من القلائل القليلة التي يخسر فيها فريق الشباب مباراة نهائية مهما كان المنافس، حتى والشباب ينازل بطل الدوري المدجج بكل أسلحة التفوق، لكن ان يفتك الشباب بالفريق الاتحادي بتلك الصورة، وبرباعية كانت قابلة للزيادة، على الأقل تسجيل ضربة الجزاء المهدرة من اللاعب الشمراني. لم يكن يتوقعها اكثر المتشائمين الاتحاديين، لكن ظروف المباراة وما صاحبها من اشياء داخلها جعلت الفريق الشبابي يجهز على كل الطموحات الاتحادية، والشباب وبعد هذا الفوز الكبير اثبت انه افضل الفرق في الموسم على الإطلاق، الفريق كان من المفروض ان يهيمن على كل بطولات الموسم، لكنها دروس كرة القدم التي يجب تعلمها كل موسم، فليس بالضرورة ان يفوز فريق بكل شيء، وليس هناك فريق يخسر كل شيء. ليلة أمس السبت كانت تاريخية سعيدة للشباب سيتذكرها كل شبابي عندما يتم استعراض المنجزات وتفتح معها صفحات التاريخ الناصعة لليث، هذه هي الفرق التي تستحق البطولات، وهذه هي الفرق التي تمضي خلفها الجماهير من دون ان تفكر في المنافس وما حققه من بطولات، فالشباب أضحى علامة بارزة في تاريخ الكرة السعودية منذ ان بدأ مرحلة الدخول في معترك البطولات والمنافسة عليها منذ ما يقارب العشرين عاماً، وهو يسير وفق استراتيجية متعوب عليها، رسمها رجل الشباب الأول الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، والذي يغير الكثير من ملامح النادي الكبير والعريق، فالرئيس الفخري في الشباب هو كل شيء، لذلك لا ينسى مكل شبابي مهما كان دوره في أي إنجاز يتحقق لهذا النادي، الرجل هو الرمز الأكبر، وسيظل كذلك وما دام وراء الفريق مثل هذه الهامة ومثل هذا الاهتمام فإن الشبابيين لا خوف عليهم. ومن يصنع الإنجازات يجب ان يكون تحت الضوء على رغم ان الرجل لا تستهويه مثل هذه الأمور، ولا ترقى لمستوى عمله ولا يمكن ان تصل الى الحد الذي قفز فيه البعض الى مكانة لا يستحقها، هو عمل وسهر وتابع من دون أضواء وترك لغيره التمتع بالحصاد والتلذذ بساعات الانتصار، ليس هناك رمز لنادي الشباب غيره، مهما حاول البعض القفز على الحقائق ومحاولة ذر الرماد في العيون. ومن يريد ان يصنع فريقاً مثل الشباب عليه ان يتعلم من مدرسة خالد بن سلطان، فليس هناك نادي يشهد استقراراً وحسن معاملة وترتيب أوضاع مثل الشباب، لذلك كان في الصفوف الأمامية يبارز وينازل ويحصد البطولات، غالبية أفراد فريقه من أبناء النادي من تدرجوا فيه كأشبال وشباب ثم الفريق الأول، لا احد يتمتع بهذه الميزة غير الشباب، وليس هناك نادي يفعل ذلك على رغم أننا في عالم الاحتراف، بل ان الفريق الشبابي صدر فائض من النجوم للأندية المحتاجة وبرزوا فيها، فالشباب على أعتاب العالمية، واذا حقق هذا الأمر فإنها لن تكون بالنسبة إلينا مفاجأة. إن ما يُقدم في هذا النادي النموذجي عمل رائع وخطط ناجحة ونظرة مستقبلية فاحصة، فهو يعتمد على كوكبة متجانسة من النجوم، وهو فريق مجموعة واحدة لا يمكن ان يكون مثل الأندية الأخرى، التي تعتمد على مزاجية ورغبات النجم الواحد. هذا باختصار من صنع الإنجازات الشبابية وفي الطريق المزيد. [email protected]