استضافت الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" حشداً من الخبراء الباحثين في واحد من الموضوعات الزراعية الهامة حيث سوسة النخيل والذي أحدثت أضراراً بالغة وألحقت خسائر مادية باهظة.. وقد استهل الأستاذ فهد بن سعد الشعيبي الملتقى بكلمة أشار فيها إلى تجسيد حكومتنا الرشيدة عنايتها البالغة بالنخلة، إذ جعلتها رمزاً وشعاراً للدولة مع السيفين.. فالنخلة رمز للأصالة وعلامة للجودة والعطاء وهي الشجرة المعمرة القادرة على تحمل أقسى الظروف المناخية. وأضاف وما أكثر أوجه الشبه بينها وبين الإنسان العربي، الذي اقترنت به واقترن بها منذ الأزل وعاش معها دهوراً يستظل بها ويقتات من حلو ثمارها حيث تشير الدراسات التاريخية إلى ان موطنها الأصلي بلاد العرب في منطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية ووادي النيل ووادي الرافدين. وتابع أولت حكومتنا الاهتمام الفريد لزراعة النخيل فتطورت بصورة كبيرة حتى قفز عدد النخيل ليتجاوز (22) مليون نخلة.. وتواصل الدولة تشجيع التوسع في زراعتها بتقديم الاعانات للفسائل الممتازة إضافة إلى شراء جزء من إنتاج المناطق الزراعية الرئيسية بسعر مجز ومن ثم تصنيعه وتصديره للدول الشقيقة والصديقة في إطار جهود المملكة لحل مشكلة نقص الغذاء على المستوى العالمي. وزاد واليوم تكتسي ندوتكم الموقرة أهمية كبرى حيث تتصدى للخطر الزاحف الذي يهدد هذه الشجرة المباركة من جانب سوسة النخيل الحمراء.. ففي بلد صغير مثل البحرين يتم اغتيال ما لا يقل عن 1300نخلة كل عام وفي المملكة العربية السعودية اغتيل نحو 32000نخلة عام 2006م وشمل خطر السوسة العديد من الدول الأوروبية والآسيوية وتصرف على الأبحاث والمكافحة ملايين الدولارات، ففي أسبانيا ينفق حوالي عشرة ملايين يورو سنوياً لمكافحة آفات النخيل، علماً بأن أعداد النخيل المصابة قليلة.. أما هنا في المملكة العربية السعودية فينفق ما لا يقل عن عشرة ملايين دولار سنوياً للمكافحة. وأضاف: تشرف (سابك) برعاية واحتضان هذه الندوة انطلاقاً من مسؤولياتها الاجتماعية التي تؤكد بها إنتماءها الوطني وحسها القومي وتوجهها العالمي تلك المسؤولية التي تملي عليها الاسهام المتصاعد في برامج تنمية المجتمعات التي تعمل بها وتوجه إليها خدماتها. وبين (سابك) والنخلة علاقات حميمة، تتنامى عبر العديد من القنوات.. يأتي في مقدمتها تعاونها الفاعل مع مركز أبحاث النخيل في جامعة الملك فيصل بالأحساء ودعمها للمشروع الوطني لتسميد النخيل إلى جانب تعاونها الوثيق مع مختلف الجامعات السعودية ووزارة الزراعة والشركات الزراعية الكبرى لهدف تطوير زراعة النخيل وبلوغ أعلى معدلات الإنتاجية لمحصولها الاستراتيجي بأنسب كلفة اقتصادية. وتتبع (سابك) ثلاث شركات عملاقة لصناعة الاسمدة يفوق إجمالي طاقاتها السنوية ثمانية ملايين طن من اليوريا والاسمدة المركبة والفوسفاتية والسائلة ذات الجودة العالية التي تقدمها للقطاعات الزراعية مصحوبة بأرقى الخدمات الارشادية والفنية والتقنية عبر منظومتها البحثية والتقنية. وخصصت (سابك) في هيكلها التنظيمي وحدة استراتيجية للعناية بصناعة الاسمدة وتسويقها وانشأت في مجمعها الصناعي للبحث والتطوير بالرياض قسماً متخصصاً لدعم منتجات وأبحاث الاسمدة يوالي إجراء التجارب الحقلية في مناطق المملكة الزراعية فيما يتعلق بمختلف المحاصيل الاستراتيجية سعياً لتوفير المعطيات العلمية والتقنية يسيرة التطبيق من قبل المزارعين لهدف رفع كفاية التسميد والاستخدام الأمثل لكل سماد وفقاً لطبيعة المناخ والتربة والمحصول.. وتابع حديثه.. وفي مجالات التوعية والتوصيات السمادية والتحليلات الزراعية أجرت (سابك) التحليلات اللازمة لأكثر من (1122) عينة تربة وماء ونبات كان لها دورها في معاونة المزارعين على الاستخدام الأمثل للموارد وتحقيق عائدات أكبر بتكلفة أقل.. كما تواصل إقامة الندوات وورشات العمل الفنية في سائر مناطق المملكة الزراعية بالتعاون مع الدوائر المعنية كذلك نشر الثقافة الزراعية من خلال طباعة وتوزيع الكتيبات والنشرات التعريفية والإرشادية واللقاءات والمنتديات العلمية ودعم العديد من الجمعيات والمجلات المتخصصة في الحقول الزراعية. وتتشعب اسهامات (سابك) في مجال (المسؤولية الاجتماعية) من خلال رعاية الكثير من الفعاليات وثيقة الصلة بالتنمية الزراعية بما في ذلك: اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف بوزارة الزراعة، ندوة التعليم الزراعي الجامعي لدول مجلس التعاون الخليجي بجامعة الملك فيصل، اللقاءان الأول والثاني للمرشدين الزراعيين بوزارة الزراعة، اللقاء التدريبي التعاون الزراعي بالغرفة التجارية الصناعية في الرياض فضلاً عن رعاية المؤتمر الزراعي المشترك بجنوب أفريقيا.