خلال محادثة هاتفية سابقة مع معالي وزير العمل الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي نقلت لمعاليه مقترح البحث عن محاولات أخرى تتحقق من خلالها السعودة بطرق غير مباشرة بعدما تأكد أن جميع الخطوات التي اتخذتها الوزارة لم تحقق بعد درجة النجاح المأمولة لأهداف السعودة. المقترح يتمثل في تطبيق قرار السعودة على المشاريع الجديدة فقط وعدم فرض السعودة على ماهو سابق.. مع اتخاذ سياسة الترغيب والتشجيع والحوافز بدلاً من فرض القوة.. وهذا يتطلب أولا من وزارة العمل كسب تعاون كل من: إمارة المنطقة - بلدية المدينة - وزارة التجارة - الجوازات.. من خلال خطة عمل موحدة تعمل من خلالها على تطبيق السعودة تدريجياً على كل محل أو كل نشاط جديد يتم افتتاحه اعتباراً من عام 1430ه مثلا.. سواء كان هذا المحل نشاطاً جديداً أو فرعاً جديدا لأي نشاط قائم سابقا ابتداء من محل البقالة حتى فرع الشركة.. على سبيل المثال يشترط ان كل من سيعمل في هذه المحلات والفروع الجديدة التي يبدأ النشاط فيها اعتباراً من 1430/1/1ه لابد أن يكون جميعهم سعوديين بدون اي استثناءات وكل الجهات الحكومية أعلاه تشارك في هذه المسؤولية من خلال جانبين الأول هو دور سابق من خلال تسهيلات إدارية ومالية ومعنوية مطلقة تقدمها هذه الجهات لمثل هذا المحلات الجديدة ودور آخر هو جانب رقابي لاحق لضمان تطبيق هذه السعودة بكل قوة. كذلك ينطبق الأمر على توظيف النساء في محلات بيع الملابس والمستلزمات النسائية حيث كان من الأولى عدم فرض الأمر بالقوة الجبرية على التجار بل كان من المناسب إعطاء الحرية المطلقة لمن يرغب منهم في تطبيقه وفي نفس الوقت تقديم حوافز مشجعة ومطلقة لمن يبادر منهم بالتطبيق من التجار.. وهذا أفضل من فرض الأمر بالقوة وهو ما دفع برجال الأعمال إلى جمع قواهم المختلفة المباشرة وغير المباشرة، الظاهرة والخفية!! للوقوف أمام هذا القرار وقد نجحوا في ذلك باقتدار!! تحقيق السعودة مطلب اجتماعي لا أحد يختلف عليه ولكن أرى أنه يجب أن ينفذ بالترغيب والتحفيز وبهدوء وبتروّ وبطرق غير مباشرة ومتدرجة ومن خلال مجالات أولوية.. على سبيل المثال الذي يزور أحد مواقع المهرجانات التسويقية المؤقتة التي تقام بين فترة وأخرى في مدن المملكة ومنها ما يقام حاليا في مدينة الرياض - على سبيل المثال - المهرجان المقام حالياً على امتداد طريق الملك فهد شمالاً قرب "هايبر بندة" يتساءل الزائر لماذا غير السعوديين يسيطرون دوماً على مثل هذه المهرجانات التسويقية!! لماذا لا يقتصر العمل والبيع في مثل هذه المهرجانات على الشباب السعودي فقط. فمثل هذه المهرجانات المؤقتة المتنقلة التي تقام بين فترة وأخرى تمثل فرصة كبيرة جداً للكسب السريع وتحقيق مزيد من الأرباح والدخل المادي لأسباب عدة أهمها أنها تجد إقبالاً منقطع النظير من المتسوقين ولأنها لا تتطلب تكاليف مادية باهظة ولأنها تضم مواد وبضائع رخيصة السعر.. ولذلك فان هذه تعد فرصة كبيرة جداً أمام شباب الوطن لاكتساب خبرة التجارة وخبرة البيع وثقافة التسويق والتعامل.. الأهم أن تتاح الفرصة المطلقة لجميع المواطنين بدون استثناء ولا يشترط أي شروط للعمل في هذه المهرجانات وحتى الموظفين يجب أن تتاح لهم الفرصة في العمل في هذه المواقع مادام أن وقت البيع والعمل بها مساءً ولا يتعارض مع وقت الوظيفة ولأنها أعمال مؤقتة ونجاح هذا المطلب سيدفع بالجهات المعنية مستقبلاً لعمل تنظيمات أفضل وأشمل لمثل هذه المهرجانات أسوة بما نشاهده في كل المدن العالمية التي تخصص مواقع دائمة أسبوعية لمثل هذه المهرجانات لتتاح الفرصة لأبناء الوطن فقط بالبيع وكسب الرزق وتسويق المنتجات الوطنية. السعودة من الممكن أن تتحقق بطرق غير مباشرة في المجال التجاري والقرار يحتاج إلى خطط هادئة لقبوله أولاً من المعنيين وهم فئة الشباب وحينها سنجد أن السعودة حققت وجودها تدريجياً رغم كل أوجه المقاومة.