@@ من نعم الله على هذه البلاد.. أن جعل مقاليد الحكم فيها.. بيد إنسان مؤمن.. إنسان صادق.. إنسان يدرك أبعاد المسؤولية التاريخية المناطة بهذه البلاد.. وشعب هذه البلاد.. وحكومة هذه البلاد @@ وعندما استن - حفظه الله - الحوار كقاعدة للعمل القائم على التفاهم .. والتجانس.. والتناغم بين أبناء هذه البلاد، بهدف الانطلاق بها نحو المستقبل بقوة.. وبإيمان صادق.. وبتوحد في المواقف والآراء.. فإنه إنما أراد لنا الخير جميعاً @@ ذلك أن وحدة التفكير.. ووحدة الرأي.. وحدة التوجه تمثل ضمانة حقيقية لوطن قام على الإيمان.. وتأسس على الوحدة.. ومضى في تعامله مع هذا العالم على أسس أخلاقية وإنسانية خلاقة @@ لقد علمنا الملك عبدالله.. أشياء كثيرة.. @@ علمنا كيف نحب بعضنا البعض.. @@ كما علمنا كيف يحترم كل منا فكر الآخر ومنهجه . @@ وعلمنا أيضاً كيف نميز بين ماهو ثابت.. وماهو محل اجتهاد . @@ وعلمنا كيف نسمو بعقيدتنا.. وبحياتنا.. وبعقولنا إلى المستويات العليا من السماحة.. والوسطية.. والمحبة.. والسلام.. والوئام @@ علمنا هذه الفضائل.. @@ وكرسها في نفوسنا.. @@ وظل يذكرنا بها في كل مناسبة.. وفي كل لقاء.. يجتمع فيه بأبنائه واخوته المواطنين على اختلاف ألوانهم ومشاربهم وتوجهاتهم.. وفي ذهنه أن الجميع مواطنون صالحون.. وان الوطن بهم جميعاً، وليس ببعضهم دون البعض الآخر، يسود.. ويتقدم.. ويتطور، وان علينا أن نكون جميعاً بمثابة صمام أمان لوطننا هذا.. ولأمتنا بعد ذلك.. وللإنسانية في كل مكان. @@ وفي آخر لقاء له يحفظه الله بأعضاء الهيئة الرئاسية بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني يوم السبت الماضي.. تحدث إلينا جميعا.. حديثاً غير عادي.. حديثاً ينطوي على الكثير من الدلالات والمعاني السامية فقال: @@ "أحييكم بأكرم تحية.. وأحيي من خلالكم اللقاء والوطن والحوار والفكر، ومن خلالكم أيضا ألمس الأمل الكبير - بعد الله - في أبناء هذا الوطن بجميع توجهاته الفكرية الخيّرة المتمسكة بثوابت العقيدة والأخلاق والحس الإنساني بالرغم من تعدد الأفكار" @@ وقال أيضا: " أن عصرنا هذا توسع في نقل الأفكار بانفتاح لم تعهده الإنسانية في تاريخها فهل نجفل منها أن نفتح بيتنا التاريخي وميراثنا العظيم لنرى دورنا الكبير وشراكتنا الإنسانية في أروع القيم والمفاهيم والمسؤوليات وهي تتصدى لدورها الأخلاقي بثوابت دينها الإسلامي ؟ لذلك علينا أن نمارس حقنا مع التاريخ بثقة المؤمن المتوكل على الله في كل حوار يخدم عقيدتنا الإسلامية ومبادئ السلام والإنسانية في هذا العالم وفق رؤية نستمدها من رحابة ديننا العالمي " @@ إن التوقف أمام كل كلمة ستجعلنا ندرك.. كيف أن الملك يضعنا أمام مسؤولية جديدة.. ومختلفة.. تصوغ حياتنا.. وتفتح أذهاننا على حقائق لا لبس ولا غموض فيها. وتجعلنا مسؤولين أمام الله سبحانه وتعالى ثم أمام قيادتنا عن وطن لامكان فيه للاختلاف أو التنافر أو الحدية.. وطن تحكمه الثوابت.. وتوجهه الوطنية الصادقة.. وتصنعه قوة التوحد والتسامح والإخلاص والولاء العميق العميق. @ ضمير مستتر: @@ ترجمة الأفكار إلى ممارسات.. مسؤولية وطنية كبرى.. لن يغفر التاريخ لمن يقصر في أدائها.."