«هيئة الطرق»: مطبات السرعة على الطرق الرئيسية محظورة    هل اقتربت المواجهة بين روسيا و«الناتو»؟    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    الشاعر علي عكور: مؤسف أن يتصدَّر المشهد الأدبي الأقل قيمة !    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    أرصدة مشبوهة !    حلول ذكية لأزمة المواقف    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    خبر سار للهلال بشأن سالم الدوسري    حالة مطرية على مناطق المملكة اعتباراً من يوم غدٍ الجمعة    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    عسير: إحباط تهريب (26) كغم من مادة الحشيش المخدر و (29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا قدمت المصورات للتعبير عن قضايا واهتمامات «نصف المجتمع» الآخر؟
فوتوغرافيات في مواجهة مع الفن والمجتمع:
نشر في الرياض يوم 18 - 11 - 2011

لا يختلف اثنان على أن المرأة نصف المجتمع، ولكنهما يختلفان أحيانا على هل هي النصف المعتم أم النصف المضيء! وفي واقعنا الضوئي على وجه الخصوص كيف تنظر المصورات للنصف الآخر اللاتي ينتمين إليه وماذا قدمن للتعبير عنه ولخدمته ! طرحنا عدة محاور ضوئية نسائية على ثلة من الفوتوغرافيات لمناقشة وطرح قضايا المرأة والتعبير عنها ضوئيا.. حديث أنثوي جريء يشع بشعاع الضوء الآخر فيضيء الأفق ويتسلل إلى زوايا الكهوف! مع الفنانات: دلال الضبيب، لمياء الرميح، هيا الحربي، زهراء القطري، مريم الحمادي، هدى منصور، نجلاء الخليفة..
صورة في إطار
تفتتح دلال الضبيب حوارنا بقولها : إذا ركزنا على التصوير الفوتوغرافي النسائي، نجد أنّ اكبر عائق يصل إلى أذهان الجميع هو أنّ ذلك الفن غير مكتمل لأن المرأة لا تستطيع أن تضع صورها أو صور صديقاتها من النساء كما يفعل الرجال. فجولة سريعة في المواقع الفوتوغرافية للنساء في العالم الغربي نجدها تضجّ بصور من هذا النوع. سأسمي هذهِ الحال: الصور النمطية عن التصوير الفوترغرافي النسائي. والصورة النمطية بشكل عام قد تكون صحيحة وقد لا تكون صحيحة، وفي هذهِ الحالة أؤكد لكِ عدم صحتها لسبب واحد: المرأة ليست مجرد صورة في إطار! فتفصيل واحد من تفاصيلك الصغيرة قد تخلق منكِ رواية كاملة. ولأن التصوير الفوتوغرافي أحد الفنون التعبيرية، والتعبير عن المرأة بحرٌ لا ساحل له.
دلال الضبيب
المرأة لا تخدم المرأة
يقال إن المرأة لا تخدم المرأة فهل تنطبق في التصوير الفوتوغرافي تقول هيا الحربي: تتحفظ المصورات في تناول المحور الخاص بالمرأة لقلة توفر الموديلات في حال كان بورترية أما بالنسبة للمهن التراثية فقد تم تناولها بكثرة.
زهراء القطري : في كتابة المرأة عن المرأة يعزى الأمر إلى غيرة المرأة من مثيلاتها ولا أجد هذا ينطبق في التصوير الضوئي ولكن ربما يكون أحد الأسباب بالإضافة إلى الأسباب الأخرى كالعادات والتقاليد وصعوبة إظهارها في صورة.
هيا الحربي: هذه مجموعة أفكار للخروج عن دائرة المألوف
ماذا قدمت للمرأة ؟
سؤال لابد وأن نسأله جميعا لأنفسنا! تقول لمياء الرميح: قدمت شيء خجولاً مداعب للواقع ومن جانب آخر قصّرت في دعم قضايا رغم التفكير والأفكار التي تحول في عقلي أضع لها عذراً أنها لم تنضج بعد لتخرج للنور ، لكني دعمت هذا التقصير بالعمل الميداني ومساعدة بنات جنسي في تطوير الفن والإسهام فيه وإخراجهن من أسر الجدران.
