لم يكن تحقيق فريق الشباب لبطولة كأس خادم الحرمين للإبطال من باب التألق والإبداع فقط في مسائية الأربعاء، كما لم يكن الحضور الشبابي فقط أمام عميد الاندية السعودية، بل البطولة تحققت لان الشباب كان مبدعا ومتألقا طيلة مباريات الموسم الا ان الحظ وبعض الظروف الخارجة عن إرادة الشباب كانت حجر عثرة في عدم حصول الفريق على إحدى البطولات السابقة، ولكن لاعبي الشباب لم يدعوا الموسم بنفض إلا وهم يحققون اغلى البطولات وأقواها من يد القائد الوالد الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله.. فكان الشباب يريد أن يختم الموسم بليلة ولا كل الليالي.. وببطولة ولا كل البطولات. هكذا أراد الشبابيون ختام موسهم ان يكون حتى مع كل الترشيحات التي كانت تصب وتذهب للاتحاديين". وبطولة الشباب جاءت لان الفريق يمتلك أهم مميزات التفوق والنجاح والمتمثلة في قتالية لاعبيه ومثاليتهم وحالة التفاهم والتجانس الكبيرة فيما بينهم داخل الملعب وخارجه فهم على درجة كبيرة من الاحترام والتقدير فيما بينهم وقد لمست ذلك من خلال متابعتي ولقاءاتي بلاعبيه في مبارياتهم والمعسكرات التي تقام أو تسبق مبارياتهم في المنطقة الشرقية.. وقد رأيت التوادد والاجتماعات المستمرة التي تجعلهم كأسرة واحدة مما أثر على تفاعلهم داخل الميدان ومن هذا المنطلق وتلك المعايشة لم استغرب حالة الإبداع التي كان عليها لاعبو الشباب والتي غيبوا من خلالها الفريق الاتحادي وألغوا خطورته بالكامل بل إنهم رأفوا بحالهم وإلا لكانت النتيجة الطبيعية تاريخية لا تقل عن خمسة أو ستة أهداف لو نظرنا إلى الفرص الحقيقية التي ضاعت من أقدام نجوم الفريق الشبابي. ولعل الميزة التي يتفوق فيها الشبابيون عن غيرهم في الفرق الأخرى تسابقهم في ابراز الذات وتسخيرها لمصلحة الفريق ونسيان العطاء أو المجد الشخصي بتحقيق مكتسبات شخصية وهذا ما جعل الفريق ينجح على طول تاريخه لأنه لا يتأثر بغياب نجم ولم يتأثر لانتقالات لاعبيه عبر تاريخه الطويل والتي كانت نجوما لامعة أمثال سعود السمار وفؤاد أنور وخالد الشنيف وفهد المهلل وصالح الداود وعبداللطيف الغنام وعبدالله الشيحان وغيرهم من الأسماء الأخرى التي تركت الفريق وانتقلت إلى فرق أخرى لكنها لم تغير من واقع الفريق الشبابي أو تهتز صورته كما يحدث مع الفرق الأخرى وهذا شعار عرف به الشباب كأحد الفرق التي لا تعتمد على لاعب بل على المجموعة. فمهما غاب النجوم عن خارطة التشكيل ظل الفريق يحصد البطولات ويحقق الانجازات وقدم الفريق نجوما شابة قادرة على ملء الفراغ الذي تركه النجوم أثناء غيابهم واختيارهم للمنتخبات الوطنية ولعل الشباب هو الفريق الوحيد الذي يمتلك البديل الجاهز وبمواصفات لا تقل عن اللاعب الأساسي الذي يتركه غياب النجوم وتخلفه الإصابات وقد شاهدنا ذلك في العديد من المشاركات والبطولات التي يشارك فيها الشباب وفي مباريات حاسمة ومهمة سواء على المستوى المحلي او الخارجي وكانت الغلبة للشباب. ولعل الملاحظ على لاعبي الشباب وهذه ميزة تضاف الى المكتسبات الأخرى لدى اللاعب الشبابي بأن لاعبي الشباب دائما ما يبتعدون عن فلاشات الإعلام والصحافة وكأنهم لا يريدون أن يتحدثوا إلا من خلال الانجازات والبطولات على المستطيل الأخضر وهذا هو ردهم وديدنهم الذي يفضلون الحديث من خلاله، لذا فان الشباب اقل الأندية اختلافات بين اللاعبين والإدارة بل لا توجد هناك اختلافاً على الإطلاق نظرا للحكمة والقيادة الجيدة لدى إدارة النادي ومن ورائها متابعة واهتمام سمو الأمير خالد بن سلطان الذي لم يترك شيئا إلا وقدمه للاعبين كما لاننسى دور خالد البلطان الذي تعب وانفق الملايين على الفريق حتى وصل به إلى هذا الانجاز ليواصل رحلة الانتصارات والبطولات الشبابية التي لا يمكن أن تتوقف.