انتشرت في الرياض بالآونة الأخيرة العديد من مكاتب متخصصة بمراسلة الجامعات والمعاهد الغربية عبر الانترنت والمراسلة البريدية وتدر أرباحاً كبيرة تصل إلى ملايين الريالات. العديد من الراغبين بمواصلة دراستهم العليا قالوا استغلت المكاتب رغبة الشباب السعودي بمواصلة دراستهم الجامعية للحصول على درجة البكالوريوس والماجستير والدكتورة في ظل طفرة التعليم ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي وأخذوا يستغلون الطلبة، وطالبوا التعليم العالي الذي يشرف على البرنامج أن تكون تلك المكاتب تحت مظلته من أجل تطوير ومنع الاستغلال بجميع صورة. وكشفوا ل "الرياض" خلال هذا التحقيق انهم وقعوا لعمليات النصب من مكتب ماطل بل أضاع عليهم الفرصة ولم يعد لهم المبالغ التي دفعت بقصد الحصول على مقعد دراسي بالجامعات الغريبة مؤكدين ان المكتب قبض (1500) لإحضار القبول الواحد ورفض إعادة المبلغ ويتحجج بالمناسبات العالمية وأعياد الميلاد. في البداية قال عمر التركي لقد استبشرنا خيراً بفتح وزارة الصحة مجال الابتعاث للتخصصات الفنية وقمنا بالبحث عن قبول بالجامعات العالمية بكندا وأمريكا ونيوزلاندا واستراليا وبريطانيا وبعد البحث وقع اختيارنا على مكتب يدعي انه متخصص بجلب القبول بوقت قياسي وان لديه خبرة وتقدمت أنا وثلاثة من زملائي طمعاً بالحصول على قبول بإحدى الجامعات للحصول على بكالوريوس صيدلة حيث إننا نحمل دبلوم بالصيدلة من معاهد محلية وبيَّن ان المكتب طلب 1500ريال على ان يحضر امر القبول خلال 6اسابيع من تاريخ التقديم، وأكد ان المدة انتهت دون الحصول على قبول معتمد ولكن صاحب المكتب طلب وقتاً إضافياً لمدة أسبوعين معللاً ان اعياد رأس السنة والمناسبات العالمية أدت إلى تأخر الجامعات بالرد لتمتع منسوبي الجامعات بالاجازات واضاف لم نمانع بتجديد الطلب طمعا بالحصول على قبول وللأسف استمر مسلسل الوعود وطلب المكتب تغيير المراسلة إلى جامعة بريطانية مع الإبقاء على الطلب السابق مؤكدين لنا أن الإجابة قاب قوسين وكل يوم نتصل ونتردد على المكتب دون جدوى بل وجدنا تهربا من العاملين بالمكتب وتملصا من الوعود وترديد أن السبب من الجامعات وليس لهم ذنب وعندما هددنا المكتب بتصعيد الأمر وتقديم شكوى للشرطة قالوا من حقكم تقديم شكوى للجهات المختصة مؤكدين لنا أن الجهات الأمنية لن تلزمنا بدفع المبلغ مما يعني عدم الاهتمام بحقنا ومدى ما تعرضنا له من مماطلة وتأخير سبب لنا فوات الفرصة وتحطيم طموحاتنا وأثر على نفسياتنا وجعلنا نشعر بالإحباط واليأس. وطالب التركي تدخل الجهات الرسمية لاعادة الرسوم ودفع تعويض لنا من التأخير غير المقنع والتلاعب بالشباب السعودي ونؤكد أن تلك المكاتب تدار بكوادر غير سعودية همها الربح المادي دون النظر لمصلحة الوطن وقال كلي أمل أن يطلع المسؤولون على معاناتنا ومعالجة القصور والعمل على دراسة طرق وأساليب المكاتب التي تعتمد على طرق بدائية وليس لديها وكالة أو اتفاقات رسمية مع ارقى الجامعات العالمية وبكل تأكيد ان المسؤولين بوطننا الغالي يسعون إلى الرقي بالتعليم وخاصة في ظل دعم الدولة لبرامج الابتعاث بجميع صورها وتذليل الصعوبات وتثقيف الشباب السعودي المقبل على الدراسة الخارجية بالجامعات المعترف بها وكيفية الالتحاق بها ولكن نحتاج إلى الوقوف على المكاتب التي تعمل على نشر دعايتها بالصحف والقنوات الفضائية للشباب السعودي للاتصال على تلك المكاتب والحصول على قبول خلال زمن ووقت قياسي وبعد قبض المبلغ تتبخر الوعود وتأتي بدلا منها الأعذار والمبررات بأسباب غير