وموسم الصيف عندنا في جدة لا نعرفه بالأيام والشهور، أي أنه لا يأتي مع شهر يونيو أو يوليو، ولكن مع انقطاع الماء والكهرباء، وهذا ما حدث في الأعوام الماضية ، وفي هذا العام، إذ مع بداية شهر مايو جاءني الحارس وأخبرني أن الخزان فارغ وأن مياه المصلحة قد انقطعت، فاضطررت إلى شراء صهريج ب 130ريالاً، ولكن بالأمس اشتد لهيب الصيف، وذهب الحارس للحصول على صهريج أو وايت وانتظر من الساعة الواحدة بعد منتصف الليل في الأشياب حتى الساعة الخامسة صباحا، ولكن السعر قفز من 130ريالاً إلى 250ريالاً، وهذا يعني أن فاتورة المياه ستصل إلى أكثر من ألف ريال في الشهر، والحمد لله أنني أستطيع أن أدفعها ولو أنها ترهقني، ولكن ماذا عن السكان في قويز وأحياء جدة الفقيرة التي لا تتسع شوارعها للوايتات أو الصهاريج، هذا إذا كان بمقدورهم أن يدفعوا ثمنها والذين ينقلون المياه إلى بيوتهم بالجالونات وبالسيارات "الوانيتات العراوي".. إنني لا أستطيع أن أتصور معاناتهم ولكنّ قلبي معهم، ولكن ما الحل ؟ لقد وصلت إلى جدة محطة متحركة أو بارجة لتحلية المياه، ولكن لا بد من توصيل مياهها للشبكة وهذا يقتضي بعض الوقت الذي قد يطول قبل أن يقصر، فهل ننتظر حتى الصيف القادم قبل أن نتنفس الصعداء، أو ننتظر حتى تبدأ محطة الشعيبة رقم 3في العمل في العام القادم أو الذي يليه، وياليل ما أطولك!!