قبل أيام استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظهما الله - معالي وزيرالتعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري وبصحبته مدراء الجامعات الجديدة (جامعة الباحة وجامعة تبوك وجامعة جازان وجامعة الجوف وجامعة حائل وجامعة نجران) وهذه بعض درر العقد الجديد من منظومة الجامعات السعودية الجديدة التي تناثرت مدنها الجامعية العملاقة على ثرى الوطن تبشر بمستقبل أكثر اشراقاً وازدهاراً. لقاء المليك المفدى وسمو ولي العهد برؤساء الجامعات الجديدة، وما يجري على الأرض من أعمال في مشروعات انشاء المدن الجامعية شواهد مهمة على أن مرحلة الطفرة الثانية في التعليم الجامعي قد انطلقت بالفعل، وأن الخطط والبرامج التي وضعت قد دخلت حيز التنفيذ الفعلي وان السنوات القليلة القادمة ستشهد قيام هذه المنارات العالية للمعرفة والعلم والثقافة في مناطق المملكة بما يحقق هدف توطين التعليم الجامعي وبناء المجتمع المعرفي القادر على الإبداع والعطاء. فالجامعات الجديدة بمرافقها ومنشآتها ونشاطاتها العلمية والأكاديمية والاجتماعية ستؤدي إلى احداث تغيير جذري في حياة الناس في هذه المناطق، وستؤدي إلى تطور نوعي في مسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإذا اضفنا ما يمكن أن تساهم بها الجامعات كمؤسسات بحثية من دراسات وبحوث علمية تعالج تحديات التنمية وتستثمر امكانات ومقومات النهضة المحلية بما يخدم استراتيجيات التنمية الوطنية الكلية. إننا قطعاً لا نتوقع أن تحقق الجامعات الجديدة الأهداف المنشودة خلال عام أو عامين، فالجامعات مؤسسات ضخمة تتطلب امكانات فنية وبشرية هائلة، لكن الشيء المؤكد أننا نسير على الطريق الصحيح وأننا قد اقتحمنا التحدي بتصميم وعزم، وأن شواهد نجاحنا القادم باذن الله تشمخ بقوة وثبات في مواقع بناء الجامعات الجديدة ومنشآتها الضخمة، وإذا كنا قد نجحنا في مضاعفة أعداد الطلبة الذين قبلوا في الجامعات الحكومية العام الماضي، وأفلحنا في تصحيح اتجاه التعليم الجامعي نحو المسارات العملية التطبيقية التي نحتاجها حاضراً ومستقبلاً، فإن اهتمام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وحرصهما على دعم كل مبادرة تهدف لتوطين العلوم والتقنية بما في ذلك انشاء جامعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية على مستوى أرقى الجامعات المتخصصة، نقول إن هذا الاهتمام وهذه الرعاية ستؤدي حتماً إلى تطور نوعي من تعليمنا الجامعي ومناهجه وتخصصاته وستستفيد جامعاتنا القائمة والجديدة وجامعاتنا وكلياتنا الأهلية إلى اقصى حد من هذا المناخ الجديد الذي تلوح بشائره في الأفق.