يعتقد البعض أن الرياضة مجرد ترفيه وتسلية فقط وليس لها علاقة بصحة الأبدان وصفاء النفس والتميز العقلي... وتأتي الحكمة المأثورة (العقل السليم في الجسم السليم) لتؤكد عكس ذلك الاعتقاد. المدرسة تعد في نظري النادي الأول لتخريج المبدعين الرياضيين واكتشاف مواهبهم منذ الصغر وغالبا ما يرجع اشهر الرياضيين في العالم الفضل بعد الله إلى المدرسة التي كانت الحاضنة الأولى لهم ولابداعاتهم، وعلى النقيض ايضا نجد ان المدرسة ربما تقتل المواهب الرياضية في المهد اذا وجدت المعلم الذي لا يحسن التعامل أو البيئة المدرسية غير المناسبة لذلك. واقع الرياضة المدرسية لدينا حاليا غير مشجع اطلاقا، فالدعم المادي ضعيف جدا ولا يعترف أصلا بأهمية الرياضة والبنية التحتية في المدارس متهالكة ولا يمكن للطالب أن يمارس اي رياضية سوى رياضة كرة القدم ونلاحظ ذلك في التصاميم المدرسية، فعندما يأتي الحديث عن الرياضة تأتي الاجابة لدينا ملعب كرة قدم؟ ومن هنا نلاحظ أن انجازاتنا الرياضية خارجيا في الألعاب الفردية قليلة جدا بسبب عدم وجود القاعدة القوية واهمال المواهب وعدم اكتشافها من الصغر.. من العوائق في رأيي ايضا ان اغلب معلمي التربية البدنية غير مؤهلين من قوم (طقها والحقها) ولديهم ضعف في استخدام طرق التدريس المشوقة ايضا هناك عدم وعي بأهمية الرياضة بين صفوف الطلبة وجهل بالرياضات الأخرى. المعوقات كثيرة ويمكن تجاوز الجزء الأكبر منها من خلال توفير صالات رياضية مغلقة لممارسة الألعاب المختلفة (غير كرة القدم) ويمكن الاستفادة منها أثناء الظروف المناخية المتقلبة او اثناء شدة البرودة، ومن المهم كذلك عمل دورات تدريبية لمعلمي التربية البدنية واطلاعهم على ما هو جديد في الرياضات المختلفة واخيرا يبدو ان الاتحاد السعودي للتربية البدنية والرياضية والذي تقع تحت اشرافه الرياضة المدرسية ما زال غائبا ولم يقم بدوره المطلوب والحقيقي على أكمل وجه ولم نسمع أي تعليق لأحد مسؤولي الاتحاد عن واقع الرياضة المدرسية المتدهور.