في ذهني تداعيات قديمة تعود لأيام الزمن الجميل أيام البساطة قبل أن تتعقّد الحياة وتتشابك العلاقات، صحيح أن هناك شُحّاً في بعض متطلباتنا الاستهلاكيّة وصعوبة في الحصول على الخدمات الضرورية آنذاك إلاّ أنه كان يطغى على فضاء تلك المرحلة النقاء والطزاجة والالتصاق بالطبيعة دون منكّهات أو مُحسّنات أو تلاعب بالهندسة الوراثيّة في اللحوم والمنتجات الزراعيّة لهذا كان للخضروات طعمها وروائحها المُميزة الفاتحة للشهيّة ومثل ذلك الفواكه والبطيخ وحتى الخُبز تعبق روائحه في أجواء الشوارع صباحاً لدرجة أن بإمكان الشخص الغريب الاستدلال على مكان الفرّان من بُعد عن طريق رائحة الخُبز الطازج واليوم أضحت مُعظم الأشياء دون طعم أو رائحة وقد تكون دون فائدة بل الخوف أن تكون بعض الأغذية سبباً رئيساً للإصابة بالأمراض، ألا يقول الأطباء إنها أمراض العصر بمعنى أنها لم تكن موجودة في الماضي ويعزون أسبابها إلى أنماط الحياة المُعاصرة بما فيها نوع وتركيب الأغذية سواء نباتيّة أو مصنّعة ؟ وبما أنني مازلتُ مشدوداً إلى (بعض) أنماط الحياة الماضية وخصوصاً تلك التي تلاشت أو كادت أن تتلاشى من مشهد أيامنا الحالية أحرص في بعض الصباحات أن أمشي إلى حيث فرّان الحيّ لجلب الخُبز وطبق الفول ولن يخلو المشوار المُترع بالحنين من المنغصات حيث تخدش أكياس البلاستيك الآمال بنقاء ونظافة البيئة فالخبّاز يحشر الأرغفة الملتهبة في أكياس النايلون التي تتكرمش جرّاء الحرارة فتلتصق مركبّاتها الكيميائيّة على سطح الخُبز ليأكله الناس بطعم البلاستيك المُسرطن لا أقول هذا الكلام جُزافاً فقد أشار إليه مراراً رئيس وحدة المُسرطنات في مركز الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي وعالم الأبحاث الطبيّة الدكتور فهد الخضيري وذكر بشكل خاص (البلاستيك المُستخدم في نقل وحفظ الأطعمة مثل الخبز والفول) وأنه قد يُسرطنها. المطلوب بكل بساطة التشديد على منع استخدام مثل تلك الأكياس الكريهة واستبدالها بأخرى عضوية صديقة للبيئة وغير ضارة بصحّة البشر، هل هذه أيضا صعبة؟ أرجوكم تدخّلوا من أجل صحّة الناس البسطاء الذين يلوكون المرض مع طعامهم صباح مساء.أخشى من عصر البلاستيك، عصر ملوّث في معظم أبعاده عصرُ بلا طعم ولا لون ولا رائحة شاعت فيه الأمراض المستعصيّة وتصادق الناس فيه مع الموت بعد أن تعددتء أسبابه.ش