أما الحربي فتقول: لي خطوات وليدة في هذا المجال ولولا التشتت الذهني الذي قد يصيبني من جراء العمل والمسؤوليات لأمكنني التركيز أكثر على هذا الخط.
وتشير الضبيب إلى مسيرتها الفوتوغرافيه بقولها: هيَ انعكاس كامل لذاتي، يحمل بين طيّاته جوانب تمرّ بها حياتي. لذلك أجد أني أعكس ذاتي ورؤيتي كامرأة من خلال التصوير الفوتوغرافي.
لمياء الرميح: لا ريادة ولا قيادة للمرأة.. مازالت مغيّبة وتعيش في ظل الرجل
ولنجلاء الخليفة رأي آخر: أؤمن بأن للمصور رسالة وطنية واجتماعية هامة ومؤثرة ولكن بحكم ميلي لتصوير التراث العمراني والطبيعة والتجريد فأعمالي تتمحور حول هذه المواضيع. ولكن الأسئلة المطروحة في هذا الحوار دفعتني للتفكير بمسؤولية المصورات تجاه تقديم أعمال موجهة للمرأة بشكل خاص
المرأة نصف المجتمع
تقول الرميح : أؤمن بأن المرأة تربي النصف الآخر فتكون عالمة به أكثر من الرجل نفسه وإذا اردتِ تعبيري فسوف يكون عملاً تجريدياً نصف الصورة أسود والآخر أبيض. وقد تكون فلسفتي أن النصف الأسود مازالت المرأة مغيبة وتعيش في ظلمة ظل الرجل ؛ هذا هو واقع المرأة الذي أراه.
هيا الحربي
وتورد الحربي فكرة فنية فتقول : المرأة فعلا نصف إن لم تكن الغالبية في المجتمع «حسب التعداد السكاني» فهي الأم والأخت والزوجة والإبنة وموجودة في النسيج الاجتماعي بجميع تدرجاته» يمكن توثيق هذا البيت بمجموعة كولاج من الصور تحكي بفن عن دور المرأة في المجتمع!
أما هدى منصور فتقول: أؤمن بالمعنى العميق وراء العبارة و الذي -كما أفهمه- أن العالم لا يستقيم إلا بشقيه الرجل والمرأة كل بدوره. ويمكن التعبير عن ذلك بالرمز إلى عمل يحتاج جهد المرأة والرجل معا ليكمل وينضج، كتربية الأطفال مثلاً. و مع قليل من الخيال سيمكننا التعبير عن ذلك بأفكار عديدة
وتأخذنا الضبيب بجمال خيالها إلى عدة أفكارفتقول: أجد أنّ صور عينيّ طفل تدمع هيَ استجداء لامرأة تحتضنه، وصورة عباءة تداعبها رياح نجد القوية هيَ تجسيد لشموخها في المجتمع، وصورة عقدة واحدة لعدة حبال ملوّنة هي انعكاس لكونها العمود لذي تستوي بهِ الخيمة، الأمثلة حقيقة تطول! ولن تفي حقّ المرأة كأساس في المجتمعات.
دلال الضبيب: فُوجئت صديقتي بصور أطفالها في أحد المحلات مطبوعة على الأكواب والملابس
وتقول مريم الحمّاد: لا يمكن أن يعيش الرجل بدونها ، خلق الله آدم وخلق له حواء وليس عشرة أصدقاء! يمكنني أعبر عنها كصورة فوتوغرافية أن يعيش الرجل وسط زحام من الفوضى والهموم بدون وجود المرأة التي بدورها تقضي أغلب عمرها من أجل راحته كأم أو زوجة
الرجل أقدر من المرأة في التعبير عن نفسها
عبّر الكتاب والشعراء الرجال عن المرأة أكثر من المرأة نفسها فهل المصور الرجل يستطيع التعبير عن المرأة أكثر من بنات جنسها ؟
تجيب هيا الحربي: الفن والابداع ليس حكرا على جنس ، الموهبة نابعة من روح وأعماق الفنان ونظرته وخلفيته الثقافية هي من تنتج العمل وإن كان الغالب أن يتحدث الرجل عن المرأة والمرأة تتحدث عن الرجل وهكذا أقيس عليه التصوير والكتابه والشعر.
