نجح شاب سعودي في أن يشق طريقه المهني بنجاح بعد أن التحق بأحد الأعمال المهنية والتي تعد نادرة في أن يشارك شاب سعودي في مثل هذه المهنة بامتهانه النجارة لعمائر التسليح، وأن يصبح نجاراً معروفاً يمتدحه المهندسون المشرفون على المساكن المسلحة في القنفذة، حيث أحب مهنته بعيداً عن الخجل أو نظرات المجتمع التي تعودت على مشاهدته كل صباح وهو يحمل في يده أدوات النجارة لمطرقة والمسمار والمنشار. والتحق الشاب مسفر علي الكايدي من بلدة السلامة جنوب القنفذة بإحدى المهن التي يقوم عليها وافدون، غير أنه تعلم هذه المهنة ليصبح السعودي الوحيد بين مجموعة كبيرة من الوافدين، ويعمل الكايدي بكل مهارة عملاً جاداً متواصلاً في بداية عمله يدر عليه ما يقارب ألفي ريال شهرياً تقيه من الفقر والحاجة، ويقول مسفر الكايدي: خرجت من المدرسة لظروف لم أستطع مواصلة الدراسة إلا أنني بحثت عن أعمال عدة في غير قريتي التي انتمي لها ولكن بعد مساعدة معلم وافد في النجارة والحدادة علمني من الصفر إلى أن بدأت في تطبيق هذا العمل بكل مهارة وتفوق فزاد العمل يوماً بعد يوم إلى أن تغلبت على أشياء كثيرة من أهمها الخوف من نظرات المجتمع والتي بدأت تختفي مع كثرة استمراري في العمل. ويشير الكايدي إلى أنه لاحظ في بداية الأمر نظرات غاضبة من بعض فئات المجتمع إلا أنه على النقيض وجد كثيراً من التشجيع ولا سيما من معلميه في مدرسته السابقة عندما شاهدوه، يقول: شاهدني أحد المعلمين وأنا في أحد المساكن فأصر على الصعود إلى أعلى العمارة وشجعني على ما أقوم به. وعاب الكايدي على بعض الشباب الذين لم يستفيدوا من بعض المهن الموجودة في سوق العمل إذ أن هذه المهن لن تجد إلا أبناء البلد للوصول بها إلى أعلى المستويات. وحول نظرة المجتمع للمهن الحرفية قال مدير مدرسة السلامة المتوسطة الثانوية في القنفذة إن هذا الطالب والذي أصبح سفيراً لنا في الأعمال المهنية إذ أننا نفتخر به أمام طلابنا لأننا نحس أنه رفع رؤسنا ونحن نشجعه على هذه المهنة الشريفة.