الخروج عن المألوف غالباً ما يعطي نتائج إيجابية جيدة بل ويتيح لك الظفر بخبرات جديدة تثري معرفتك. استراليا بلد الحضارات المتعددة والثقافات المختلفة والقوانين الموحدة، عندما اتيحت لي فرصة زيارة استراليا.. رأيت طبيعة من صنع الخالق تسر النظر وتشرح الصدر وتزيدك إيماناً بأنها احدى جنان الأرض التي ابدع الخالق سبحانه خلقها.. كل ما فيها يبهر في تمازجه العجيب والمنظم فهي تدعى بلد الثقافات المتعددة والأجناس المختلفة حيث يعيش فيها 60% من بلدان متعددة كاليابانية والصينية والهندية والعربية و... و20% من دول اوروبية بريطانية و20% هم السكان الاصليون (ابو رجنل).. وهذا الخليط من الأجناس والتقاليد والشخصيات بالتأكيد أثمر نوعية متفردة وجديدة من الثقافات والأنظمة. صور عايشتها وتعايشت معها في الأجواء الجميلة الممطرة والباردة والدافئة تنقلت في ارجائها بين متاحفها وآثارها عرفت عن تاريخها وتقاليدها ومدنها التي تتبارى في جمال طبيعتها. حقيقة لا شك فيها أن استراليا تثير فيك الأسئلة والجمال، تغريك على أن تكون أكثر احتراماً للنظام والقانون تعوّدك على أن تستيقظ مبكراً لتبدأ يوماً آخر أجمل تعبق فيه نسمات الجو الجميل رغم تقلبه.. وتثير فيك الجد والعمل والانطلاق.. وخلال كل ذلك لقد راقتني الصورة الأجمل وهي صورة المرأة العربية عامة والسعودية على وجه الخصوص. فالتعايش مع الآخريات واحترام أنظمة البلد لم يمنعها من الحفاظ على قيمها الصحيحة. وما شدني أكثر في صورة الأسرة السعودية (جميع السعوديين والسعوديات) هناك هو الألفة والمحبة التي تشكلت في لقاءات ودية متكررة ودائمة بين السعوديات المبتعثات للدراسة هناك أو المرافقات لازواجهن، حيث تعمل المرأة جاهدة لتكون السند القوي لأسرتها في بلد له عادات وتقاليد مختلفة فتحاول أن تضم بحنانها واهتمامها كل من حولها ليعيشوا بأمان ويحققوا الهدف من تواجدهم فيها. وجدت مجموعة النساء السعوديات متميزات وبالمناسبة هن خليط من جميع اتجاهات مناطق المملكة من شرقها لغربها وجنوبها وشمالها ووسطها، جميعهن يحتفين بحب الوطن في مناسبات منظمة في صورة ومشهد أسري كبير يلغي الاتجاهات والمسافات التي قدمن منها لتضمهن باقة متنوعة يشار لها بالتميز والجد والحرص على كيان أسرتها، فلم تعد هذه الدولة تأسر الزائر بتعدد حضاراتها وطبيعتها، بل يأسره أيضاً تسابق الأجناس المتعددة على أن تكون هي الأفضل في المشهد الحضاري هناك. في الواقع أن المرأة السعودية في استراليا حملت معها لهناك عبق أصالتها وقيمها، فهن يتسابقن للاحتفاء بالقادمة الجديدة لتكون عنصراً جديداً في الأسرة... ويعملن على تخفيف أوجاع الاخرى إذا تعبت ويتسابقن على الاهتمام والرعاية للتي تلد وكأنها بين أهليها والمولود الجديد أصبح ابناً للجميع.. مشاهد جميلة تثري ثقافة وخبرات الاستراليين وغيرهم عن هذا التآلف والتحابب الذي يحدث والنابع من عقيدة صحيحة علمتنا أن نكون كالجسد الواحد أينما كنا، محاطاً بالرعاية والاهتمام .. حقيقة تلك المشاهد مألوفة لدينا هنا ولكن عندما نجدها تتسابق في خارج الوطن نقول نعم مازلنا بحمد الله بخير.. الوطن الذي أسدى عطاءه الفياض لجميع المبتعثين والمبتعثات بالدعم المادي والمعنوي.. بالتأكيد ستكون حصيلة معرفتهم وعلمهم ثماراً يانعة تطرح على أرضه الطاهرة.. مرحى لكل بناتنا ونسائنا في استراليا واينما كنتن. استراليا - ولونقو