زهراء القطري:الرجل يعبر عن جمال يراه في المرأة هي لا تراه مثيراً للتعبير
وتقول لمياء الرميح: الرجل الذي يشعر بالمرأة يعبر عنها ، وكذالك المرأة نفسها إذا لم تشعر بالقضية لن تعبر عنها « اللي يده بالماء ليس مثل اللي يده بالنار»
هدى منصور: طبيعي أن يعبر أحدهم عما يثير في نفسه الجمال والمشاعر أفضل ممن لا تثير تلك الأشياء في نفسه شيء لذا تعبير الرجل عن رقة المرأة وجمالها أفضل من تعبيرها هي عن ذلك. لكن هل هذا يعني أنه يهتم بقضاياها و يفهمها أكثر؟ أشك بهذا وأعتقد أن المرأة وحدها القادرة على ذلك
وتدافع الضبيب : دعينا لانحمّل المرأة كلّ ذلك الذنب. فالنساء بطبعهنّ يتحمّلن المسؤولية تجاه أنفسهنّ ومن حولهن، ولو أُعطين الثقة، لرأيتِ حدائق غنّاء من الفنّ والإبداع الفوتوغرافي العاكس لأنفسهنّ وبنات جنسهنّ. بالإضافة إلى جانب العادات والتقاليد في مجتمعنا، واقع مهما حاولنا إغفاله ، يحتاج إلى وقت لنستطيع تكييفه بالمقدار الذي يتناسب مع الجميع. فالمرأة لاتملك الحرية المطلقة التي يحملها الرجل، وفي هذا عائق للبعض في حرية التعبير عن الذات بشكل عام وبالصور بشكل خاص.
مسدودٌ مسدودٌ يا ولدي (سلافة الفريح)
تؤيدها زهراء القطري: لا أظن بأن هناك من يستطيع التعبير عن المرأة وملامسة همومها أكثر منها ، ولكن لو سلطنا الضوء فعلا على الأعمال الخاصة بالمرأة من قبل المرأة نفسها نجدها قليلة في جميع المجالات وفي مجال الضوء أكثر ، وعلينا العمل والاهتمام بالموضوع اكثر وربما سنعتبر إننا مازلنا في البداية ومازالت المرأة تخطو خطى واسعة وتتقدم بشكل كبير وتثبت تواجدها وأن القادم افضل وأجمل، الرجل في النهاية يعبر عن جمال يراه في المرأة هي لا تراه مثيراً للتعبير.
قضايا المرأة السعودية
لا شك أن المرأة لديها عالم من القضايا والهموم والاهتمامات.. قدمت لنا المصورات بعض الأفكار التي يمكن أن تناقشها وتقدم المبدعة هيا الحربي بعضا منها فتقول: القضايا كثيرة منها مثلاً:
ضغوطات المراة العاملة.
المعلمات المغتربات لسنوات وتوقف حياة أغلبهم على النقل!.
الحاجة للخادمات وتحمّل مضارهن.
قضايا الطلاق المتأخرة لسنوات يضيع معها عمر المرأة على عكس الرجل الذي بإمكانه أن يطلق في شهر ويتزوج في الشهر الذي يليه بدون الحاجة لاستخراج أوراق رسمية.
زينب بو خمسين
المصورات الفوتوغرافيات ومعاناتهم في تقبل هوايتهن أو وظائفهن!.
ولديّ بعض الأفكار للتنفيذ مثل:
*صورة تكدس مجموعة لامتناهية من الأوارق مراجعة للبت في حكم أي قضية كالطلاق وعليها ملاحظة بشكل ملفت «يؤجل الحكم للنظر في القضية»
* صورة فتاة تنتظر بالقرب من سكة الحديد وتحمل فستان فرح ابيض بشكل بائس في انتظار قطار الزواج الذي يلوح من بعيد!.
* تجربة مجموعة صور تعبر عن قصة معلمة مغتربة في الصورة الأولى المعلمة تكتب رسالة مفادها «مشتاقة لرؤية أطفالها في نهاية الاسبوع» والصورة الثانية لانحراف السيارة عن الطريق ، والصورة الثالثة لزجاج النافذة المكسور وملطخ بالدماء بنفس مكان المعلمة!.
أما مريم الحمادي تقول: بخصوص إبراز القضايا ضوئيا أجد صعوبة في ذلك لكون العنصر النسائي مفقود في الصورة قد ألقي جزء من اللوم على ثقافة المرأة قبل أكثر من خمسين سنة والتي ورّثتها إلى إلجيل الجديد أنها دائما تكون تحت ظل رجل بتبعية مهما كانت طموحاتها .وتضيف الرميح : قضايا المرأة السعودية كثيرة نحتاج فقط أن نجد قنوات تواصل فيما بيننا حتى نعبر وتضيف: يخطر في بالي موضوع قضية المحرم ، خصوصا في الفترة السنوات الأخيرة اتسعت رقعة الموضوع وأصبح لا يطاق قد اتجه في تنفيذها إلى ( تراجيديا سوداء أو كوميديا ساخرة).
مريم الحماد
الضبيب: وصف القضايا بصورة هو أسمى آيات التعبير. المرأة في دول العالم لديها قضايا ومتطلّبات، ونحن في السعودية لا نختلف كثيراً. واختيار القضية برأيي يحتاج إلى اطلاع ومتابعة إلى مايدور حولنا في عوالم قضاياهنّ لتكون الترجمة متكاملة، ومعبّرة لمن يمرّون بها.
المرأة المعاصرة والمرأة في الماضي
المرأة المعاصرة هي ابنة المرأة في الماضي تشير الحربي إلى تلك الحقبة : المرأة هي المرأة نفس التحدي ونفس الطموح فكما كانت في الماضي نساء يتمتعن بشخصيات مميزة وذات صيت وأدب ك ولادة بنت المستكفي في زمانها وشجرة الدر حاكمة مصر في الدولة المملوكية ، ايضا مازلت متواجدة هكذا شخصيات لهن بصمة في التاريخ برغم المآسي والصعاب. النساء القديمات كن يخططن ويقدن البيوت أثناء سفر الأزواج لشهورعديدة للعمل والتجارة أو في البحر لرحلات الصيد كن قائدات وصبورات في توفير الأمن لأسرهن وإعالتهن خلال فترة غياب الزوج . وتضيف: المرأه المعاصرة توفرت لها التقنيات الحديثة لتفكر وتكتب وترسم وتصور وتبدع حتى إن كانت هناك بعض المعوقات الاجتماعية أو المادية.
تقول زهراء القطري: المرأة اليوم تدير أعمالها بنفسها هي مديرة ومعلمة وكاتبة واعلامية وفنانة .. الخ وبالإمكان تسليط الضوء على أعمالها في الماضي والحاضر من خلال أعمال متسلسلة تحكي قصة هذه المسيرة المميزة أو عمل مقارنة بين عملين لنفس الموضوع وتوضيح الفرق بين ما كانت عليه وبين ماوصلت له.
وتقول الرميح: من منظور الشخصي أقرأ من خلال تجربة والدتي وجدتي أن المرأة قبل خمسين سنة كانت لديها حرية ولا حواجز تقف أمامها وكان يحترم ما تقوم به. أما الآن مصير المرأة المعاصرة سلبت حريتها ووضعت داخل أسوار وحواجز تستنزف طاقتها فتظهر في النهاية أنها غير قادرة على الإنجاز، للأسف تقدمنا (تطور رجعي).
لمياء الرميح
وترى الضبيب: التصوير الفوتوغرافي إن كان تجسيدا للحظة فهو أيضاً تجسيد لحقبة ! لذلك فمجال المقارنات واسع بين المرأة حاليا وسابقا ! شخصياً، أستمتع برؤية الصور التي تمثّل حياتنا الآن، الصور العفوية التي تحمل بين زواياها الكثير منّا، كالجلسات النسائية و تجميد الحالات اليومية التي يمرنّ بها الفتيات. برأيي أن ذلك الأمر يعدّ توثيقاً لذيذاً افتقدناه في حياة النساء من قبل.
