في أمسية نظمها ملتقى الوعد الثقافي بالتعاون مع أسرة الأدباء والكتاب البحرينيين، ازدانت بكوكبة من الشعراء والفنانين، حضورا للشاعر محمد الماجد، كما صاحبه على آلة الجيتار الفنان محمد الصفار، الماجد تألق في إلقائه واشتغالاته على نصوصه، التي كانت من الدهشة بمكان أن جعلت من الجمهور المتلقي في حالة تعايش وتعانق مع النص المتنوع بين (مسند الرمل) باكورة أعماله ونصوص جديدة كانت بمثابة إضاءات في هندسته لبناء النص الجديد، قدم الأمسية الشاعر محمد عيسى مستهلا تقديمه ببعض من دلالات النص المفتوحة للمتلقي، كما أضاء في مقدمته. بدأ الشاعر الماجد أمسيته بقصيدة كانت بمثابة تحية خاصة للمنامة اتكأ في بنائها على استحضار قيمة الأسطورة والحكاية الشعبية البحرينية، ابتداءً من عين عذاري والنخلات المنتشية بالخضرة، وصولاً لحكايات البحارة ومغاصات اللؤلؤ في الخليج. وقد استهل الماجد أمسيته بتحية لأهل البحرين بقوله: لنوتية في الآوانِ ونوتية في المكانِ ونوتية في المآلِ لباء على أول البحرِ نأخذ عن مائها بيقين الزلالِ ونأخذ عن ملحها باحتمالِ لمرقالةٍ من سفين ابن يامن - بين الهزيع وبين الضحى - بشقٍ تذود الحباب وسمطي لآلي أصبنا بها كاعباً وحروداً وقلنا : سلامٌ على من أحلَّ لنا جانب الماء - ماء ( العدولية ) البكر- غربَ المنامةِ ..! ما زبد منه على قدميها وما فاض منه على ربوةٍ بالأعالي بتين ولوز وبالأبيضين ومسك الغزالِ ومالي أنا كلما أولمت بمآزرها لشمالٍ تعلقت منها بريح الشمالِ وماليَ أعقد بالزَّبد الآن تمائم غِشوتها وأحل التمائم .. مالي تنوعت النصوص التي اختارها الماجد بين التفعيلة والنثر مرورا بالاشتغال النبطي ضمن فضاء نص واحد تناغمت فيه جميع هذه الأصوات التقنية، كما أهدى الماجد قصيدة للشاعر الثبيتي يقول فيها: لوجهك أن يتقي شبهة الناسِ أن يستحيل ضباباً على المنحنى وجماراً تسمِّي لنا جهة في الحريقء له أن يقيم على البئرِ يلقي على ظاهر الماء رمانتينِ يقول له : إنها من صديقء كمنت لها في المواسم والطائفيات لمّا يسرِّحن أشباههن بوادي العقيقء وكم أخذتني المواسمُ حيث رأيتك تغتاب حمرتهن على شاهقٍ ثم تهوي بها في مكان سحيقء وكنت أنا ثاني الماثلين لهن على النطعِ أرويك عن ثيّب من نساء (الهدا) لا تراك وبكرٍ لصيقء فقمن إليَّ فرادى ومثنى ولكنهن يحملنني من ثقيف بما لا أطيقء وكم أخذتني المواسم حيث "اختلفنا على أينا يرد الماءَ" توج الماجد أمسيته بتوقيع ديوانه للحضور ثم قدَم رئيس ملتقى الوعد الثقافي الأستاذ حسين الجفال درعاً تكريمياً للشاعر مصحوباً بشهادة تقدير، وقد قدَم رئيس الأسرة الشاعر إبراهيم بوهندي هدية كانت بمثابة تقدير أيضا من أسرة الأدباء لمنجز الماجد الأدبي. الجدير ذكره أن هذه الأمسية تأتي ضمن برنامج ثقافي متكامل نظمه ملتقى الوعد الثقافي بالتعاون مع الملتقى الأهلي الثقافي وأسرة أدباء الكتاب ونادي العروبة بمملكة البحرين. يتنوع بين التشكيل والشعر والموسيقى والمسرح، معنون ب "مرايا المشهد الثقافي السعودي".