حذّرت وزارة التربية والتعليم من خطورة لعبة «البلاي ستيشن» على طلاب المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، مشيرة إلى أنها تتسبب لهم في أضرار نفسية واجتماعية وجسدية بالغة، نتيجة للاستخدام المفرط. وأكدت الوزارة في تعميم وزّعته أخيراً على مدارسها في مختلف مناطق المملكة (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، أن اللعبة تكرّس العنف لدى مستخدميها من صغار السن، وأن كثيراً من ألعابها لا يتماشى مضمونها مع قيم الدين الإسلامي والأخلاقي والاجتماعي، بما تحتويه من صور وأشكال، إضافة إلى ما تدعو إليه من شعارات وسلوكيات ترسّخ في أذهان الأطفال، وتنفذ إلى عقولهم الباطنة دون شعور منهم. وطالبت بتشجيع المبرمجين المسلمين على تصميم برامج للألعاب الإلكترونية تركّز على عناصر التشويق والتثقيف التربوي والتعليمي، على أن يكون ذلك بالتعاون مع الشركات ذات الخبرة في هذا المجال، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، على أن تتحمّل مسؤولية هذه الهمة في الأنشطة اللا منهجية للطلاب. وأوصت بالحد من نسخ برمجيات الألعاب وبيعها أو توزيعها، مشيرة إلى أن ذلك يجعل الغث متاحاً للأطفال، «فيقعون في ألعاب ليست مناسبة لأعمارهم، إضافة إلى كونها مخلة بثقافتهم وعقيدتهم». وأوضحت أن استخدام اللعبة المفرط يتسبب في أضرار نفسية واجتماعية لدى الأطفال، ومنها الانعزالية والأنانية، إضافة إلى انتشار معدلات العنف الناتجة من هذه الألعاب، «والتي تساعد مع رغبة الطفل في الانعزالية إلى خروجه عن المجتمع، وعدم القدرة على تكوين علاقات إنسانية ناجحة». وفي الجانب الصحي الجسماني، أشارت الوزارة إلى ما تسببه من تأثيرات على العين، «ما تسببه من إجهاد شديد نتيجة لتغيير الوميض، واهتزاز الحركة السريعة للألعاب بإضاءتها المختلفة، والتي لا تعطي فرصة للعين، لتتآلف مع هذه الإضاءة بسبب الحركة السريعة والتغيير المفاجئ». وذكرت أن من أخطارها الصحية حدوث اضطراب لأعضاء الجسم الأخرى، نتيجة للشد العصبي الذي يحدث، «تتأثر مفاصل الأطراف وعضلات الوجه، نتيجة لاستجابة الطفل العشوائية لتحركات أركان اللعبة حتى يمكن متابعتها. فالجهاز العضلي يتأثر بدرجة شديدة بالبقاء لفترة تزيد على الساعة على مثل هذه الألعاب، إضافة إلى ما تسببه في إحداث تشوه في العمود الفقري، وزيادة الوزن والسمنة، بسبب قلة النشاط البدني». ونوّهت إلى أن الدراسات أثبتت تأثير اللعبة في معدلات النوم الهادئ للأطفال، «الذي يعد ضرورياً للنمو الطبيعي للبنيان العقلي للطفل، إضافة إلى تأثيرها في الانتباه نتيجة لاستمراره لفترات طويلة مرتفعاً بدرجة كبيرة، ما يتسبب في تشتته أو حتى زيادة معدلات ظهور مرض فرط الحركة وتشتت الانتباه». ودعت الوزارة في تعميمها جميع إدارات المدارس في مختلف مناطق المملكة إلى تنفيذ برنامج عن الأضرار الصحية للممارسة المفرطة للعبة الإلكترونية (البلاي ستيشن) لطلاب المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، من خلال رسومات يقوم بها الطلاب، بإشراف من معلم التربية الفنية. وطلبت أن يشرح معلم التربية الفنية للطلاب أضرار الممارسة المفرطة للعبة، مستعيناً بمادة علمية في ذلك.