وتقول الحمّاد: المرأة العصرية كانت حلماً بالنسبة للمرأة ماقبل خمسين سنة حيث إنها حرمت من أشياء كثيرة فلا مجال للمقارنة بينهما ولكن لازلت تتوقف معظم إنجازتها عند نظرة المجمتع لما يمكنها أن تقوم به وما لا يمكنها.
أما هدى منصور فتقدم فكرة يخرج منها كثير من الصور المذهلة لمقارنات: فلو وضعنا امرأة في الثمانين من عمرها أمام أدوات العصر الحديثة: مثل تشات مرئي مع عزيز مغترب ، تطبيق محاك للحقيقة على جهاز لوحي (تاب) و غيرها...ماذا ستكون ردة فعلها؟ هذا مدخل جيد للعديد من الأفكار.
وتشير الخليفة إلى: ضرورة حفظ موروثنا الحضاري من عادات وتقاليد من خلال تجسيد الماضي الجميل عبر الصور، وتقديم الكثير من العادات والحرف التي برعت بها النساء قديما واندثرت بمرور الزمن.
الخروج من دائرة المألوف
مع الافتقار إلى الابتكار والتطويرتقول الرميح : فتح باب الابتكار وقيادة المصورات الموهوبات نحو طريق الاحتراف الفكري بأن نوجد مؤسسة فكرية جاذبة للمواهب مصدره للابتكار. المصورة السعودية ضائعة ومجهودها ضائع.
وترى نجلاء الخليفة: من خلال إقامة ورش عمل أو دورات عن المسئولية الاجتماعية والقضايا التي تهم المرأة، إضافة إلى عمل مسابقات تتنافس فيه المصورات لإبراز القضايا التي تهم المرأة.
وتأخذنا القطري إلى نقطة أخرى بقولها: الابتكار يحتاجه كلا الجنسين وبإلامكان خلق بيئة تنافسية من خلال المسابقات والمعارض المنوعة ، كما أن الانضمام إلى جماعة تصوير له دور هام في تقدم المصورين نحو حراك فوتوغرافي لن يخلو من الإبداع وظهور أعمال مميزة ، ويبقى الجانب الأكبر لثقافة المصور نفسه وقدرته على الإبداع. وتختم هدى منصور هذا المحور بقولها: أسئلة ونقاشات كهذه تقوم بعمل جيد في خلق الابتكار.
«المرأة تهز المهد بيمينها وتهز العالم بشمالها»
هناك الكثير من الأشعار والمقولات في التراث التي أنصفت المرأة وجميل أن تنفذ في صورة فوتوغرافية تتأمل هيا الحربي في الفكرة ثم تقول: صور تتطلب فراسة وتفكيراً خارج الصندوق وإخراج احترافي.
وتصور لنا الضبيب مشاهد متنوعة : تصوير أمّ يُقبّل رأسها الغالي، وأخرى لجدّة تضمّ يديّ صغيرها، وثالثة لامرأة تُساعد في مركز تطوعي، والقائمة تطول ولا تنتهي. هيّ مشاهد بسيطة وعابرة في حياتنا، لكن لها ذلك التأثير والرسائل العميقة.
وقد شاركت الفنانة مريم الحمادي في مهرجان الدوخلة في محور تراث المرأة وتقول عن تجربتها : راودتني فكرة ان اظهر جزءاً من تراثنا فأحببت ان اأدخل العنصر النسائي ، فأنا بطبعي أحب وجود نفحة نسائيه في العمل لا سيما ان للمرأة دور فعال في الماضي والحاضر والعقبة الأولى كانت المكان؛ تكثر الأماكن الأثريه الجميله من حولي ولكن بحكم العادات يصعب علي تنفيد فكرتي في مكان مكشوف أو شبه مكشوف فيتحتم علي ايجاد مكان مناسب للفكرة ويضمن لي الخصوصيه والتميز في في آن واحد ، العقبة الثانيه كانت مجتمعي (فكرة وجود امرأة في العمل ترعب الكثيرين) وبفضل من الله تعالى تخطيتها بمساندة المقربين مني».
