توصلت الانتخابات الباكستانية إلى فوز حزب الشعب الباكستاني الذي خلفته بينظير بوتو بالأغلبية، حيث وصلت مقاعده في البرلمان الباكستاني إلى 87مقعداً برلمانياً، تبعه حزب الرابطة الإسلامية (ن) أي حزب نواز شريف والذي فاز ب 66مقعدا في البرلمان الاتحادي الذي يبلغ عدد مقاعده 268مقعداً، تلتهما الأحزاب الأخرى بما فيهم الحزب الموالي للرئيس مشرف، وذلك حسب آخر النتائج التي توصلت إليها الإحصائيات غير الرسمية حتى مساء الثلاثاء، وتبقى عشرة مقاعد في انتظار نتيجتها منها ثمانية مقاعد برلمانية ومقعدان فيدراليان، وستتضح النتائج النهائية بعد الإعلان الرسمي المتوقع قريباً. وتميزت الانتخابات عن سابقتها بأنها أجريت في أجواء نزيهة وخالية من التلاعب وفي ظل وجود عشرة آلاف مراقب أجنبي ومحلي، وحماية ما لا يقل عن 81ألف جندي و 40ألفا من رجال الشرطة الباكستانية. واللافت للنظر هو سقوط شخصيات سياسية كبيرة كانت هي التي تتناوب الحكم في باكستان على مدار السنوات الماضية وفي مقدمتهم شودري شجاعت حسين رئيس حزب الرابطة (فئة القائد) الموالي للرئيس مشرف ، ثم ابن عمه تشودري برويز إلهي رئيس حكومة إقليم البنجاب السابق، وشيخ رشيد احمد وزير الإعلام السابق ووزير الرعاية الاجتماعية زبيدة جلال وراو سكندر إقبال وزير الدفاع السابق وشير أفغان نيازي وزير الشئون البرلمانية السابق ، وخورشيد محمود قصوري وزير الخارجية السابق وتشودري أمير حسين رئيس البرلمان السابق ، كما كان من المفاجئ ان يتهاوى الملا فضل الرحمن رئيس جمعية علماء الإسلام فضل الرحمن في معقله بشمال غربي باكستان بعد أن ظل يمثل المنطقة في البرلمان جالسا على نفس المقعد الذي كان يشغله والده من قبل. كما كان من اللافت أيضاً أن يعلن احد حلفاء الرئيس مشرف المقربين وهو ألطاف حسين زعيم حزب الجبهة القومية المتحدة استعداده للتفاهم مع حزبي الرابطة الإسلامية مجموعة نواز شريف وحزب الشعب المعارض. أما الرئيس الباكستاني فأكد استعداده للتعاون مع أي رئيس حكومة تفرزه الانتخابات الحالية في البلاد ، مؤكداً أن المواجهة لن تكون في صالح باكستان. وشارك نحو 2234مرشحاً ل 268مقعداً في البرلمان الاتحادي الوطني، و 262مرشحا ل 32مقعدا في برلمان إقليم الحدود الشمالي الغربي، و 179مرشحا ل 11مقعدا في منطقة القبائل الشمالية، وفي العاصمة الفيدرالية إسلام آباد 34مرشحا لمقعدين، وفي إقليم البنجاب الأوسط 999مرشحا ل147مقعدا، وفي إقليم السند الجنوبي 617ل 60مقعدا، وفي إقليم بلوشستان الجنوبي الغربي 143مرشحا ل 14مقعدا، وشارك في عملية التصويت قرابة 81ألف مواطن باكستاني. هذا وقد بلغت حصيلة هذه الانتخابات نحو 115شخصاً بينهم 14قتيلاً في مختلف أنحاء باكستان ، بينهم أربعة أشخاص قتلوا خلال ليلة الانتخابات من أنصار حزب الرابطة الإسلامية مجموعة نواز شريف، وقال مسئولون باكستانيون إن تسعة أشخاص قتلوا في مناطق متفرقة، بينما لقي شخص آخر حتفه متأثراً بجراحه التي أصيب بها أثناء عملية الانتخابات عندما تعرض نشطاء حزب الرابطة الإسلامية المعارض لهجوم من جانب مسلحين في مدينة لاهور عاصمة إقليم البنجاب، وأوضح المسئولون أن ستة من بين قتلي التسعة لقوا مصرعهم في اشتباكات بإقليم البنجاب ، وشخصان في إقليم السند الجنوبي وشخص آخر في منطقة كاراك الشمالية الغربية. إلا أن الانتخابات وصفت بالآمنة نظراً إلى أن أعمال العنف لم تبلغ الحد الأعلى في بلد يسودها التوتر الأمني. ويتوقع أن يتم تشكيل برلمان جديد بعد إتمام عملية الانتخابات، وحسب آخر النتائج فإن حزب الشعب الباكستاني هو الذي سيشكل الأغلبية في البرلمان، وتدور بعض التوقعات حول انضمام بعض الأحزاب إلى بعضها لتكوين حكومة مشتركة في البرلمان القادم مشكلة بذلك أغلبية أخرى. من جانبه، اعلن المتحدث باسم الرئيس الباكستاني أمس الثلاثاء لوكالة فرانس برس ان برويز مشرف لا ينوي الاستقالة