رفع الديك رأسه.. مجيلاً النظر في كل الأنحاء.. وأخذ ينقر خشب (العشة) احتجاجاً على الدجاج والكتاكيت النائمة حتى التاسعة صباحاً.. أعيا الخشبُ منقاره، فاعتلى بغيظ عمود العشّة.. (نفش ريشه.. وصفق بجناحيه وأخذ يصيح..) وتململت (الكتاكيت) والتصقت بأمها.. حضنت الدجاجة الصغار: - ناموا يا حبايبي ناموا.. ورفعت رأسها ببطء، ونظرت (بنص عين) إلى هذا الذي يرفع عقيرته بالصوت ويملأ العشة ضجيجاً: - اليوم جمعة يا أستاذ.. إجازة يا أفندي.. حسبي الله عليك.. أنت لا تُرقد ولا ترقِّد؟! وتفقدت كتاكيتها وهي تقول: - ماني شايفة أخوكم! أشارت أصغر (كتكوتة) إلى العتبة: شوفيه واقف هناك! قالت الأم: قلق جديد بيكبر.. (بكره رايح تلحق أبوك بخير وسلامة.. (من شابه أباه فما ظلم)! ونظرت إلى الديك الذي كان يواصل الصياح موقظاً دجاجات العشة المجاورة: - استحي على مروتك.. أنا طول النهار شقيانة معاك ومع أولادك..! قال بعد أن صفق بجناحيه: أنا كمان برضه شقيان يا أم نص لسان.. قال شقيانه قال.. (وسأل باستهزاء): - تقدري تقولي لي فين البيض يا فالحة؟! - وأنت مالك ومال البيض - هادا ما هو شُغلك.! طولء عمرك حشري وتدخّل نفسك في اللي ما لايعنيك.. (وه يا ستي .. ما هو عاجبه شي.. الهوى هواه أبيض له البيض مسلوق ومطجَّن! ضحك الكتكوت فوق العتبة.. وحاول أن يصفق بجناحيه لكن أمه حدجته بنظرة قاسية جعلته يرخي جناحيه ويخفي رأسه في صدره. أصاخ (الديك) بسمعه إلى صياح ديك آخر جاء من عشة أخرى.. ثم قفز إلى الخارج وتبعه الكتكوت الصغير!.. صاحت الأم بالصغير: - ارجع هنا يا واد.. بدري عليك الفلتة.. بكره تشطح وتنطح زي المحروس أبوك.. لا فيك خير ولا هوّ فيه بركه.. داهية تشيلك انت على هوّ.. حال إيه دا؟! وه يا ستي!