الجملة أعلاه يُطلقها السامعون على من يتحدّث كثيرا ويفهم قليلا أو يعتقد أن السامعين من السذّج . دخلت إلى استعمالنا الإعلامي الحديث جملة "الأغلبية الصامتة" وهي عبارة صحفية جديدة على الفصحى جاءت بُعيد الستينيات من القرن الماضي.. ولا أعرف أضدادها لغويّاً، هل نقول الأقلية المتحدثة أو الناطقة أو ربما المتذمرة أو المتبرمة أو الشاكية.. أو المشاكسة .. لا أدري. ولا أعرف من أين يأخذ بعض الناس ميزة الصمت. من طبعه؟ أو من تركيبه الذاتي؟ كل شيء ممكن. والمعروف عن صيادي الأسماك أنهم قليلو الحديث.. هنا أيضاً لا أعرف الأسباب. وأيضاً هم قليلو الحركة في كل ما يروى عنهم في الأدبيات الغربية.. فتجد الاثنين يجلسان على الشاطئ أو في قارب صيد دون حراك أو حديث. وقرأت عن اثنين كانا في المياه على قارب ليصطادا.. وبقيا صامتين لمدة طويلة... قد تزيد على الثلاث ساعات.. دون حراك أو كلمة واحدة.. وبعد قليل تحرّك أحدهما.. ليعدل وضع جسمه، أو كي يمد رجله ويده لاكتساب شيء من النشاط الذي عادة توفّرهُ حركة الأرجل أو الأذرع.. فتضايق زميله، وقال له: - اسمع يا هذا.. نحن هنا لنصطاد السمك.. لا لنرقص..! شيء جميل أن يتصف المرء بالهدوء.. ليتمكن من التفكير،أو التمتع بالجمال. أرى أن البعض يقول لاشيء بصمته. والبعض الآخر يقول لاشيء بحديثه قال شاعر: واجعل الصمت إن عييتَ جواباً رُب قولٍ جوابه في السّكوتِ