ندرة الصور التي تعبر عن المرأة
توعز الحربي ندرة الصور التي تعبر عن قضايا المرأة إلى : العرض والطلب سبب رئيسي فاغلب المسابقات والمعارض تحدد محاور مكررة لا يتم التطرق لمحور خاص بالمرأة بتاتا بالتالي التركيز على مدار العام في هذه المواضيع هذا محليا إما عالميا فتوجد الكثير من المحاور التي تشمل مشاعر وأحاسيس وصور للوجوه تتضمن المرأة. وخصوصية المجتمع السعودي دينيا واجتماعيا كان لها دور كبيرفي سن أنظمة تقنن النشر والإعلان فيما يخص المرأة. والخروج من هذه الدائرة الضيقة بتحفيز هذا المحور بالمعارض والمسابقات هكذا يدخل هذا المحور بشكل بديهي إلى أذهان وافكار المصورين والمصورات عامة
وللضبيب لفتة خاصة بهذه النقطة : ربما ندرة المصورات (الجادات). ركّزت على الجادات لوجوب تحلّيهنّ بخصلة المثابرة والإصرار للبلوغ إلى درجة الاحترافية وعدم القبول بأقلّ من ذلك. وإن كان للساحة ضجيج موسيقى قادم منهنّ، إلا أنهنّ لازلن مشغولات بتحديد هويتهنّ قبل أن يستطعن عكس هوية بنات جنسهنّ.
وتشير القطري إلى السبب الأهم برأيها : لا يختلف إثنان على إنها العادات والتقاليد وخصوصية المرأة التي لا يجب أن تعرض برأي البعض، و إذ مازال بعضهم يرفض فكرة التصوير الضوئي فكيف به إذا أظهر صورة المرأة، وقد تعود بعض الأسباب لصعوبة إيجاد الموديل أو أخد موافقة امرأة عابرة لأخذ لقطة من أرض الحدث فتلجأ المصورة للتعبير عن ذاتها أو قضيتها بالصور الرمزية والتي لا تكون على مستوى من الوضوح كما لو صورت المرأة ، اذ لا يمكن أن نطلب من المرأة التعبير عن ذاتها وفي الوقت نفسه ترفض ذلك، كنت في وقت سابق ممن يرغب في تسليط الضوء على المرأة وهمومها لكني استصعبت الفكرة وصرفت النظر عنها!.
المرأة ودورها الريادي
يعتبر البعض أن المرأة خرجت من عنق الزجاجة ونالت الكثير من المناصب في كثير من المجالات .. طبيا - إعلاميا - تجاريا - تعليميا - وحتى سياسيا والبعض لا يرى ذلك. تقول الرميح: أنا هنا قد أخالفك الرأي وما سأقوله ليس تشاؤميا إنما من الواقع ، المرأة لها بصمة في هذه المجالات لكن ليس لها لاريادة ولا قيادة من قراءتي للواقع ، لا أستطيع التعبير عن شيء ما لم أحس به وأراه
وتشير الحربي إلى حقيقة : لابد من تقريب المسافة بين نظرة المجتمع وتحفظاته المترسبة على مر السنوات الماضية فطبقات مجتمعنا متنوعة بين قروي ومدني وبدوي وحاضرة برغم وصولنا لعام 2011 إلا انه توجد بعض الفئات تتمسك بنظرتها للمرأة ومحدودية دورها في الحياة أيضا يقلل من تحفظات الشارع السعودي بخصوصية صور المرأة وتصبح أمرا اعتياديا بعيدا عن الابتذال والفضائح في ظل الحدود الشرعية.
هموم البنات واحتياجاتهم
للبنات متطلبات نفسية وعاطفية ومادية والكثيرات منهن لا تطالب بها فكيف يمكن للمصورة أن تكون صوتها الضوئي؟.
أجابت دلال الضبيب : عند تجسيد حالة معينة وعكس صورة مختارة لأي قضية يجب أن يظهر ويبرز الجانب الإبداعي في المصور، ويطلق لفنه العنان في اختيار الإيحاءات المناسبة لإيصال صورته بشكل قوي. صور قطف الورد أو زرعها هي إيحاء لأدلة كثيرة، صور أنامل طفل تُداعب المياه هي أيضاً إيحاء لحالات عدة، صور الطيور فوق أرضٍ جدباء وأخرى فوق حدائق غناء، صور أوراق فارغة و أخرى تُنشد حروفاً، كل تلكَ رسائل مُعبرة عندما توظف في قالب الرسالة المبتغاة يكون لها معنى.
