تخَطَّى الهلالُ النصرَ والشباب، وتجاوز الاتفاقُ الاتحادَ والأهلي، ويكشف مشوارهما في مسابقة كأس ولي العهد أحقيَّةً متناهيةً في الوصول إلى النهائي الكبير الذي تتفق طموحات الفريقين شغفهما بالتتويج باللقب، فإذا كان الاتفاقُ متلهفاً للحصول على هذه الكأس الغالية لأول مرة منذ عودة المسابقة سنة 1991م فإنَّ الهلال الذي لم يعتد الغياب عن الذَّهب يعيش مسؤولوه ولاعبوه اليوم وضعاً نفسياً صعباً في ظلِّ عدم إحراز أيِّ لقبٍ الموسم الماضي ؛ على الرغم من مشاركاته المتعددة داخلياً وخارجياً، و تضاؤل فرصِ لحاقه بالاتحاد متصدر ترتيب مسابقة الدوري الممتاز وتبقى هذه البطولة طريقاً مناسبة لمصالحة جماهيرِه التي حيَّرت الرياضيين بهجرها المدرجات الزرقاء هذا الموسم و في مبارياتٍ هامةٍ حاسمةٍ آخرها ذهاب و إياب نصف النهائي أمام الشباب. كثيرون مازالوا يتعاملون مع فارس الدَّهناء على أنَّه الفريق المشاكس للكبار فقط دون أن يكون له القدرة على تحقيق البطولات الكبرى ؛ بعد أن تخلَّى سنواتٍ طويلة عن عنفوانه، وإنجازاته التي برزت في الثمانينات الميلادية، وتمكَّن بعد تفوقه في بطولة الدوري في تلك الفترة من اعتلاء قمة الفرق الخليجية، والعربية بقيادة صالح وعيسى خليفة، وجمال محمد، و بوحيدر، وسلمان نمشان، و عبد الحليم عمر، وسامي جاسم، وحارس المرمى مبارك الدوسري، وغيرهم من النجوم الذين برحيلِ جيلهم الذَّهبي تنازلَ الاتفاقُ عُنوةً عن كلِّ مكتسباته، ووجد صعوبةً في الحفاظ على الفريق التاريخي ليبتعد شيئاً فشيئاً عن مراكز المقدِّمة حتى استقرَّ ضمن أندية الوسط بعد أن هدَّدته أشباحُ الهبوط مرات عديدة. اتفاقُ اليوم بدأ يسلكُ طريقَ جيلِ الثمانينات الذَّهبي ؛ وإنء لمء يصلء بعد لهيبته الكاملة، وقوَّته في الخطوط الثلاثة مجتمعِه بالنَّظر للأندية المنافسة ؛ لكنَّه بحق بات فريقاً مُحترماً يُحسب له ألف حساب خاصةً وسطه المميَّز، و هجومه النَّاري الذي قلَّما يخرج من مباراةٍ دون أنء يهَزَّ الشباك، وتبقى مشكلته الكُبرى في خَطِّه الخلفي وحراسته غير المستقرَّة. الهلال كسب التحدِّي الكبير بإقصاءِ الشباب بعناصرَ افتقدت للنجمين الكبيرين ياسر والتَّايب، وأجءزِم أنَّ ذلك الفوز كان أكثرَ حلاوةً لعشاق الكيان الهلالي الذين شاهدوا فريقاً جميلاً تمكَّن من الخروج من أزمة الاستسلام للنجوم والتخوف من التأثيرات السلبية عند غيابهم واستِحءضار الثِّقة أياً كانت الأسماء التي ترتدي شعاره، والفريق الأزرق برأيي هو الأفضل من الناحية الفنِّيِّة، وتوفُّر لاعبي الحسم، ونجوم الخبرة التي تظهر عادةً في مثل هذه المباريات الحاسمة، وإن كنت معجباً بالوضع المتطوِّر للاتفاق، والنجاح المتلاحق لمدربه البرتغالي (توني أوليفيرا) الأبرز على المدربين المتواجدين في الملاعب السعودية فضلاً عن الحالة الهجومية المُلفتة التي يسير عليها في الفترة الأخيرة إلا أنَّ كل ذلك ليس كافياً لتحقيق حُلمِ خطف الكأس، و كسءرِ شَوءكةِ الهلاليين على أرضِهم وبين جماهيرِهم، وإذا كان كثيرون يتغنَّون باتفاقٍ جديد بالنَّظر لهجومٍ ناري يقودُه النجمان صالح بشير و البرنس تاغو فإنَّ تذكُّر الأوضاع الصعبة لدفاعِه، وحراستِه مقارنةً بما يمتلكُه الهلال في ذات المنطقة تجعل من السُّهولة توقُّع حضور اتفاقي جيد وتألقٍ هلاليٍ اعتادته الجماهير في النهائيات. طرَفا الختام اليوم مرشَّحان بقوَّة لتشريف الكرة السعودية في حَضءرةِ سموِّ وليِّ العهد الأمين الذي يَسءعدُ الجميعُ من جديد بدعم سموه الكريم لأبنائه الرياضيين في العرس الكبير الذي نأمل أن يظهر مثالياً في كلِّ شيء.