اخترقت "الفئران" غرف العناية المركزة للمرضى المنومين في مستشفى عرعر المركزي، وتعالت اصوات المرضى جراء سوء الخدمة الصحية التي يقدمها مستشفى عرعر المركزي، في حين لم تكن هذه الشكوى وليدة اللحظة حيث يعاني اغلب اهالي مدينة عرعر ومنذ سنوات طويلة من تردي الخدمات، مما جعلهم غير راضين عما يقدم من خدمات للمرضى وهم بحاجة الى مزيد من الاهتمام والعناية، ولا يقف الأمر عند حد عدم الرضا بل يتجاوزه الى فقد الثقة بسبب كثرة التشخيصات الخاطئة التي عانى منها مراجعوه فكثير منهم يفاجأون بأن المرض الذي شُخص لهم وتعاطوا علاجاته غير صحيح، وان التشخيص الجديد الذي تقوم به المستوصفات الخاصة، أو المستشفيات الاخرى التي يقصدونها - بعد طول فترة العلاج وعدم تحسن صحتهم - مخالف تماماً لتشخيص مركزي عرعر، هذا فضلاً عن بعض الاطباء الذين تم التعاقد معهم من جنسية معينة في السنوات الماضية وهم لا يجيدون اللغة العربية جيداً، ولا يوجد مترجمون يشرحون لهم شكوى المراجعين، علماً بأن بعض زوار هذا المستشفى من كبار السن، فكان بعض هؤلاء الاطباء يكتبون لهم العلاج دون ان يفهموا حالتهم جيداً!! ومرت الايام دون ان تتغير حال هذا المستشفى تغيرا مرضياً على الرغم مما تبذله حكومتنا الرشيدة - حفظها الله - في دعم القطاع الصحي، وحرصها على دفع النفيس في سبيل سلامة مواطنيها!! الامر الذي يستحق الوقفة هذه الفترة هو سوء حال نظافة المستشفى، وكثرة مشاهدة الفئران في غرف المرضى، بل ان غرف العناية المركزة غدت مسرحاً للفئران، مما ضاعف من سوء حالة المنومين النفسية. وهنا قال المواطن (م. س) "قام الطبيب المختص بتنويم ابني في غرفة العناية المركزة في قسم الاطفال وقد لاحظت والدته ان هناك فئراناً تدخل هذه الغرفة، فقامت بإبلاغ الممرضة ثم ابلغ الطبيب، فتفاجأت بأن الطبيب يذكر ان ذلك من اختصاص مؤسسة النظافة وانه لا علاقة له به"، وأضاف "قمت بعدها بالاتصال بالمسؤول المعني في المستشفى فقال "هذه مسؤولية النظافة، ثم وجدنا مسؤولي النظافة يحضرون بعد ذلك الى غرف العناية، وهم يزمعون على وضع المادة اللاصقة المخصصة لصيد الفئران، وتعرف عند بائعي البقالات ب(صمغ الفئران) ولكن الممرضة المناوبة عارضت وضعها لضررها على المنومين في غرف التنويم وابلغت الطبيب المناوب الذي عارض - ايضاً - وضعها خشية تبعاتها الصحية". وفي حين يمنع الزوار من دخول الغرف حرصاً على صحة المرضى فتحت تلك الغرف ابوابها لاستقبال هذه القوارض الضارة دون ان يتحرك مسؤول مستشفى عرعر لحل هذه المشكلة حلاً جذرياً. الجدير بالذكر ان دخول الفئران على مرضى مستشفى عرعر المركزي اصبح مشهداً مألوفاً، لكن المأساة تتضاعف عندما تصبح غرف العناية المركزة ذات الحالات الحرجة مسرحاً لهذه القوارض التي لا يخفى خطر أضرارها على عامة الناس فضلاً عن المتخصصين في الطب. الى ذلك ناشد اهالي مدينة عرعر الذين استمرت مأساتهم مع مستشفى عرعر المركزي طويلاً ناشدوا المسؤولين في الصحة ان يتدخلوا تدخلاً حاسماً لوضع حل جذري لهذا التهاون الذي لا يتماشى مع حرص حكومتنا الرشيدة - يرعاها الله - وما تقدمه من دعم كبير لهذا القطاع المهم.