تزخر مكتبة الأزهر الشريف في القاهرة بنفائس المخطوطات بشتى اللغات، وفي مختلف العلوم والفنون والآداب والمعارف منذ أكثر من ألف عام، وهي تعد من أمهات المكتبات على الصعيد العالمي في ما يتعلق بالمخطوطات، وأنواعها، وقيمتها، وروائعها. ويؤكد الدكتور مجاهد توفيق الجندي، مؤرخ الأزهر الشريف أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية في جامعة الأزهر، أن هذه المكتبة العريقة كانت عبارة عن خزائن كتب موضوعة في أروقة الشوام والمغاربة والأتراك والأفغان والمساجد الجامعة الكبرى في المدن المصرية، كجامع الفاكهاني، وجامع العيني، وتم جمعها في المبنى الحالي لمكتبة الأزهر. وبرغم الاحتفاء والعناية بمخطوطات هذه المكتبة من قِبَل المسؤولين عليها الآن، إلا أنها تعرضت في تاريخها الطويل لمحاولات الاستيلاء على نوادرها وحمْلها إلى الغرب أيام الحملة الفرنسية على مصر، وبعد ذلك عند احتلال بريطانيا مصر، حيث تم نقل آلاف المخطوطات العربية والإسلامية إلى مكتبات أوروبا حتى إنه كان من ضمن شروط جلاء الفرنسيين عن مصر عام 1801 أن يأخذوا معهم قدراً معيناً من المخطوطات، حسب كلام الدكتور مجاهد الجندي في كتابه «أبو حيان التوحيدي الخطاط الباهر والورّاق الماهر». وبنظرة فاحصة لإنتاج علماء الأزهر الشريف على مدار ألف عام «نجد غزارة وكثرة في مؤلفاتهم، في فروع العلم المختلفة، دينية وعربية وعقلية وفلسفية بحتة. وتنوعت مؤلفات العلماء ما بين: المتون، والشروح، والرسائل، والأراجيز، والمنظومات، والألغاز، والأحاجي، والفتاوى... وغيرها، في أكثر من خمسين فناً من فنون المعرفة، تبدأ بالربعات والمصاحف المذهبة، وعلوم القرآن، والقراءات، والتفسير، والحديث، والمصطلح، والفقه على المذاهب الأربعة، والفقه العام، وفقه الشيعة، والمجاميع، والتوحيد، والبلاغة، والنحو والصرف، والآداب، والفضائل، واللغة، والتصوف، والتاريخ، والمنطق، والفنون المنوعة، والأدعية، والأوراد، والحكمة والفلسفة، والفلك، والطب، والحساب والهندسة، وتقويم البلدان، واللوائح والقوانين، والتربية، والأخلاق، والاجتماع، والقروض، والوضع واللغات الأجنبية، والفارسية والتركية، والخط والإملاء، والصور، والرسوم، والكيمياء، والطبيعة، والزراعة، والاقتصاد السياسي، وتعبير الرؤيا، والشرائع غير الإسلامية، والطوبوغرافية، والمحفوظات، والموسيقى، ومسك الدفاتر». ووضع الدكتور مجاهد الجندي ثبتاً يضم فهرسة لجزء كبير من مخطوطات علماء الأزهر الشريف، خصوصاً من أهل القرن الثامن الهجري، وهي كالتالي: - مخطوطة تذكرة الفيومي، الشيخ عبدالبر الفيومي، في علوم الحديث، فرغ من تأليفها سنة (763 ه) والمخطوطة مجدولة بالمداد الأحمر. - مخطوطة «الإعانة على اختلاف القراء» (في القراءات) للشيخ إبراهيم بن يعقوب المالكي، وهي نسخة بخط إبراهيم بن عبدالله بن يعقوب الشافعي سنة (774 ه) وهي تقع في 130 لوحة. - مخطوطة «مقاصد الفحول»، شرح العلامة علي بن صلاح الدين السخومي، على رسالة في الأصول لم يُعلم مؤلفها، وفرغ من تأليفها سنة (769 ه) وهي بخط يونس بن إسماعيل في 114 لوحة. - «مقدمة في أصول الفقه» لابن القصار البغدادي، العلامة القاضي أبو الحسن علي بن عمر المعروف بابن القصار، وهي بخط عبيد بن عمر المالكي سنة (792 ه). - «المنهج الفائق والمنهل الرائق، والمُغني اللائق بآداب الموثق وأحكام الوثائق» للعلامة الشيخ أحمد بن يحيى بن محمد بن عبدالواحد بن علي التلمساني الفاسي، وهي بقلم مغربي، على القاعدة المغربية. - كتاب «الروايتين» للقاضي أبي يَعْلى محمد بن محمد الفراء، بخط عبدالوهاب سنة (793ه). - مخطوطة «فتح النقوض في شرح العروض»، شرح العلامة الشيخ عبدالمحسن القصيري، على القروض الأندلسي لأبي الحسن الأندلسي، وهي في 25 لوحة. - مخطوطة «الأنوار لعمل الأبرار» للأردبيلي، وهو العلامة الشيخ جمال الدين يوسف بن إبراهيم المعروف بالأردبيلي