يا ابو زيد يا خالي من البير جرني ترى صابني في قاعة البير صايب وعقل على ولد الهلالي ذلوله وسيفه ورمحه حطهن له نصايب وجود لحود القبر من يمة العدا ومن يمكم تذري علاه الهبايب ولاهمني الا عجوز كبيره ترجى عزيز يجيلها من المغايب ولاهمي الا بنت عمي شقيقتي تكدد من عصر لعصر الذوايب ولاهمني الا غريرٍ صغير يلاها مع الغران وأبوه غايب ترى هو وداعتك من ضربة العصا ومن هبوة تودع ضلوعه حطايب (1) اسم الشاعر : هو عزيز من بني هلال ويقال له ( عزيز ابن خاله) لم نجد له غير هذا الاسم والرواة في الجزيرة العربية يقولون بأنه ابن أخت أبو زيد الهلالي فقط دون أي إيضاح ولم نجد من النصوص المنسوبة إليه غير هذه القصيدة مع أبيات محاوره بينه وبين عليا . مناسبة القصيدة: تتلخص في أن أبو زيد الهلالي بعد أن استقر مع قبيلته بنو هلال في شمال أفريقيا بعثت له عليا قصيدتها المشهورة والتي منها: ياركب ياللي من عقيل تقللوا على ضمرٍ شروى الجريد النحايل عليها غلمان لكن وجوههم بدور الدجا لولا اللحا والجدايل أوصيكم وصاةٍ ما تءثقل اركابكم لو علقت فوق الركاب الهزايل قولوا لأبا زيد أن عليا مريضه ولا بقا من حالها الا القلايل وقولوا أبا زيد إلى غاب ما اخلف يأتي على وجناً من الهجن حايل وعندما وصلت القصيدة إلى أبي زيد بحث عن من يرافقه إلى ديار عليا في الجزيرة العربية دون أن يعلمهم بوجهته وبعد أن أخضعهم لاختبار سري دال على قوة التحمل والصبر وقع اختياره على عزيز ليكون رفيق رحلته وتذكر الرواية الشفوية كيف أن عزيز قد تفوق على خاله أبو زيد الهلالي في الشجاعة أثناء رحلتهم وقد استمرت الرحلة ثمانين ليلة حتى وصلوا إلى ديار عليا.وكيف أن عزيز استطاع التعرف على عليا من بين بنات الحي وتعرفت عليه بالقرب من مورد المياه ويوردون هذه الأبيات الحوارية: قال عزيز: ألا يا ثلاثٍ مع ثلاث مع أربع وراكن على رد السلام شحاح قالت عليا: شحاحٍ على الخبل الذي ما نريده والا لمثلك يا عزيز يباح قال عزيز: والله يا لولا العهد بيني وبينه لى أقول ذا قسمي وقسمك راح ويذكرون انه نزع لعليا ثيابه ولبس ثيابها متقمصا شخصيتها ليخفي على الحي غيابها وكيف انه تعرض إلى إصابة العرق الأكحل في رجله وبعد أن ضمدت جراحه عاد مع أبو زيد وفي طريقهم وردوا على بئر ليرتووا منها فاضطر مع شح المياه فيها أن يتدلى بالحبال إلى الجم ليملأ الدلو بالماء ثم يلدغه فيها ثعبان وكيف صبر حتى ارتوت الركاب وملأ أبو زيد قربته بالماء ثم يطلب بعد ذلك من أبي زيد أن يخرجه ويحفر قبره في هذه القصيدة البكائية. ليعود أبو زيد لوحده إلى شمال إفريقيا وقد قال قصيدة على نفس القافية والبحر يذكر فيها رحلته مع عزيز منها : تخاويت انا ويا عزيز ابن خاله على فاطرين اختين شيب الغوارب عشرين ليله مع ديارٍ خليه وعشرين ليله مع ديار عرايب وعشرين ليله مع ديارٍ سنيه وعشرين ليله مع ديارٍ عشايب وليلة موفين الثمانين بركن على أزوارهن في دار عليا تعايب حدرت وادي الريل (2) مالي مهرج كود القواري (3) و اصطفاق الهبايب الهوامش: 1-تتشابه هذه القصيدة وقصتها مع أبيات يذكرها الرواة في ليبيا لبني هلال ولكن اختلفت أشخاصها فالقتيل اسمه مناع والقاتل ذياب عن طريق الخطأ يقول مناع في قصيدته يوصي جماعته: نوصيكم باخوتي ويا جماعتي لا توجعوا ولدى لذيذ الرجايب ونوصيكم يا خوتي ويا جماعتي لا تبيعوا حصاني سريع الزعايب وفي رواية الشام نجد القصة مقاربة للجزيرة العربية حيث القتيل هو نفسه عزيز ومنها: فان اتيت لأرض المغارب وشفتها سلم على الإخوان ثم الحبايب وسلم على امي الحزينه وقل لها تبكي علي بالدموع السكايب وهذا الاختلاف يدل على التحريف الذي لحق بالقصيدة الأصل حتى فقدت معالمها ولم يبق منها سوى القافية. 2- لم أجد في أودية وشعاب الجزيرة العربية هذا الاسم،ولاشك أن أسماء الأماكن تتغير تبعاً لتغير أهلها وبعض منها يسمى بحدث جرى فيه أو صفة تميز بها .كقولهم أم الجماجم أو أم غزلان أو وادي النساء. والريل هو فرخ النعام إذاً هذا الوادي يكثر فيه النعام وتوجد شمال غرب المدينةالمنورة -على ساكنها أفضل الصلاة والسلام-جبال أم الريلان تخرج منها أودية صغيرة تصب في وادي الحمض، منها وادي ثقة ،ووادي ذورة .وحولهما بئران ،هما بئر هيال ،وبئر النصوح،وهي تكون على طريق الذاهب من نجد إلى شمال غرب الجزيرة العربية وبعده إلى شمال أفريقيا، ومن المحتمل جداً أن يكون أحد هذه الأودية كان اسمه في ذلك الوقت وادي الريل ويكون هناك قد دفن عزيز ابن خاله. 3- القواري هي العصافير تنويه: وردتني اتصالات كثيرة سواء من قراء أو باحثين يطالبون بالتوسع في بحث عصر ونسب مهمل ابن مهدي بعد أن تطرقنا في موضوع الأسبوع الماضي إلى وجود دليل ولأول مرة على أن عصر الشاعر قبل القرن العاشر الهجري. واذ اشكر لهم كريم اهتمامهم ومتابعتهم أقول لهم إن هناك موضوعاً بهذا الخصوص أوليه اهتمامي متى ما أكتمل سيجدونه على صفحة خزامى.