قال تعالى: (والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون) صدق الله العظيم.. فالتوازن في هذه الآية معناه التناسق البيئي وأي مساس بهذا التوازن أو التناسق يؤدي حتماً إلى اضطراب وإخلال بهذا النظام ا لمحكم، لذا لا بد من الحفاظ على هذا التوازن حيث لوحظ في الآونة الأخيرة الإفراط في مساس هذا التوازن بداية باستعمال المبيدات والأسمدة الكيماوية والهرمونات وذلك بسبب جشع بعض المنتجين الزراعيين لزيادة الكسب المادي دون النظر بما يسببه هذا الإخلال بالتوازن البيئي إلى القضاء على الحشرات النافعة والتي تفترس الحشرات الضارة بالمزروعات كذلك إبادة الأحياء الدقيقة الموجودة بالتربة والتي تساعد على التحليل البيولوجي للعناصر الطبيعية وتحسين خواص التربة بعمل أنفاق تساعد على التهوية وتفكيك التربة وبالتالي تحسين قوامها، كذلك تلوث التربة والمياه الجوفية بإضافة الأسمدة الكيماوية والتي يصعب التخلص منها لمدة طويلة بالتربة، ومن هذا المنطلق بدأ الإنسان يفكر بإنتاج منتجات صحية ومأمونة وذلك بإتباع إحدى الطرق: أولاً : الزراعة النظيفة: وهي نظام إنتاجي اقتصادي يتجنب سوء استخدام المبيدات والأسمدة الكيماوية وتتميز هذه الطريقة بأنها لا تخضع لمراقبة منتجاتها من قبل جهة توثيق معتمدة ويسمح باستخدام المدخلات الزراعية العضوية والكيميائية بكميات محدودة وفي أوقات مناسبة حسب احتياج النبات وتعتمد على وعي المنتج (المزارع) ومباشرة الإشراف بنفسه على العمل في المزرعة إلى جانب أنها تعتمد الزراعة النظيفة في مكافحة الآفات الزراعية على نظام المكافحة المتكاملة في إدارة الآفات الزراعية.. ومن منافع الزراعة النظيفة هو تخفيض تكاليف مكافحة الحشرات وبيئة نظيفة وإنتاج صحي وتحسين صفات الثمار. ثانياً: طريقة الزراعة العضوية: وهي نمط زراعي بديل يهدف إلى الإستغلال الأمثل للموارد الطبيعية والزراعة العضوية تحد من الإضافات الخارجية بمعنى عدم استخدام المبيدات والأسمدة الكيماوية والهرمونات وتعتمد الزراعة العضوية على عدة مبادئ منها، إنتاج أغذية متنوعة وذات جودة عالية مع المحافظة على البيئة وصحة المستهلك وتعتمد الزراعة العضوية على الدورة الزراعية وهي التعاقب للمحاصيل حسب العائلة النباتية والمحافظة على خصوبة التربة والتوازن الطبيعي. وباتباع الطرق السابقة يمكن إنتاج منتج نباتي صحي وخالٍ من أي مركبات ضارة مع المحافظة على التوازن البيئي الطبيعي الذي وهبه الله لهذه الأرض.. أسأل الله تعالى بأن يحقق هذا المهرجان الرائع كافة أهدافه وهي فرصة لتقديم أجزل الشكر لمقام وزارة الزراعة على دعمها وللزملاء في القطاع الزراعي بعنيزة على جهودهم وللزملاء رئيس وأعضاء اللجان العاملة في المهرجان وكافة الداعمين وأخص هنا صحيفتنا الغراء الرياض التي رعت فعاليات وبرامج المهرجان فلهم بالغ تقديري واحترامي. @ رئيس قسم الخضار بمركز الأبحاث الزراعية بالقصيم - عنيزة