يعتبر تلاحم أفراد البيت جزءاً إنسانياً لابد أن يبرز من خلال صيغة تنظيم وترتيب البيت وعندما يكون هناك حالة مرضية كالإعاقة الذهنية أو الجسدية أو كلتاهما لفرد من أفراد الأسرة فان التعامل معها لا يقتصر على الناحية العلاجية بل يتجاوز إلى ناحية تنظيمية داخل البيت لتعزيز الناحية الجمالية ضمن مشاعر حميمية ولتوثيق صلة المريض بأسرته داخل منظومة البيت، فكيف يكون بالامكان إبراز غرفة المعوق كواجهة جمالية لعاطفة إنسانية؟؟ حميمية التنظيم مها العتيبي أم لطفل معوق إعاقة كاملة وترى فيه الخير والبركة وهو رغم إعاقته إلا انه يشعر بالحنان والاهتمام ويتفاعل بحركة أو بأخرى مع الألعاب والأشياء الجذابة كما أنها تؤكد على الأهمية عند التعامل مع المعوق أن يراعى فيه نوعية إعاقته وعمره فلكل حالة وضع تنظيمي يستوجب مراعاته ومن المفيد عدم انعزالية غرفته صغيرا كان أم كبيرا وخصوصا إذا كان المعوق طفلا فان حجز غرفته مع الخادمة له سلبيات أولها أن الخادمة لها أشياؤها ومستلزماتها الخاصة وهنا تندمج أشيائه معها مما يشعره بالانعزالية فمن الجيد دمج غرفته وسط غرف أخوته ليندمج مع الأسرة ليتعاطى التعامل مع الهوايات والألعاب الترفيهية والاهتمام في إبراز أجواء الغرفة الجمالية بعيدا عن تكدس الأدوية والأجهزة والحفائظ والاهتمام بوضع فازات الزهور وأشكال الروائح العطرية والبخور والفواحات لإنعاش رائحة الغرفة ولتجديد نفسيته مع الحرص على تنظيف أثاث الغرفة وتلميعه لكيلا يشعر بأنه شيء هامشي. كما أنه من الضروري تخصيص زوايا لطقم بسيط يكون مناسبا لجلوس أفراد أسرته عنده لتناول الشاي أو لإقامة المناسبات البسيطة في غرفته وهذا يفيد كثيرا عند اختيار اكبر غرفة لتكون غرفة للمعوق لأنها تشكل عالمه الخاص والأساسي بحيث تنظم بطريقة أفضل لان المساحة الواسعة تساعد على إدراج ألعابه الخاصة والتي تختص بتنمية الذكاء وخصوصا إذا كان صغيرا في السن كما أن وجود مكان لجلسات المساج والعلاج الطبيعي الخاص به من خلال استخدام مقعد وثير مخصص لهذه الأغراض وان يتناغم لونه مع لون غرفته وبقية الأثاث لمساعدته على الحركة وتهيئة الجو المناسب ضمن الأسرة بدلا من أن تتحول غرفته لغرفة كئيبة في أقصى الرواق حيث يحرص البعض على تجاهلها لانعكاس الروح المرضية لذلك الفرد المعوق. كما أن إضفاء المكتبة والألعاب الأخرى التي لا تستوجب استخداماً جسدياً مثلا كالقراءة (في حالة الإعاقة الجسدية فقط) عبر تخصيص مكتبة منظمة تضفي نوعاً من الجمال على إحدى أركان الغرفة. آلية التنظيم أم طارق مربية عملت فترة في مجال رعاية المعوقين في البيوت وقد لاحظت الفروق الشاسعة بين الأسر في التعامل مع المعوقين ما بين رعاية جيدة إلى رعاية هامشية استنادا إلى التشكيك في إحساس المعوق بما حوله وهي فكرة خاطئة كونت عن المعوق مهما بلغت نوعية إعاقته وتضيف حول التنظيم الجمالي لغرفته فتقول "قد يكون تنظيم غرفة المعوق داخلياً حسب نوع الإعاقة فهناك بعض الأسر التي تولي أهمية كبرى للمعوق فتحاول أن يكون تصميم البيت يخدم إعاقته كوجود مكان لصعوده وهبوطه بين الأدوار عبر سلالم خاصة أو مصعد داخلي صغير لكيلا يكون المعوق مقيداً بطابق أو دور معين ليكون قريبا من أسرته ومن الجيد عدم وضع الكرسي المتحرك للمعوق داخل الغرفة أو حشره في زاوية مكشوفة وإذا لم يكن هناك لها مكان آخر فمن الجيد تخصيص ركن بستائر جميلة لوضع العربة أثناء نومه في إحدى الأركان وتصميم ذلك الركن لتغطية العربة بشكل جميل ومن الضروري عدم تكدس الأثاث في الممرات والصالة لكيلا تعيق حركة المعوق وليتسنى له التنقل وحرية الجلوس مع أسرته كما أن هناك من يعمد إلى تصميم نافذة كبيرة لغرفة المعوق بحجم جزء كبير من جدار غرفته ليسهل خروجه للحديقة من خلالها فتلك النافذة تعطي منظرا جميلا للغرفة وفرصة لدخول الشمس لغرفته مما يعكس الجو الصحي والجمالي لغرفته كما أن الاهتمام بزراعة النباتات في الحديقة من جهة نافذته أو وضع مراكن الشجر والذي يساعد على إعطاء خلفية جمالية مع اشراقة كل يوم ولاستغلال المساحة الخارجية الموجودة أمام غرفته لزراعة الشجر أو النباتات ولو كان المعوق سليما ذهنيا فتكون هذه ضمن تربية هواية جمالية تشغل وقته وتعزز منتوجاته من الثمار والأزهار وتكون روحاً جمالية له وللبيت كما أن استغلال المساحات أمام نافذته لجلسات الأسرة والشواء وشرب القهوة والشاي وتناول بعض الوجبات كرحلة داخلية يجدد نفسيته ويحقق معنى لوجوده مع الأهل ويعمق ثقته بالذات وبالحياة ككل وان إعاقته لم تكن سبباً في انعزاليته أو في تشكيل وضع حرج وسيئ لأسرته بل خلق أجواء جمالية ومتلاحمة. [email protected]