إن الله قد كتب لكل إنسان على وجه الأرض رزقه من قبل أن يخرج إلى الدنيا، وحث سبحانه وتعالى على فعل الأسباب والجد والاجتهاد والعمل وهذا العمل الذي يعمله الإنسان لكسب الرزق ليس عملاً محدداً بعينه، وإنما هي دعوة لكل الأعمال سواء في القطاع العام أو الخاص، فكل شاب من مجتمعنا الحبيب يطمح في عمل يخدم به وطنه ويحقق طموحاته وتطلعاته، وبلدنا المعطاء يزخر بخبراته وثرواته الجمّة ولله الحمد. فمن الواجب على شبابنا العمل كلٌ بما يناسب مكانته، ولا سيما الأعمال المهنية العديدة. فهذه دعوة للذين لم تتح لهم وظائف القطاع العام أن يعملوا في القطاع الخاص والأعمال المهنية وأن يدعوا التكاسل والاتكالية، ولا ينظروا للأعمال المهنية نظرة سلبية خاطئة، فقد كان نبي الله نوح عليه السلام نجاراً ونبي الله إدريس عليه السلام خياطاً ونبي الله داود عليه السلام حداداً، وكان نبينا وقدوتنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام يرعى الغنم، فهم عليهم الصلاة والسلام القدوة التي نقتدي بها في كسب الرزق والعمل، ومملكتنا الحبيبة في ظل قيادتنا الرشيدة أولت المجال التقني والمهني كل اهتمام وذلك من خلال الكليات التقنية والمعاهد الفنية ومراكز التدريب المهني بشتى مجالاتها وتخصصاتها التي تدرب تحت مظلة المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني. ولقد قامت وزارة العمل بتنظيم حملة واسعة لتوظيف السعوديين بالتعاون مع المؤسسة التي سخرت طاقاتها وإمكانياتها للمشاركة في إنجاح هذه الحملة ولكل من يرغب في العمل وكل حسب قدراته ومؤهلاته، وهذه الحملة ستؤتي ثمارها بإذن الله وستكون نقطة بداية للحياة العملية لهم. وأود القول إنه من المطلوب على من يتوفر له عمل هو القبول به وعدم النظر لأي أمور أخرى، فمع الوقت والمثابرة سينال كل مجتهد ما يصبو إليه، فعلى الشباب ألا يترددوا بما يجدونه من عمل في القطاع الخاص وفي الأعمال المهنية كالنجارة والحدادة وغيرها، ففي هذه المهن من المكاسب المادية الشيء الكثير، وهذه المعلومة غائبة عن الكثير، فهي باب للخير والتوفيق، فكم من الأفراد امتهنوا تلك المهن وهم في رغد عيش الآن، وكما قيل (صنعة في اليد أمان من الفقر). إن بعض الشباب يتصور أنه لا يليق به إلا وظائف معينة كالإدارة مثلاً، وهذا من الخطأ فالطريق في بدايته يجب أن يبدأ من الصفر وأن يرتقي الفرد إلى أن يصل إلى ما يطمح إليه، فيا شبابنا استغلوا أوقاتكم بما يفيدكم ويفيد بلدكم، فإذا عمل كل واحد منا وجد واجتهد أنتجنا وارتقينا، وقضينا على كل الظواهر السلبية في مجتمعنا، وأن ما نراه في حياتنا اليومية وفي الأماكن العامة والصحف من أمثلة لشباب صالح يعمل في مهن مختلفة لهو خير مثال للشباب الطموح الباحث عن لقمة العيش الشريفة. ٭المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني