حذر خبراء مختصون في الشأن التربوي من تصاعد خطورة ما تحتويه أغلبية الألعاب الالكترونية من أضرار نفسية وتوعوية وتربوية تنعكس على النشء والجيل القادم. واعتبروا ان الخطر الخفي القادم يكمن فيما تحتويه مسابقات الألعاب الالكترونية من تركيز على المخدرات والعنف و"الجنس". ويرى الداعية والمفكر الدكتور طارق السويدان ان خطورة الألعاب الالكترونية والبلاي ستيشن تتضاعف كون الأطفال والمراهقين يمارسونها في عزلة عن أهلهم وداخل غرفهم، وبالتالي تصعب الرقابة المباشرة. وقال إن أغلبية مثل هذه الألعاب تترك أضراراً وسلبيات تفوق إيجابياتها، فهي لا تركز على تعليم النشء وتثقيفه وتبصيره بالتفكير العقلاني السليم أو شؤون حياته ونظامه وإنما تتمحور جميعاً في كيف تكون عنيفاً وشرساً لتقضي على منافسك، إلى جانب ما قد يشوبها من تطرق لقضايا الجنس والفساد والمخدرات. داعياً أولياء الأمور إلى الاهتمام بتربية الأبناء التربية الإسلامية الصحيحة وأن يدركوا ان هذه الألعاب غزو خطير المراد به أن تسود ثقافة اللعب واللهو بين أجيال الغد ورجال المستقبل وهذه السيطرة لايوجد بها سوى السلوكيات المشينة التي ترسم في عقول أطفالنا لكي ينشأوا على هذه المشاهد ويعتادوا عليها دون حسيب أو رقيب. ويلقي المواطن محمد السعيداني، باللائمة على تغيير سلوك بعض أبنائه الصغار وميلهم للعنف والقسوة من الألعاب الالكترونية التي أدمنوها داخل المنزل بشكل مستمر. وقال: تبين لي فيما بعد أن أبنائي على اطلاع بكل قضايا المخدرات والعنف والعصابات من خلال اعتيادهم على تقصي الأدوار مع هذه الألعاب البشعة والخوف كل الخوف أن تؤثر هذه السلوكيات على مستقبلهم، كون هذه الألعاب تمثل عالماً افتراضياً يمكن تطبيقه بحسب وجهة نظر الأطفال، وهي محاور سلبية تجعلنا أمام قضية كبيرة وخطيرة تفوق خطورتها مشاهد العنف في السينما والتلفزيون ومصدر خطرها يكمن في انها وسيلة تفاعلية تدمج الطفل ضمن آلياتها وتضعه دائماً في موقف الشرير الذي ينتصر ويحصد نقاط الفوز على جانب الخير، ما تكسبه سلوكيات عدوانية ضد الآخرين. وأضاف: انني أطالب الأجهزة المعنية ذات العلاقة سواء بالتربية أو التوعية أو الأجهزة الرقابية ووزارة الإعلام ووزارة التجارة بأن تتحرى أوضاع الألعاب الالكترونية وتتفحص طبيعتها وفكرتها وما يدور فيها لأنها قد تعلم الأطفال ما لم يحمد عقباه في ظل غفلة الآباء والأمهات وتوفر وسائل الترفيه الكاملة في المنزل من ستلايت، وألعاب الترفيه وخلافه. ويعتقد المواطن خالد أبانمي: ان المشكلة لن تحل في محاصرة الألعاب الالكترونية وألعاب البلاي ستيشن أو منعها، والأهم هو تثقيف الأبناء وتوعيتهم بشكل حضاري بخطورة هذه الألعاب على سلوكهم ونمط تفكيرهم، لأن المنع قد يولد ما يسمى بتهريب هذه الألعاب بين الأطفال وتداولها سرياً، بعيداً عن الرقابة الأسرية والحكومية مما يزيد "الطين بلة".. في ترويج الأفلام الإباحية الخطيرة.. في عصر كثرت فيه وسائل التقنية، ومنها الشبكة العنكبوتية وهي تقف على رأس هذه التقنية. يذكر ان أشرطة الألعاب الالكترونية وال (play station) التي تجد رواجاً منقطع النظير بين الأطفال ويحرصون على اقتناء الجديد منها، وتحقق مواقع ونقاط بيعها مبيعات خيالية لا سيما في بعض المواسم، إلا أن الرقابة المباشرة على تلك المواقع تنعدم تماماً في ظل تنامي ذكاء الباعة والقائمين عليها وفك الشفرات الرقابية عليها إن وجدت، حيث يلجأون في أوقات كثيرة لنسخ برامج من الانترنت وتقديمها وبيعها على أقراص مدمجة. كما انه لا يمكن التعميم، ولكن يجب التنبيه لخطورة بعضاً مما تحتويه من مشاهد تدعو للعنف والرذيلة والسحر، وتدعو أيضاً إلى التنفير والعزلة، ولا شك أن الجلوس لفترات طويلة تؤثر على صحة الطفل وحركته، ناهيك عن تأثير ذلك على المستوى الدراسي، وترويج الأفكار ومحاربة الدين بواسطتها وهدر الأموال والتكاسل عن أداء الصلاة المفروضة بالمسجد... وملء أوقات الفراغ بما يعود على الطفل بالفائدة.