موسم ممل حد الضجر مشوب بكل أنواع الاعتراض والاختلاف والتنازع.. هذا هو الحال وهذا ما يشعر به كل منتم للوسط الرياضي من إداريين ولاعبين ورجال إعلام وحتى الجماهير.. موسم حمل إثارة قاتمة وحروب طاحنة على كل الأصعدة.. كل المواسم الماضية كانت مليئاً بالمشاكل، إلا ان هذا الموسم كان غير.. لم استشعر هذا الضجر في أنفس الجميع كما لمسته هذا الموسم.. لأن الأساس كان (غلط) وكنت النداءات قبل أن يبدأ الموسم بمراجعة وضع المسابقات ومواعيدها بل وراهن الكثيرون على النهاية ستكون مرهقة وسيفقد الموسم الكثير من بريقه ولكن.. في مواسم سابقة كان الموسم يبدأ بمسابقة الأمير فيصل بن فهد.. وهذا هو العمل الصحيح قبل الدخول في معترك طويلة خاصة وان هذه البطولة تعتبر إعداداً جيداً لكثير من الأندية وفرصة لاكتشاف مواهب جديدة بعيداً عن الضغوطات الإعلامية والجماهيرية وتبدأ من خلالها لعبة كشف الأوراق.. لينقلب الحال وتدخل هذه البطولة في وسط المنافسات ليضيع الهدف المثالي الذي أقره هذه البطولة له وتفقد بريقها بل وتبتعد عن أهدافها الأساسية لتتحول إلى مجرد بطولة تنافسية وسط المعمعة.. والمضحك أن البعض لا زال يعتبرها بطولة إعدادية، وعن أي إعداد نتحدث ونحن نبحث عن مبررات لتغيير موعد هذه المسابقة التي كانت تمنح المواسم الرياضية توازناً وبداية تصاعدية جيدة.. وأكرر لا زلنا نتساءل عن فوائد تأجيل هذه البطولة ولم نلمس على أرض الواقع ظهور مواهب جديدة إلا فيما ندر وفي أندية ثرية مادياً وجماهيرياً تستطيع الصرف على أكثر من فريق، وباعتقادي أن هذه البطولة لابد وأن تعود لنظامها السابق وأن تقتصر المشاركة فيها على من أعمارهم أقل من 21عاماً ولا زلت في حيرة من أمري وهي بنظامها الحالي تسمح بمشاركة اللاعبين حتى سن 23عاماً وخمسة لاعبين فوق هذا العمر.. فمتى ستسنح الفرصة لظهور المواهب الشابة؟.. وما هي الفائدة الحقيقية بالسماح بالمشاركة لمن هم أكبر من 21عاماً ولا اعتقد ان من تجاوز هذا العمر ولم يثبت نفسه في الفريق الأول قادر على تقديم نفسه كلاعب بشكل أفضل. أما في بطولة الدوري فحدث ولا "حراج..!.. عشرات المباريات المقدمة والمؤجلة منحت لأندية أفضلية وحرمت أخرى من أجواء تنافسية صحية وسط ضغط مباريات رهيب وربما كانت المعادلة ستنقلب رأساً على عقب لو كان الدوري فعلاً دوري ولم يتحول إلى حراج.. وليس بطولة تقديم وتأجيل حتى وإن كانت هناك أندية لديها مشاركات خارجية.. فكل الدول لدى أنديتها مشاركات خارجية ولكن لم نشاهد هذه "الحوسة" إلا في دورينا المبجل.. ومع الأسف أن حكاية التقديم والتأجيل كنا نتقبلها على مضض في مواسم بعيدة وفي مباريات محدودة إلى أن تحولت لعادة متوارثة مع كل أمانة جديدة ولجان في اتحاد القدم حتى اننا فقدنا لذة المنافسة لأن "عادة" التأجيل كانت مرهماً موضعياً لجرح خطير يتسع مع كل موسم رياضي جديد ومع عقول أصبحت محل تندر وسخرية في زمن العلم والحاسب الآلي ولا زلت أراهن أن كثيراً من منظمي البطولات يجهلون استخدام الحاسب الآلي ويعتبر "بعبعاً" مخيفاً لهم ولذلك سرنا على نفس الوتيرة لسنوات طويلة بذات السجلات الصفراء والحبر المتلون حسب المزاج وأحياناً الميول. لجان اتحاد كرة القدم الجديدة في "المجمل" حظيت بترحيب كبير من الوسط الرياضي سواء في لجنة المسابقات أو اللجنة الفنية وأعان الله من يعمل في اللجنتين لأن التركة ثقيلة والعمل بحاجة لجهد حتى يعود للمنافسات الكروية السعودية شيئاً من هيبتها المفقودة.. ولجنة الانضباط بحاجة للتخلص من "عقبات" الماضي والخشية من ردات الفعل الإعلامية والجماهيرية فما هو مناط بها عمل خطير وكثير من الأخطاء هذا الموسم تم تجاوزها وما فات قد فات المهم أن نشهد صرامة مع كل فعل من أفعال بدت تزاد خطورة ممن توقعوا انهم في مأمن من العقاب. من يعمل لابد أن يخطئ.. وعندما أذكر "الغلط" فلأنه حدثت أخطاء ليس لها أي مبررات ولو كان هناك عمل ملموس في بعض اللجان السابقة لكان الأمر أهون ولكن كل شيء كان "مكانك" سر في أحد أكثر القطاعات نشاطاً وحيوية وعلى مستوى العالم ومع عقليات لا زالت تعتبر انها مجرد وظيفة تؤدى والسلام.. وآخرون يعتبرون الوصول هو لحفظ بعض من المكانة الاجتماعية والظهور الإعلامي لا أكثر ولا أقل.. وما يبشرنا بأن رياح التغيير قادمة تأكيد ربان الرياضة السعودية سلطان بن فهد غير مرة أن المطلوب من اللجان القادمة كثير والتكليف أتى بعد ثقة وان الرياضة السعودية مقبلة على نقلات نوعية بحاجة لعمل دؤوب ومخلص وما دليل على إيمان قيادتنا الرياضية بما نقول هو ما تم تغييره أو استحداثه في لجان اتحاد القدم.. جميل هذا الفكر من القيادة الرياضية.. وكلنا أمل في أن نعود لسابق عهد وأن نتجاوز سريعاً مرحلة "الملل". [email protected]