تلك اللزمة التي تُردِدها الرسائل الاتصاليّة في برنامج عبداللطيف جميل لخدمة المجتمع والتي من أحد أهدافها (أي الرسائل) توعية المجتمع بأهمية وقيمة العمل اليدوي، والتخلي عن النظرة السلبية لها، قد يقول قائل من العاطلين المُحبطين (هوّ فين الشغل حتى نحكم عليه: عيب وإلاّ ما هو عيب) وهو مُحق في قوله هذا حتى يثبت العكس إنما المُدهشات التامّات أن تنقسم رُؤى المجتمع الذي يعجُّ بالعاطلين والعاطلات حيال قضيّة العمل إلى أشتات متضادّات فمنهم من يرى ضرورة ترحيل (كل) العمالة الوافدة وإحلال الأيدي المحليّة بدلاً منها لاحتياج الملايين من ابناء وبنات هذا الوطن لكل فرصة عمل ومنهم من يرى الترفّع عن أداء الأعمال (الوضيعة) أي والله لقد قالها أحدهم في لقاء متلفز حين كان الحديث يدور حول سعودة أحد القطاعات المهنيّة..! كما تناقلت الصحف رفض أحد المشاركين في الحوار الوطني الذي جرى في القصيم حول "مجالات العمل والتوظيف... حوار بين المجتمع ومؤسسات العمل" تأهيل الشباب والفتيات للعمل في مجالات الكهرباء والسباكة، والحدادة، بعد أن وصفها ب "الدنيا" . وقد كان رد وزير العمل على هذه الرؤية مُقنعاً حينما قال "لا توجد مهن عليا ودنيا، فكل المهن شريفة، وهي مجال صالح للمواطن السعودي، كما أنه لا توجد لدينا "دماء زرق" تميزنا عن الشعوب الأخرى، وكل الشعوب تبحث عن رزقها. والله تعالى جعل تمايزا بين البشر، والأنبياء كانوا أصحاب مهن، وقد عملوا بالنجارة والزراعة والرعي" انتهى كلام الوزير. السؤال: هل يوجد لدينا عُمّال سعوديون مهرة في مجالات الأعمال المهنيّة المُختلفة غير المكتبية؟؟ بمعنى أدقّ هل يوجد لدينا مراكز تدريب مهنيّة أو كليّات تقنيّة يمكنها سدّ حاجة سوق العمل لتلك المهن؟؟ وسد الحاجة التي أعني ليس بالكمّ إنما بالكيف (أستثني من السؤال كليات ومراكز تدريب شركات عملاقة مثل أرامكو وسابك ومؤسسة الصناعات الحربية بالخرج)، وأجدر من يُجيب عن هذا التساؤل هم رجال الأعمال وخصوصاً الصناعيين والمقاولين منهم، فلديهم العِلم اليقين بحالة خريجي المعاهد الفنية والكليات التقنية سواء التابعة للدولة أو القطاع الخاص، إذاً من هُنا يجب أن يبدأ غزل بساط العمل في بلادنا وليس من نقطة النهاية التي رسم ملامحها أولئك الذين يرون السعودي أرفع من أن يُمارس أعمالاً (دُنيا) أو وضيعة كما أسموها..!!