كلمات حركت قلبي.. وأيقظت مشاعري.. كلمات هزت مكامن وجداني.. جعلتني أتوقف لحظات وأتأملها "أمنيتي أن يفهم العالم لغتي". هذه أمنية طفل لم يتجاوز عمره عشر سنين نطقها بألم.. وبصوت يشدو للأمل. طفل في مجتمعه. بين أهله وأصحابه هنا تربى وتعلم.. لكن..!! يشعر بأنه غريب فهو أصم أبكم. بالفعل.. كيف يتعامل مع العالم الذي يعيش فيه وهو لايفهم لغته..؟ لماذا؟! نحن هكذا نتفاخر بالثقافات والعلوم الخارجية.. وننشئ المراكز لتعلم اللغات الأجنبية بل ونبعثهم خارج البلاد ليتقنوها وننسى فئة غالية على قلوبنا لانتعلم لغتها.. سأذكر موقفا مؤلما.. وأنت أخي وأختي من ستحكم على ثقافة بعضنا. شخص ذهب لأحد الكبائن الهاتفيه.. أخذ يتكلم مع الموظف الخاص بتلك الكبينه بلغة الإشاره منفعلا يريد أن يتصل على أهله ليخبرهم بأمر ضروري لامجال لتأجيله. فما كان من الموظف إلا أن قام يصرخ ويصرخ في وجهه قائلا اخرج يامجنون !!! المتكلم بلغة الإشارة يرى هذه الإنفعالية من الموظف. علم حينها أنه يسبه فخرج وقد اغرورقت عيناه بالدموع فرآه أحد الماره فسأله مابه فلم يجب أشار إلى نفسه أنه أصم أبكم. فمن رحمة الله أن هذا الشخص المار يتكلم بلغة الإشاره فأخذ يسأله عن أمره فأجاب : بأنه كان يريد من الموظف الذي بالكبينه أن يتصل على والده ويخبره بخبر عنده لكن لم يجد أحدا ليفهمه !!. طمأنه ذلك المار وأخذ يهدئ من روعه وأجرى له المكالمة. كم كان مغمورا بالسعادهة ذلك الأصم حينما وجد من يفهم لغته وفرج كربته. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أفضل العمل أن تدخل على أخيك المؤمن سرورا) ماذنبه حينما لم يفهم العالم لغته...!!؟ العوائق كثيرة التي تحصل لهم.. لكن هل وعينا.. هل غيرنا من سياسة ثقافتنا. الواقع مؤلم في عالمنا العربي.. لن أتشعب في ذلك. لكن أريد أن أوصل معاناة فئة قد نسيت وربما تجاهلوها في كثير من البلدان. أنا هنا لاأنكر كل جهد يبذل لذوي الإحتياجات الخاصة. لكني أرى من هضم حقوقهم في كثير من الأماكن. أشيد بجهود دولتنا الرشيدة حينما وضعت لغة برايل على عملتنا السعوديه.. شكرا لهم من الأعماق. لكن نريد الوعي من المجتمع ينبثق عن كل فئات ذوي الإحتياجات الخاصه.. فهم أهل لهذه العنايه. نريد أن نصل إلى ماوصل إليه الغرب في ثقافتهم ووعيهم لتلك الفئه. أذكر موقفا من تلك المواقف ولعل الصوره تكون أقرب. هناك في أستراليا.. الأعمى يسير في الشارع بين السيارات دون رجل آخر يرشده الطريق. هناك إشارات للمرور يتلمسها الأعمى ويعرف كيف يسير. هناك ذوي الإحتياجات الخاصه يسيرون ببسمات تعلو وجوههم نظرة تفاؤل يمتلكونها لايجدوا من ينظر إليهم نظرة استرحام وعطف توحي بأنهم عاجزون. تراهم هناك في كل مكان ليس في إستراليا فقط بل في جميع الدول الغربية. لكن هنا في العالم العربي الوضع مؤلم مختلف لانكاد نرى شخصا قد بترت يده أوساقه إلا وقد أرهقنا أعيننا من النظر إليهم بل ونشد أعناقنا ونحن نسير. ونتساءل في داخلنا.. يالله كيف يسير؟ وكيف يكتب؟ وكيف يأكل؟ وكيف؟ وكيف؟وكيف؟ ولم نعلم أنهم أصحاب قدرات هائلة أخذ منهم المولى بعض الحواس لكن وهبهم البصيرة. تفوقوا علينا في كثير من المجالات لاسبيل لحصرها هنا. لكن سأذكر هذا النموذج. شاب فلسطيني أصابه ما أصابه جراء الإحتلال الإسرائيلي أصبح ملازما للكرسي عاجزا عن الحركه. قرر أن ينهض بذاته.. ولن يستسلم أبدا لتلك الإعاقة. حصل على أربع شهادات للبكالوريوس من أقسام عدة وهاهو الآن يستعد للحصول على شهادة البكالوريس الخامسه. لله دُر هذه الروح العاليه. أما آن لنا الآن.. أن نُغير من نظرتنا إليهم.. ونفهم لغتهم؟ أطمح أن تكون الإجابة بنعم لأننا أولى بالتقدم فنحن أمة محمد عليه الصلاة والسلام. @ طالبة بكلية الخدمة الاجتماعية