سم ساعة : اسم لحربة مشهورة يضرب بها المثل فيقال «حربة ذياب» أو «شلفا ذياب» وذياب هو فارس بني هلال المعروف ذياب بن غانم وسماها بهذا الاسم كناية عن خطورتها ونفاذها فمن أصابته فهي لجسمه السم الزعاف الذي يقضي عليه في زمن ضئيل (قصة وابيات 1:83) يقول الفتى الزعبي ذياب بن غانم لي راي اقسى من حديد المبارد ولي حربة سميتها «سم ساعة» أعرضه بالكون ما كان كايد ويضرب المثل على هذه الحربة للدلالة على ثبات الإصابة وقوة المضرب ونفاذ الطعن فهم يقولون إنها لا تقع إلا في «لحم» أي في مقتل ويروي قصة أن ذياب أطلق حربته على صخرة ففلقتها وارتكزت في موضعها فقال ما رآه كيف يقال أن حربتك لا تقع إلا في لحم وقد وقعت على هذه الصخرة فقال انظر إلى ماتحت الصخرة فنظر وإذا الحربة وقعت على إحدى الأفاعي فقطعتها إرباً ولذا يقول فيصل الرياحي «شلفا ذياب» بن غانم ضربها في لحم والظاهر انك من اللي مستحقيها ويقول حبيب العازمي: ترى الحقيقة ثابته دايم مثل «شلفا ذياب» وألا العلوم الثانية خنجر يطيح نصابها ونجد في الروايات الشعبية لتغريبة بني هلال أن ذياب هذا يعادل مئة فارس وذلك أنهم عندما أقبلوا على تونس في رحلتهم المشهورة تركوا مواشيهم جميعها بالأراضي الخصبة وقالوا إما أن نجعل عندها مئة فارس أو نجعل معها ذياب بن غانم لوحده فتركوه، ولكنهم مالبثوا أن أرسلوا إليه بعد أن حمي الوطيس بينهم وبين الزناتي خليفة وقومه وكان الزناتي والعلام قد اثخنوا فرسان بني هلال؛ فلما حضر ذياب بن غانم وكان وحيد والده الذي كان كبيراً في السن فأخذ غانم يوصي ولده بالابتعاد عن الزناتي خليفة فلما سمعت أمه ذلك قالت : لا تردي ابني ياهداني مقصر عساك عن برد الجنان تهيب عساك بابني وان تداريت عنهم شلفاه تخطيهم وفيك تصيب فكان كلام الأم ذا أثر بالغ جعل هذا الفارس سببا في ترجيح كفة قومه فكان يزعج الخيل صوته والفرسان بفعله فلما تساءلوا عنه كان جوابه: ما غير فارس الدهما ذياب بن غانم حامي سباق الخيل ملحق هزلها لولا بخط الرمل شيفت منيتي بسيف ذياب قد لا بازيد زالها ومما قال ذياب بن غانم مفتخراً: يقول أبو موسى ذياب بن غانم أنا فارس الهيجاء بيوم زحام أنا فارس الشرقين والغرب واليمن وأكذب من بين الرجال حرام تشهد لي الأبطال في ساحة الوغى لا صار بخشوم الحراب خصام