يا مدوّر الهيّن ترا الكايد أحلى.. وجدت نفسي أردد هذا الشطر من قصيدة لرمز الشعر النبطي خالد الفيصل مع كل دقيقة تمر من مجريات (حلم) الختام الهلالي.. وما أسعد الهلال بهذا الختام والذي (حلاّه) بالفعل انه عبر طريق وعر و(كايد) مشاه الزعيم بالهوينا واثقا لأنه يعي معنى الزعامة وأصولها.. وأمام (عميد) كبير وعريق ذي تاريخ مشرّف وحاضر مشرق.. الهلال لم يحقق مساء الأحد لقب الدوري فقط وإنما أشعل قناديل فرح وكانت أحلاما حوّلها لحقيقة.. وعرقل ما كان قريبا من الحقيقة لدى الآخرين ليتحول إلى كوابيس والسر هنا أيضا أنه (الهلال) الذي لم ينس يوما أنه بدر وحتى وإن غاب للحظات يظل شامخا يتوارى خلف الغيوم ليسطع من جديد برونق مختلف ومع كل (طلّة) له مظهر جديد وبطولة جديدة.. هذا الهلال ليس بحاجة لمن يتغزل به فهو بحد ذاته معلّقة لم يتمكن من مجاراتها شاعر ولوحة لا منافسة عليها حتى لو تسابق لرسمها أعظم الفنانين.. شقّ الطريق بصعوبة وردد معي.. الصعب هلاّ قلت ياصعب سهلا دامك تبيني فانت ياصعب شوقِ الدوري أراد أن يكون أزرق.. والهلال دفع المهر واستفاد من (بعض) أخطاء الماضي حين رضي مسيّروه أن ينزلقوا في مهاترات لا تسمن ولا تغني من جوع.. قبل المباراة بيومين دار بيني وبين قناص الهلال ياسر القحطاني نقاش خاص حول المواجهة الصعبة فقال (بإذن الله الدوري أزرق).. قالها سيد الكرة الآسيوية وفعل.. والمفارقة هنا التصميم مع العمل وبالرغم من أن العميد كان هو الأقرب والأفضل إلا أن البطولة اختارت الهلال وكفى.. تحدث الكثيرون عن الحظ وأنه وقف طواعية مع الهلال في هذه المباراة التي قدم فيها العميد كل شيء إلا الأهداف.. ولكن ليسمح لي من تحدثوا عن الحظ أن أخالفهم الرأي.. فالحظ الذي تحدثوا عنه لم يكن في هذه المباراة وإنما حين تعاقد الهلال مع (المعادلة الصعبة) محمد الدعيع وبوقفة رجال وأعضاء شرف غيرّوا كثيرا في مستقبل ناديهم بالتعاقد مع أعظم حارس أنجبته الكرة العربية والآسيوية وبهندسة من الأمير بندر بن محمد.. سينال الدعيع بالتأكيد الكثير من المديح ولكن أي كلام هو الذي سيوفي هذا البطل حقه؟ الدعيع كان كوكبة من النجوم في مرمى واحد.. وأنقذ الهلال من أخطاء وقع فيها لاعبوه ولا أعلم لماذا يتأخر قرار تكريم عميد لاعبي العالم ولمصلحة من.. خاصة وأن النجم العربي حسام حسن حين تشرف قبل سنوات بالعمادة مؤقتا تم تكريمه وعلى أرفع المستويات وبحضور رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر.. الدعيع امتلك اللقب ومن الصعب أن يأتي من يخلفه فلماذا لا يبادر إتحاد الكرة قبل ناديه لتكريمه؟ وكيف يخسر الهلال إذا حضر قائد القناصة ياسر القحطاني والذي لم تنجح معه أية حلول.. حيّر كل المدافعين وامتلك القلوب بأدبه الجم ومثاليته.. وردّ الآسر على أولئك الذين ظنوا أنه سينتهي بعد فشل الحكاية الأوروبية.. ليعود القناص أقوى ويكتب فصول حكاية جديدة ختمها بدموع فرح وشموخ محارب لم تنفع كل المحاولات بإيقافه.. وليضحك كثيرا لأنه من زرع البسمة الأخيرة. أن كثيرا من التحليلات كانت ستتغير لو خسر الهلال اللقب خاصة وأن الهلال يعاني فنيا وعناصريا.. ولكن فاز الهلال لأنه الهلال وعلى خلفية أنه الزعيم.. ولم يخسر العميد البطل ولن يضيره خسارة بطولة أو لقب وأجمل ما في هذا اللقاء هو التبريكات الصادقة من الاتحاديين الأنقياء وبوادر عودة العلاقة الهلالية الاتحادية التي حاول بعض الدخلاء تشويهها لأهداف شخصية وإستجداء إعلام رخيص.. ولن يضير هذين العملاقين ما حاول بعض الصبية رسمه على جدار بائس.. فالعلاقة ستعود لأصالة الناديين ولا عزاء للمفسدين. كان موسما حامي الوطيس بين الناديين منذ بدايته ولكن بعد أن غاب عضو فاسد عن الصورة عاد الهدوء للساحة الرياضية وعادت الروح الأخوية في المعسكرين وغاب الشد (المفتعل).. ومع كل ظهور لهذا العنصر في كل بطولات هذا الموسم كان الفريق يخرج بخفي حنين وحتى المهاجم الأجنبي الذي أقدم على تصرف أرعن وأعتدى بالضرب كان من اختيار هذا العنصر.. وما أجمل الصورة بعد أن غابت عنها التشوهات. تحية شكر يجب أن يقدمها الهلاليون لمدربهم الشجاع أولارويو الذي أتى بما لم يقدم عليه غيره.. حين تمكن وبثقة من إحلال عناصر شابة في الفريق وفرضها هذا الفارس بكل ثقة في فريق عانى طويلا من تشبث أنصاف لاعبين بالمراكز ووضح تمكنه والجهاز الأداري من وأد شللية لم يعرفها الهلال طوال تاريخه ولا يعرف أنها أصابت الهلال إلا القريب من الفريق حتى لو أنكرها كائنا من كان. مارسيلو تفاريس.. العنصر الثابت في كل البطولات الهلالية في المواسم الأخيرة.. إستمراره مع الفريق وشراء عقده أصبح مطلبا ملحا حتى ولو كان هناك بديل أفضل لأن الأداور التي يقوم بها تفاريس في الهلال أكثر بكثير من أدوار مدافع وروح الحماس التي يظهر بها يجب أن تدرّس لكل الناشئين وهذا هو معنى الأخلاص الحقيقي لكرة القدم وللفريق.. وهنيئا للهلال بهذا المدافع المخلص الفذ الذي أعاد الكثير من ذكريات الأمبراطور صالح النعيمة في دفاع الهلال. على الهلاليين أن يتنبهوا للأخطاء الفادحة التي تقع في الفريق وحصوله على اللقب لا يعني زوال الألم وتأجيل العلاج فغياب التركيز الذهني حضر بقوة في المباريات الأخيرة والموسم لم ينته بعد.. وتأجيل الأفراح مطلب ضروري إلى ما بعد نهاية الموسم لمصلحة ناديهم والذي ردد نيابة عنهم في مساء الأحد الخالد.. أحب أساهر بدري اللي تجلّى وارسم شعاع الشمس عند الشروقِ [email protected]