انسدلت ستائر العالم الجميل.. وصرخت السحب لتعلن وصول أمطار الجروح.. أشرقت شمس من الغروب لا توحي بالسعادة.. انبثقت الدماء لتصل جوف المغلوب.. انجرت خلفه أماني (مكبلة) .. ومجردة من الألوان.. فقد كان يرى فيها ألوان القوس تنعكس عليها لتحييه.. هامت الذكريات في مخيلته الصغيرة.. وتعالت حتى وصلت لتبلٌغ أحزانه أن تهيج.. أخذ يمشي على أطراف أسوار الحياة.. خدشته أنياب الأسوار لتبدأ العد التنازلي.. .. فما كان منه إلا الهروب من واقع الحياة المر.. هربت دموعه من محاجرها لتوقض الجرح الغازي على دولة أحزانه.. مازال يتذكر لحظات حياته..وشريط ذكرياته.. امه..أباه.. إخوته.. والعالم بأسره.. قد تشققت قدماه.. وتحللت من كثرة الدماء.. فبماذا يشعر!؟ اكتئاب..! استفزاز..! وخيبة.. فهو لا يزال في عمر الزهور..!! بل طفلٌ قد شيبته السجون.. .!!! فماذا يرى غير وحوش متحولة لقبت (بالوحوش الحمر !!!). احتضنت أحزانه انكساره.. واُستبدلت سعادته بالهوان.. انتشرت الدموع في مكانه المظلم.. لا يرى إلا نزيفاً قد تيبس..وأبداناً قد اقشعرت.. ونفوساً قد دمرت.. يرى حوله بداية النهاية.. فشعوره تلطخ بجراحه.. عبث.. ظلمة.. حزن.. جرح واكتئاب.. تمزقت في أحشائه صورة الأمل.. وغابت .. أحلامه..طموحه..أمانيه..غابت في ليلة ليته كان يعرف سرها..!!! توجعت أنفاسه.. جسده أصبح جثة هامدة.. غاص في دائرة الألم.. . يرى دماءه وجراحه تموجت بلون ردائه (البرتقالي) سلاسل حديدية.. صعقات كهربائية..كلاب تنبح بوحشية..يرى موته ولا يراه ..!! يحس بألم خروج روحه.. لكنها لا تخرج !!! قد مات شعوره.. فلم يعد له أي قيمة ..! ينام على أوجاع الوحوش ..ويفيق على شرذمة هذا المكان.. تشققت شفتاه من صرخات الألم ..فلم يعد وجودها مهماً.. ! وفي آخر المكان نافذة تطل على لوحة جفت معالمها وارتسمت فيها البشاعة ..كتب عليها: (معتقل)..