وقد أمر سموه الكريم بتفعيلها حفاظاً على البيئة وسكان مهد الذهب ومن ضمن هذه التوصيات أن تقوم مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بدراسة شاملة لتقييم الوضع البيئي واستكمال الجوانب البيئية التي لم تشملها الدراسات السابقة وإطلاع الإمارة بمجريات الدراسة بشكل دوري إضافة إلى قيامها بعمل دراسة بالتعاون مع وزارة الصحة بحصر الأمراض التي لها علاقة مباشرة بمثل هذه الملوثات إن وجدت في أي من سكان محافظة مهد الذهب بنسب غير طبيعية ومقارنتها مع النسب المحلية والعالمية وتقديم التقرير للأمارة .وتكوين فريق عمل بيئي للإطلاع على الإدارة البيئية بالمنجم ووضع الحلول العاجلة لتخفيف الأضرار البيئية وإعادة تأهيل المناطق الملوثة .وأكدت التوصيات كذلك منع استخدام المنطقة المحاذية لسور المنجم الشرقي كملاعب رياضية والعمل على تثبيت تربتها والاستعاضة عنها بمواقع أخرى توفرها بلدية محافظة مهد الذهب. - تكوين لجنة من محافظة مهد الذهب والجهات المختصة لإعداد برنامج تثقيفي بيئي للمواطنين (بما فيهم الأطفال والنساء) لبيان كيفية تقليل خطورة التعرض للغبار في المنطقة وأن تتولى شركة معادن المشاركة في الدعم المادي للبرنامج والرفع بنتائجه لأمارة منطقة المدينةالمنورة . - تقوم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بالتعاون مع الجهات المعنية بالعمل على إضافة ووضع معايير وطنية لتلوث التربة والنبات تتضمن التلوث بالعناصر الثقيلة . من جانبه عبر العديد من سكان محافظة مهد الذهب عن شكرهم وتقديرهم لمتابعة سمو أمير منطقة المدينةالمنورة لاهتمامه بهذه الدراسات وبيّن الأستاذ محمد المطيري أن هذا الموقف لم يستغرب على سموه الكريم في إيجاد الحلول العاجلة لحماية أهالي مهد الذهب من الخطر البيئي الذي يحيط بهم حيث حظيت مهد الذهب باهتمام سموه الكريم في شتى المجالات وشهدت نقلة نوعية و تطور تنموي سريع . إلى ذلك أكد الدكتور عبد الله بن عيسى الدباغ رئيس شركة معادن وكبير إدارييها التنفيذيين في تصريح ل "الرياض" أن الشركة تلتزم التزاما كبيرا بأداء جميع أنشطتها وفقا للمعايير البيئية المحلية والدولية، وتهدف بشكل مستمر إلى تحسين أدائها فيما يتعلق بالحفاظ على سلامة البيئة،حيث أجرت العديد من الدراسات البيئية المرجعية - وبالتحديد - على مواقع التعدينية الجديدة، ونفذت هذه الدراسات من قبل شركات متخصصة ومعترف بها دوليا تحت إشراف ودعم إدارة البيئة التابعة لشركة معادن.واشتملت هذه الدراسات على وصف المواقع جيولوجيا وطوبوغرافيا وتركيب معدات للأرصاد الجوية لمراقبة أحوال الطقس (درجة الحرارة، وسرعة الرياح واتجاهها، وإشعاع الحرارة الشمسية، والرطوبة النسبية والأمطار)، كما تم إجراء مسح شامل لنوعية الهواء والعوامل الملوثة ومسح شامل لمستوي الضوضاء ولمصادر المياه (تحاليل دورية للمياه الجوفية والسطحية) مسح وتصنيف شامل للتربة وكذلك مسح شامل وتصنيف للحياة الفطرية والغطاء النباتي الطبيعي، ودراسة آثار التعدين عليها بالإضافة إلى مسح شامل للاقتصاديات الاجتماعية في تلك المواقع.كما أن الشركة تقوم بدراسة إقفال المنجم منذ افتتاحه وتقدير المبالغ اللازمة لترك الموقع بالصورة المثلى المتفق عليها حسب المعايير العالمية وتخصم هذه المبالغ سنويا من إيراد المنجم وتحفظ لحين وقت الإغلاق.