منذ 18عاما لازال ابو حمد خمسيني العمر يبحث عن عائلته في وقت فقد فيه الذاكرة كليا ودارت به الأيام منذ حرب الخليج تحديدا بمواقف ومحطات لبث فيها وسجل ذكريات جديدة إلى أن حدت به الصدفة إلى أن يستقر بمستشفى الصحة النفسية بأبها ليس كمريض نفسي بل موظف.. هذه القصة تكشفها ل(الرياض) ويروي تفاصيلها أبو حمد كما يسميه العاملون بصحة أبها حيث قال في البداية وبصوت مبحوح (أمنيتي أن أجد أهلي فأنا تائه لا أعرف من أنا)، واستطرد قائلا: لا أذكر سوى تاريخ ذلك العام 1419ه وهو حرب الخليج حيث كنت بمقاطعة الحنيطات والهدبة على حدود دولة الكويت شمالا وقد أصبت بطلقة نارية لا أذكر تفاصيلها سوى أن هناك شخصاً في هذه المنطقة الحنيطات يدعى (مفلح) هو من تولى علاجي وقد أمضيت معه ما يقارب خمس سنوات ثم نقلني إلى وادي الدواسر، وأذكر أنني عملت مع شخص هناك لمدة عامين يدعى (عواد) في البادية لرعي إبل عنده ثم مرت الأيام ونقلني إلى منطقة الحبيل برجال ألمع بمنطقة عسير في حينها لا أعلم من أنا وقد تركني هذا الشخص هناك ولا أعلم إلى الآن من هو واين هو وأثناء تواجدي في منطقة الحبيل ألقت الجهات الأمنية القبض عليّ من باب التعرف على هويتي ولم أستطع تذكر شيء فتم تحويلي إلى الصحة النفسية بأبها عام 1419ه. وقال: هناك إحساس داخلي يقول لي أن لدي أبناء وزوجة وعائلة ولكن للأسف لم أتوصل لهم رغم المحاولات التي قامت بها إدارة الصحة النفسية في أبها منذ أن تواجدت لديهم وقال ابو حمد انه كثيرا ما يتابع الوسائل الإعلامية المقروءة لعله يجد من يسأل عنه موضحا متابعته ومعرفته للصحف الكويتية.. وعن تلك العلاقة لمتابعة تلك الصحف، قال اشعر بإحساس داخلي يشدني نحو الكويت دون أن اتذكر تفاصيل أخرى. وفي ختام الحديث مع (ابوحمد) كان سؤالنا عن سر هذا الإسم فقال: ان الأطباء قالوا له من خلال العلاج للتحدث بما في العقل الباطني أنه يذكر اسماء عائلة له وهو اسم حمد كابن واستقلال كابنة وقال في الحقيقة لا أعلم هل فعلا لدي عائلة أو أهل، ولا أعلم من أنا ولكن أتمنى أن تكون صحيفة (الرياض) صوتي الذي يوصلني لأهلي بعد هذا الغياب. ومن جانب آخر وعلى الصعيد نفسه التقت (الرياض) رئيس الخدمة الاجتماعية بمستشفى الصحة النفسية بأبها الأستاذ علي بن سيف الذي اوضح أن هذه التفاصيل هي ما ثبتت في مجريات الملف الذي تم فتحه لأبي حمد عند دخوله للمستشفى في تاريخ 1419/7/25ه موضحا أن الصحة النفسية قامت بعدد من المحاولات للوصول إلى أحد يعرف هذا الشخص فقد تم تحويله إلى حفر الباطن وبقي هناك ما يقارب الشهر لمساعدته على تذكر شيء من الماضي ولكن لم نصل إلى شيء وقد تم أيضا مخاطبة السفارة الكويتية وتوضيح معاناته فلم تتجاوب إلى الآن، كما أن المستشفى رفع لمقام إمارة عسير حالته ولازالت إلى الآن المحاولات للتعرف على أناس لهم علاقه به مؤكدا السيف أن ابا حمد لم يتعامل معه المستشفى كمريض نفسي لأن حالته النفسية والصحية مستقرة ولا يشوبها شيء ولكن بقاءه لمحاولة التعرف على شخصيته ومن لهم صلة به. (الرياض) تنقل تفاصيل هذه القصة على أمل أن تنتهي معاناة (أبوحمد) ليلتم الشمل مع أهله علما أنه ومن خلال الحديث معه كانت لهجته قريبة جدا من اللهجة الكويتية التي قد تدل أن له علاقة مع أهل الكويت.. وللاستفسار الاتصال على جوال المحرر