شهد اليوم الأخير من الفعاليات النسائية للمهرجان الوطني للتراث والثقافة ازدحاماً جماهيرياً غير مسبوق، حيث استقبلت القرية منذ الصباح الباكر أعداداً كبيرة من الزائرات ما بين نساء وفتيات وأطفال، وان كانت النسبة الأكبر من الفتيات والموظفات، وربما ساعد في هذا التزاحم والتزايد ان نهاية الفعاليات تزامنت مع اليوم الأول للعطلة الاسبوعية الرسمية. ونشطت فعاليات الأجنحة المشاركة ولجان النشاط التي تمثل المناطق المختلفة من المملكة "حائل والقصيم والباحة ونجران وعسير وجازان والمنطقة الشرقيةوالمدينةالمنورة". وكان الاقبال خلال الأيام الأولى كبيراً على جناحي المدينة والمنطقة الشرقية، وتضاعف هذا الاقبال خلال اليوم الأخير من المهرجان. وتعطش المرأة السعودية للتراث والاحتفاء به كان ظاهراً جداً من خلال تجمعات الزائرات حول كل ما يتحدث عن التراث وعصور الأجداد، فالاعجاب والزيارة كانت من نصيب الأجنحة التي مثلت مناطق المملكة والمعارض والجهات الحكومية التي استقبلت الحرفيات وأظهرت نشاط المرأة قديماً وحديثاً وذاب فارق الزمن بين الجدت والحفيدات، حيث شاركت المرأة بتجسيد التراث الشعبي والموروث الثقافي رغم سنوات عمرها المتقدمة لا تعبأ بالزمان وظروف المكان، وتلقت الحفيدة ذلك الموروث بشغف ظاهر من خلال مشاركتها الفعالة بتقديم واعداد العروض وجمع المقتنيات هذا من جهة، ومن جهة أخرى الحرص على زيارة القرية، حيث تسابقت الفتيات والنساء الشابات في شراء المقتنيات التراثية والأزياء القديمة. وأظهرت الأمهات أيضاً دوراً كبيراً في تعريف الأبناء لهذا التراث، حيث شاهدناهن برفقة الأبناء المرتدين الزي الوطني القديم والحديث، يقمن بتعريف عدد من الحرف والأكلات الشعبية. تبادل الثقافات فكرة اهتمت بها المرأة السعودية بشكل كبير جداً ظهر من خلال الزيارات والسؤال عن جناح دولة تركيا والتعرف على ثقافة هذه الدولة الإسلامية. الجموع النسائية خلال الأيام الثلاثة أرهقت المرأة وجعلتها تحث الخطى لزيارة كل الأجنحة المشاركة، ولكن الأيام المحددة لم تنجح هذه الفكرة مطلقاً.. لذلك طالبت الكثيرات بمزيد من الأيام للنساء لاشباع الثقافة التراثية. ومن المناظر المبهجة الاهتمام بالأطفال والنساء من ذوي الاحتياجات الخاصة، واستيعاب النساء لفكرة المرأة والمواطنة. أماكن الاستراحات والمقاعد المظللة تحتاجها الأمهات وكبيرات السن على وجه الخصوص بعد ارتفاع حرارة الشمس. بعض الأطفال بدا عليهم الانهاك والعطش والتعب.. نتيجة الازدحام إضافة إلى حالات فقدان الاطفال .