تكتمل اليوم أضلاع الدور نصف النهائي لمسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال بإقامة مباراتين في مرحلة الإياب من دور الثمانية، إذ يلتقي الهلال والنصر في مواجهة تنافسية مثيرة، فيما يستضيف الاتحاد نظيره الاتفاق. الهلال – النصر مواجهة من العيار الثقيل والثقيل جداً، ليس لأنها حاسمة ومصيرية فحسب، بل لأن طرفيها الهلال والنصر قطبا الكرة السعودية في المنطقة الوسطى، وكل الجماهير السعودية، وجماهير الفريقين خصوصاً تترقب المواجهة، لما تحمله في طياتها من معان جملية لفنون كرة القدم، وان كان اللقاء الأخير ظهر باهتاً، وبحضور جماهيري ضعيف، إلا أن مواجهة اليوم تختلف تماماً، كونها حاسمة وتحدد من سيتأهل إلى نصف النهائي ومن يودع المسابقة مبكراً، وتبدو كفة الطرفين متساوية كثيراً، عكس المواجهات السابقة خلال السنوات الخمس الأخيرة، التي كانت للهلال اليد الطولى في المواجهات كافة، فالنصر ظهر في مباراة الذهاب بصورة مختلفة، أكد خلالها أنه قادر على مقارعة خصمه، ورد بعض الدين له اثر الخسائر المتتالية. الهلال يدخل المباراة على اعتبار أنه صاحب الضيافة، ويملك فرصتي التعادل السلبي والفوز لتجاوز مرحلة دور الثمانية، وتعاني الخطوط الزرقاء من عدم التوازن الفني، إذ يطغى على الأداء الاجتهادات الفردية من نجوم الفريق، ما جعل مرماه عرضة لإصابات الخصوم في غالب الأحيان، ودائماً وأبداً ما تنطلق الخطورة الحقيقية من أقدام السويدي ويلهامسون صاحب المجهود السخي والروح العالية، إلى جانب الليبي طارق التايب، ويشكل خالد عزيز والروماني رادوي، سداً منيعاً أمام الدفاعات الزرقاء، التي باتت الأضعف في منظومة المدرب البلجيكي ليكنز، ولم تكن اجتهادات اسامة هوساوي كافية للذود عن مرمى الدعيع، في ظل تواضع أداء بقية زملائه، ويظل الغائب الأبرز الشاب أحمد الفريدي، الذي تعرض إلى كسر مضاعف في مباراة الذهاب. وعلى الطرف الاخر، يحاول النصر اكمال أدائه الجيد في مباراة الذهاب، وخطف انتصار سيكون ثميناً جداً، ورداً بليغاً على التفوق الهلالي في السنوات الأخيرة، والمدرب الأرجنتيني باوزا ذكي جداً، ويعرف كيفية فرض الإيقاع، الذي يريده على الخصم، ويعتمد في المقام الأول على تكثيف منطقة الوسط بأكثر عدد من اللاعبين، والاكتفاء بريان بلال وحيداً في خط المقدمة، وسط مساندة من خوزيه التون وحسام غالي، فيما يتفرغ يوسف الموينع وإبراهيم غالب واحمد مبارك للمساندة الدفاعية، وتبدو أظهرة الجنب في الفريق معطلة هجومياً، بسبب تقيدها بالنواحي الدفاعية. طموحات الفريقين لا تعترف بأية حسابات أو معطيات، كون مواجهات الطرفين لها طقوس خاصة، لذا من المنتظر أن تكون المواجهة، حامية الوطيس منذ الوهلة الأولى. الاتحاد – الاتفاق لن يلتفت مدرب الاتحاد الأرجنتيني كالديرون إلى فرصتي التعادل والفوز، كون فريقه أصابه التعب والإرهاق في الآونة الأخيرة، وظهر ذلك جلياً في مباراته الأخيرة أمام الجزيرة الإماراتي في الاستحقاق الآسيوي، وخرج بتعادل بطعم الفوز، لذا سيسعى كالديرون إلى إعادة صياغة الخطوط من جديد، خشية أن يسقط فريقه في عقر داره، وأجندة كالديرون متخمة بالنجوم، التي تمكّن أي مدرب من صنع ما يريد طوال التسعين دقيقة، ولا توجد منطقة في الاتحاد يمكن وصفها بالضعف أو التواضع، وحتى البدلاء يملكون كل الحلول، متى ما دعت الحاجة إلى مشاركتهم، ويمتاز الاتحاد عن غيره من الفرق السعودية بالروح العالية والجدية في الأداء، من دون النظر إلى اسم الفريق أو نتيجة المباراة. أما فريق الاتفاق فليس أمامه سوى الفوز ولا شيء غيره بأكثر من هدف إذا ما أراد مواصلة المشوار، والفريق الاتفاقي لم يظهر كما يجب في الاستحقاق المحلي عكس أدائه الرائع في المسابقة الآسيوية، ويعتمد المدرب الروماني أندوني في نهجه الفني على ثلاثي الخطر المغربي صلاح الدين عقال والغاني البرنس تاغو وصالح بشير، إلى جانب المتألق عبدالرحمن القحطاني، إلا أن الفريق يفتقد ثقافة التعامل مع المباريات الحاسمة، خصوصاً خط الدفاع وحراسة المرمى.