الشافعي (ت 779 ه) قال فيها: «وبعد، فهذه أحكام شرعية ومسائل دينية تعم بها البلوى في الدرس والفنون، جمعتها من الكتب المعتبرة كالشرح الكبير والصغير والروضة وغيرها». - مخطوطة «عروس الأفراح في شرح تلخيص الفَتَّاح»، شرح العلامة ابن حامد بهاء الدين أحمد بن علي بن عبدالكافي بن يحيى بن تمام المعروف بالسبكي الشافعي المصري (ت773 ه) على تلخيص المفتاح للقزويني. - مخطوطة «رسالة الطيلوني» للشيخ محمد بن علاء الدين المصري الشهير بالطيلوني، في معرفة مدد ولاية الملوك والسلاطين والوزراء وأرباب الولايات وأعمارهم، وهي مجدولة بالمداد الأحمر. - مخطوطة «الكنز المدفون والفلك المشحون»، هي مجموع فوائد وحكايات لطيفة، ونوادر أدبية، ولطائف وأحاديث لشرف الدين يونس المالكي، وينسب هذا المجموع – خطأ – للسيوطي. - مخطوطة «نسيم الصبا»، مختصر لابن حبيب الحلبي، المؤرخ الأديب (ت 779 ه) وضعه في ثلاثين فصلاً، وضمَّنه كثيراً من البديع، وأودعه أبياتاً لغيره، على وجه التضمين. - طبقات الحنابلة للنابلسي (ت 797 ه) اختصره من كتاب «طبقات الحنابلة» للقاضي أبي الحسين محمد ابن القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين بن الفرات (ت 526 ه). - مخطوط «عين الأدب والسياسة وزين الحسب والرياسة» – مختصر لابن هذيل، وهو الأديب أبو الحسين علي بن هذيل، من رجال الأندلس، جمع فيه كثيراً من فنون الأدب والحكم، ورتَّبه على أربعة أقسام. - مخطوطة البهجة السَّنية في حل الإشارات السنية، شرح العلامة شمس الدين التتائي المالكي (ت 942 ه) على منظومة ابن فرح الإشبيلي المسماة «غرامي صحيح” وهي في ثلاثين لوحة. - مخطوطة «تحرير الكلام في مسائل الالتزام» للعلامة أبي عبدالله محمد الحطاب (ت 954 ه) في 130 لوحة، وهي بقلم مغربي. - مخطوطة «إنشاد المريد من ضَوال القصيد» لابن غازي المكناسي (841 ه) أولها: «الحمد لله الذي منَّ علينا بوراثة كتابه العزيز» وهي في 81 لوحة. - مخطوطة «إرشاد السالك المحتاج إلى بيان أفعال المعتمر والحاج» للعلامة يحيى الحطاب الطرابلسي، في سبعين لوحة. - مخطوطة «تذهيب تهذيب الكمال»، هي مختصر للحافظ صفي الدين الأنصاري الخزرجي الساعدي، من علماء القرن العاشر، اختصر فيه «تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال» للحافظ الذهبي. فرغ من تأليفه سنة (923 ه) وبهامشها تعليقات في 50 صفحة. - مخطوطة «غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام» للبازلي الكردي الشيخ محمد بن داود بن محمد الحموي الشافعي (ت 925 ه) رتبها على حروف الهجاء، وهي جزآن في مجلد بخط عبدالله بن نعمة الله العجمي سنة (949 ه) وهى في 309 لوحات. - مخطوطة «المعيار المغرب والجامع المعرب عن فتاوى علماء إفريقية والأندلس والمغرب»، للوان شريسي، من علماء القرن العاشر الهجري، فرغ من تأليفه سنة (951ه)، والموجود منه الجزء السادس، وهو يبتدئ بنوازل الوكالات والاقرارات، وهو في 243 لوحة وبقلم مغربي. - مخطوطة «إيضاح المسالك على المشهور من مذهب مالك» للشيخ داود بن محمد المالكي (ت 903 ه)، وهو شرح على رسالة أبي زيد القيرواني، فرغ منه سنة (869 ه) في 430 لوحة، بخط عبدالقادر المالكي سنة (908) وهي في 269 لوحة بقلم مغربي. - «المختصر الصغير» لأبي فضل الحضرمي (ت 903 ه). - «المقدمة الحضرمية في فقه السادة الشافعية»، هو مختصر كبير على المخطوطة السابقة. - مخطوطة «الإيعاب في شرح العُباب» لابن حجر الهيثمي، على العباب المحيط بمعظم نصوص الشافعي والأصحاب لقاضي القضاة صفي الدين المرادي (ت 930 ه)، والأجزاء «1، 2، 3» في ثلاثة مجلدات، وبآخر الجزء الأول أنه بخط حسن بن محمد الهيثمي الشافعي، كتبه للعلامة الشمس شميس الدين محمد بن الشهابي المشهور بابن قشطة، وهي في 349 لوحة، وهذا جزء من فهارس مكتبة الأزهر الشريف العامرة بآلاف المخطوطات، ويكفي من القلادة ما أحاط بالعُنق.