قبل ربع قرن أي قبل خمسة وعشرين عاما كنت استمع لخطيب الجمعة وهو يقول في دعائه "اللهم ادفع عنا الغلاء.." وما كنت أعرف آنذاك ماذا يكون الغلاء.. وكان الخطيب يدعو "اللهم رخص أسعار المسلمين" فكنت أتساءل كيف يرخص أسعار المسلمين..؟ - وكنت اسمع بأن دماء المسلمين رخيصة..!! فكيف يرخص سعر المسلم؟.. بل المطلوب ان يكون سعر المسلم غاليا وان تساوي نفسه مئات الملايين.. والآن عرفت ان هناك شيئا محذوفاً في العبارة ومقدرا وهي كلمة "سلع" أي "اللهم ارخص اسعار سلع المسلمين". واليوم عرفنا معنى "الغلاء" جيدا عندما بدأنا نعيش مظاهره.. فالغلاء شمل كل شيء، ولم يقتصر على صنف واحد او أصناف معدودة. ولم يحصل ارتفاع الأسعار لمرة واحدة فحسب مرات، وكرات،، فنحن بحاجة ملحة لمن يكبح جماح ارتفاع الأسعار.. في هذه الأيام، أصبح مرتفعو الدخل يتبرمون من ارتفاع الأسعار، ويتضايقون، فما بالك بمتوسطي الدخل..! وأصحاب الدخل المحدود.. ارتفاع الأسعار شمل كل شيء، الا ان الأرز والحليب، أخذ هالة إعلامية عن غيرهما ذلك أن الأرز هو غذاء للكبار او يتصدر المائدة في المجتمع السعودي، والحليب غذاء للأطفال والصغار بل والكبار! إننا نشاهد ارتفاعا مستمراً للأسعار يوما بعد يوم، ووقتا بعد وقت، وحينا بعد آخر، وعندما تسأل عن سعر سلعة "ما" يكاد يسألك البائع هل تريد سعرها قبل سؤالك أم بعد..؟ انني لا أكاد أتصور ان سعر بطارية سيارتي التي اشتريتها العام الماضي بسعر مائة وعشرين ريالا اشتريها الآن بثلاثمائة..!! وان سعر طن الحديد الذي كنا نشتريه قبل عام بألف ومائتي ريال الآن سعره ثلاثة آلاف ريال هذا هو الواقع الذي أنهك الجميع.. وعلاوة على ارتفاع الأسعار هناك تلاعب بالأسعار، ففي احدى المستوصفات الأهلية يطمس على السعر المدون على علبة "الابرة" ويسجل سعر " 750ريالا" ليرفضها المواطن ويشتريها من الصيدلية ب " 194ريالا". ربما هذا هو المواطن الوحيد الذي رفض شراء الابرة بالسعر المرتفع بينما الكثيرون اشتروها دون ان يسألوا..! علبة زيت السيارة مدون عليها سعر " 14ريالا" ويحسبها لنا "البنشري" بهذا السعر بينما نشتريها من محل الزيوت ب " 8ريالات"..! هذا ما نعرفه، وما لا نعرفه كثير وهذا يجعلنا نشكك في الأسعار وخاصة الأسعار المدونة على الأدوية وياحماية المستهلك ارجوك أن تحمي المستهلك.. واللهم ادفع عنا الغلاء اللهم آمين..