تفاعلت قضية أغنية "أنا غلطان ومتأسف" للراحل الكبير وصوت الأرض طلال مداح التي جاءت طبيعية نظراً لحجم هذا الفنان وجماهيريته العريضة، القضية تكمن في تجاهل فرقة ميامي وضع اسم الراحل في ألبومها الجديد الذي أعادت فيه استخدام هذه الأغنية، وقد ازدادت مساحة التعجب والاستنكار حين كشفت ثقافة اليوم ومن خلال اتصال هاتفي مع الفنان "خالد" وهو أحد أعضاء الفرقة أنها قامت بأخذ إذن من الأستاذ عبد الله طلال مداح الذي قذف بمرمى المسؤولية للشركة التي تحتكر أعمال الراحل "شركة فنون الجزيرة" إلا أن الفرقة لم تدون اسم الراحل على العمل. عبد الله طلال مداح أبدى استغرابه لل (ثقافة اليوم) التي تابعت القضية أولا بأول حيث أوضح في اتصال هاتفي معه بقوله: "لقد تلقيت من عضو فرقة ميامي الفنان "خالد" خلال مكالمة هاتفية طلب تسجيل أغنية "أنا غلطان ومتأسف" وضمها إلى الألبوم الجديد وقد أجبته حينها بعدم الرفض ولكن اشترطت العودة إلى الشركة لأخذ الموافقة من قبلهم لأنهم هم المسئولون عن الأغاني التي سجلها الوالد والمالكون لها". ولم يخف عبدالله استياءه مما قامت به الفرقة عندما تجاهلت وضع اسم الأستاذ طلال مداح على الألبوم وانزعاجه من هذا التصرف الذي يسلب الحقوق الفكرية والأدبية لصانع العمل الأصلي. كما أكد بقوله: "إنني قد صرحت من قبل لوسائل الإعلام بالسماح لكل من يرغب في غناء أي أغنية للوالد ولا نستطيع منع احد من أن يغني أغانيه على اعتبار أن والدي من رموز الفن في السعودية والخليج وأغانيه ملك لمحبيه. ولكن هناك شركة تمتلك أعمال الوالد ويجب عليهم الرجوع إليها لأخذ الإذن بالغناء". من جهته أفاد الفنان "خالد" أن السبب في عدم ذكر فرقة ميامي لاسم طلال هو: "أننا لم نكن نعلم بأن أغنية "أنا غلطان" هي من ألحان الأستاذ الكبير والقدير طلال مداح رحمه الله، والأغنية قديمة وهناك عرف فني يقول أنه إذا تجاوزت الأغنية 52سنة يمكن غناؤها من دون أخذ إذن، وقد بحثنا عن صاحب اللحن والكلمات ولم نجد من يدل أو يثبت ملحنها أو كاتبها ولكن نعرف أن مغنيها هو الأستاذ طلال واشتهرت بصوته، ولو كنا نعلم أنها من الحان الأستاذ طلال لما ترددنا في وضع اسم أبو عبدالله على الألبوم، بل بالعكس هذا شرف لنا أن يكون اسم الأستاذ طلال مداح على الألبوم لما له من مكانة عالية وفريدة في الخليج والعالم العربي. فطلال رمز من رموز الفن العربي والأبرز خليجياً ولكن كما قلت كنا نعتقد أن طلال مغنيها فقط لذلك ووضعنا كلمة شكر و تقدير في غلاف الألبوم، ولهذا السبب اتصلنا على الأستاذ عبدا لله نجل الأستاذ طلال للاستئذان في غنائها". وفي سؤال عن ماذا سوف تفعله الفرقة بعد أن علمت باسم ملحن هذه الأغنية، أجاب خالد: "سوف نقوم بكتابة اسم الأستاذ طلال على النسخ الجديدة". وأشار الفنان خالد إلى أنه سوف يعلن عن أن الأستاذ طلال مداح هو ملحن أغنية أنا غلطان وذلك خلال مشاركتهم في مهرجان هلا فبراير القادم في دولة الكويت كاعتذار لجمهور قيثارة الشرق. وعن اختياره لهذه الأغنية بالذات أوضح أنها مرتبطة بوجدانه منذ الطفولة وهو يعشقها ويحبها كثيراً وإعجابه بها والقيمة الفنية التي تمتلكها دفعته لغنائها. تعليق المحرر: السؤال الآن هل كانت إجابات الفرقة مقنعة؟ وأيضاً كيف يمكن الحفاظ على تاريخ روادنا؟ ألا يتوجّب صيانة موروثهم بتوثيق ألحانهم وأغانيهم؟ ومعظمنا يعلم أن الاستاذ طلال كان غزير الإنتاج وتجاوزت أغانيه فوق الألفين أغنية وبذلك أسس لفن سعودي وخليجي، ألا يتطلب الأمر وقفة من وزارة الإعلام في الحفاظ على تراث الأستاذ طلال صوت الأرض وقيثارة الشرق الذي يعد ويصنف تراثاً فنياً وطنياً من العبث به والاندثار حماية لتراثنا الغنائي الفني؟. بقي أن أشير إلى أن هذه الأغنية التي صُوِّرت وصُبغت بلحن اعتذاري لنص بسيط في الكلمة وعميق في المعنى، واللحن على مقام العجم مع تغيير طفيف يواكب الكلمة المغناة، ومن غير طلال يجرؤ على تصوير هذا النص الجديد في فكرته والصعب في إيصاله بجرأة لحنية غير مسبوقة تدل على أنه كان سابقاً لعصره إذا ما عرفنا أن هذه الأغنية أذيعت في مطلع الستينات الميلادية والتي صاغها شعراً المبدع الكبير الشاعر الغنائي لطفي زيني رحمه الله.