الرمزية في الحديث عن المرأة
وترى الضبيب أهمية الرمزية بما يخص المرأة : الرمزية بحد ذاتها فنّ لا يُتقنه إلا الفنّانين، ووضعه في قالب تعبيري لإيصال رسالة معينة هو مخرج مناسب في بعض الحالات التي تحتاج فيها المرأة لاسماع صوتها. شخصياً أعتقد أن الترميز- بغض النظر عن القيود الاجتماعية - يحمل قوة أكبر وأكثر تأثيراً. أعتقد أن لحياة المرأة جوانب عدة، وتجسيدها في صورة هي بصمة في عالم التصوير الفوتوغرافي؛ أضيفي مثلاً تصوير الأطباق اليومية الشهية التي تنتجها مطابخنا السعودية. مجوهراتها وتفاصيلها الصغيرة كاها مادة غنية في عالم التصوير النسائي.
الأمومة
أهم ما يميز المرأة والأعمال التي تتحدث عن الأمومة ضعيفة وقليلة جداً .. تقول الرميح : على المصورة الأم أن تعبر عن هذا الموضوع لانها تملك مفاتيحها وتلهم الآخرين ، وتذكر الحربي عقبة يؤيدها عليها الكثيرين :الخوف المفرط من قبل أي أم على طفلها حديث الولادة والخوف من العين وغيره من العادات التي أصبح معها من الصعب تصوير أطفال الأقارب حديثي الولادة إلا ماندر من أمهات متفهمات لهذا الفن يسمحن بتصوير أطفالهن.على عكس الأمهات الأجانب يرحبن جدا بتصوير أطفالهن بكل رحابة صدر بدون أي تعقيدات.
وتضيف الضبيب: أنا بطبعي إيجابية لذلك اسمحي لي تحفظي على كلمة قليلة ولكن لنستبدلها بغير ملحوظة بشكل كافٍ. قد أرجئ السبب هنا إلى تراكمات اجتماعية بالإضافة إلى الخوف من السرقات التي أصبحت في وضح النهار إحدى صديقاتي فوجئت بصور أطفالها في أحد المحلات مطبوعة على الأكواب و الملابس. تلك الأسباب وغيرها يجعل عدسة التصوير في هذا المجال بطيئة ولكنها متحركة!
العلاقات العاطفية مشروعة وغير مشروعة
العلاقات بين الرجل والمرأة فيها الكثير من المبادئ التي يمكن تعزيزها من خلال صورة .. تقول الحربي: كمجتمع إسلامي له حدود معروفه في مسار العلاقات الشخصية يتم تقييم أي ارتباط بأسس شرعية في المعاملات الإنسانية مثالا على ذلك ( رسائل الجوال تأخذ حيزا كبيرا في العلاقات الزوجية يمكن توضيب هذا الموضوع في صورة تحكي بعض ما يحصل في الواقع كزوجة تنتظر زوجها في ذكرى زواجها وترسل له رسالة وعلى خلفية بوكية لإضاءات شموع للاحتفال!.
وتختتم الرميح حوارنا بقولها: الحب أنا عشته وعانيت منه وعبرت عنه كذالك إرضاء لذاتي ويمكن التعبير عن الحب بأدوات بسيطة وتصور حالات الحب (فرحة، حرمان، غرام، تساؤل) والصور التي ارفقتها كانت من بداياتي وتلك الفترة كنت أعاني من الحب والتقيد لذا فهي تعبرعني في تلك المرحلة رغم أني صورتها إرضاء لذاتي ولم أنشرها بشكل موسع، لا يهمني معرفة مشاعري داخل الصورة وأكثر ما يهمني أن أصل مع المتلقى لنوع من التفاعل والاستنتاج وكيف هو يستشعر الصورة.
ويبقى السؤال الذي نوجهه للفوتوغرافيات: كيف يمكن أن تعبري عن نصفك المضيء؟.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.