مقنعة مما يفوِّت على الشباب فرصة الابتعاث غير مبالين بما يخلفه ذلك من مشاكل نفسية ووظيفية ومادية على طالب الابتعاث. اما سعد مفرح فقال في ظل فتح باب الابتعاث الخارجي أصبح هناك استغلال لطفرة الابتعاث من قبل ضعاف النفوس وتحولت مكاتب الخدمات العامة إلى مكاتب تدّعى تخصصها بجلب القبول من ارقى الجامعات العالمية وبرسوم باهظة مبيناً أنه بالفعل وقع بفخ تلك المكاتب مستغلين جهل الشباب السعودي بطريقة الحصول على قبول من الجامعات الغربية ورغبتهم الحصول على تعليم عال وقال الغريب ان المكاتب تعمل بدون تصريح اوجهة تعليمية تستطيع متابعة عملها ومدى معرفتها بالجوانب القانونية والتعليمية والأكاديمية وإعطائها الجانب القانوني والرسمي ومعالجة قصورها وتطوير عملها موضحاً أن عدم تبعيتها للتعليم العالي قلل من دورها وجعل ضعاف النفوس يستغلون حاجتنا للتعليم الخارجي ويتلاعبون بنا مؤكداً أن المبالغ المحصلة جراء الطلبات عالية ومبالغ بها والمتتبع لا يرادها يجد انها تدر ملايين الريالات ولكن مستوها أقل من المطلوب وعن الرسوم المحصلة قال لقد دفعت 1500ولم احصل على قبول رغم مضي ثلاثة أشهر وأيضاً رفض المكتب إعادة المبلغ. واقترح ان يكون أصحاب هذه المكاتب من الاكاديميين الممارسين للعمل بالجامعات ولديهم خبرة لتطوير العمل. ويضيف عبدالعزيز عيسى بقوله انا احد ضحايا المكتب الذي ماطل طوال الثلاثة أشهر بجلب القبول واخذ مبلغ مالي ولم يف بالعقد وبين ان مكاتب القبول بالرياض يفوق عددها 30مكتبا وتتسابق على استقطاب الشباب الراغب باستكمال تعليمه مشيراً ان الملاحظ على المكاتب عدم وجود ما يثبت انها وكيل رسمي للجامعات العالمية المعترف بها بالتعليم العالي ويأمل من الجهات الرسمية ان تعمل وفق أنظمة وضوابط وإجراءات قانونية تضمن حق طالب الخدمة (لمنع التلاعب وضماناً للحقوق) ولا تضيع أيضاً حق المكتب ويرى أن توزع المكاتب حسب التخصص (طبية، هندسه، محاسبة، تقنية) بحيث البعض يعمل مع الجامعات الأوربية والأخرى الأمريكية وهكذا مع الأخذ بالاعتبار التخصصات العلمية والتأكيد على تقسيم المكتب حسب الخبرة وإعطاء طالب القبول أكثر من خيار حتى يستطيع الحصول على أكثر من قبول بأسرع وقت دون ان يحصل له ضرر جراء روتين المراسلة. وعن تخصصه قال اعمل صيدلياً بأحد المراكز الصحية بالرياض ولدي طموح بمواصلة دراستي الجامعية للحصول البكالوريوس ومن ثم الحصول على الماجستير والدكتوراه ولكن يقف تأخر القبول حائلا دون تحقيق رغبتي موضحاً ان ما حصل لن يثني عزمي على مواصلة دراستي مع الأمل بمعالجة وضع المكاتب حتى لا تتعثر برامج الابتعاث التي هي حلم كل شاب سعودي. كما قال عبدالرحمن العلي يوجد عدة طرق عديدة للحصول على قبول في الجامعات الأمريكية، فباستطاعتك الحصول عليه عن طريق أحد الشباب المبتعثين وتكون مهمته تسليم وثائقك للجامعة أو من مكتب طلبات قبول الأبتعاث بوزارة التعليم العالي أو عن طريق أحد المكاتب والمعاهد المتخصصة بالقبول ومهمتهما هو مراسلة تلك الجامعات مبيناً أن غالب المكاتب يماطل ويواجه صعوبات في التواصل مع الجامعات وتصل طلبات القبول متأخرة جداً مما يعزز أهمية اختيار الجهة الرسمية التي تسعى بطرق نظامية كما يفعل مكتب وزارة التعليم العالي وقال ان ثقافة الابتعاث لدى غالب السعوديين تؤخذ للأسف من تجارب زملاء لهم أو من مواقع الانترنت أو مصادر غير رسمية مما يوقع العديد بمشاكل وصعوبات مطالباً بإصدار مجلات أو نشرات ومواقع رسمية على الانترنت توعي طالبي الابتعاث كذلك نشر رسائل توعوية عبر الصحف المحلية.