أعادني الدكتور الفاضل عبدالملك بن محمد بن عبدالرحمن بن قاسم ضمن مقالة في هذه الصفحة واستعراضه لوثيقة نادرة مرسلة من جده الشيخ عبدالرحمن للشيخ العلامة حمد الجاسر إلى التذكير بكتابه التاريخي المفقود حتى اليوم!! فالشيخ عبدالرحمن بن قاسم (1319ه - 1392ه) يعد من أبرز طلبة العلم والعلماء من القرن المنصرم وتميز رحمه الله في أول أمره بالعناية والاهتمام بعلم التاريخ والنسب فأشرف على طباعة تاريخ ابن لعبون في عام 1357ه وكان في تلك الفترة يدون ويجمع للتاريخ والأنساب.. وتاريخه حسب ما حدثني به العلامة الجاسر الذي اطلع عليه هما قسمان قسم يبدأ من تاريخ آدم عليه السلام والآخر المتعلق بتاريخ الأسر وانسابها فكل أسرة مرتبة بحسب البلد التي هي منها مع ذكر نسبها.. وقد عرض الشيخ ابن قاسم كتابه على الشيخ الجاسر فأشار الأخير للشيخ أن يكتفي بالمجلد الثاني لكون الأول يستطيع القارئ الرجوع لأمهات الكتب كالطبري وابن كثير وغيرهم.. وقد أشار الجاسر إلى شيء من ذلك في مقال له في أواخر السبعينات الهجرية من القرن المنصرم عن مؤرخو نجد من أهلها في مجلة العرب.. واطلع الشيخ ابراهيم بن عثمان (ت 1426ه) على هذا المجلد عندما كان الشيخ عبدالرحمن بن قاسم مشرفاً على المكتبة السعودية - حاشية الكاتب ضمن تحقيق كتاب نبذة في انساب أهل نجد ص 45- وممن اطلع عليه كذلك الشيخ المؤرخ عبدالرحمن بن رويشد متعه الله بالصحة والعافية عندما كان عاملاً في تلك المكتبة كما حدثني بذلك وربما غيرهم الكثير. ان اسهام الشيخ عبدالرحمن في كتابة تاريخنا تستحق منا التكريم وإقامة الندوات ليس لجهده في ذلك الكتاب التاريخي المخطوط الذي لم يكشف حتى اليوم!! ولكن لكونه قدم للأمة مع مساندة ابنه الشيخ محمد له (ت 1421ه) أعظم كنز للأمة الإسلامية والإنسانية بجمعه لفتاوى ومخطوطات شيخ الإسلام أبي العباس احمد بن تيمية قدس الله روحه (ت 728ه) حيث بدأ جمع تراثه منذ اوائل السبعينات الهجرية من القرن المنصرم فأخذ في تعقبها مع تنقله لبلاد الشام والعراق وغيرها من دول الغرب إلى أن طبعت ضمن مجلدات عديدة بخلاف مع قام به ابنه الشيخ عبدالرحمن من جمع فتاوى العلامة الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ وكلا تلكم الأعمال كانت بدعم قادة هذه البلاد. ان على جامعتنا ومراكزنا العلمية واجب مهم لتكريم هاتين الشخصيتين من آل قاسم مع تعريف هذا الجيل بأمثال هؤلاء الرواد الذين خدموا تراث علماء الأمة.. فهل نجد استجابة سريعة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أو دارة الملك عبدالعزيز أو غيرهم للمبادرة بفعل ذلك أرجو وأتمنى!!