د. عبدالله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أعاني من كثرة نوم تعيقني أحياناً عن أداء عملي وقد قرأت للكاتب الكبير فهد الأحمدي مقالا رائعا عن بعض الأدوية التي تقلص من حاجة الإنسان للنوم وتزيد نشاطه وقال إنها استخدمت في المجال العسكري وفي الحروب بنجاح وذكر دواء اسمه بروفيجيل، فهل لهذا الدواء مخاطر. وتقبلوا خالص تحياتي وتقديري.. - أحمد، الرياض @@ تختلف حاجة الجسم للنوم وعدد ساعات النوم باختلاف الأشخاص فيكتفي البعض بالنوم ساعات محدودة بينما يحتاج البعض لأن ينام أكثر من عشر ساعات يومياً وعملية النوم عملية حساسة تتأثر بشكل كبير بعوامل عديدة كتغير المكان ووقت العمل والضغوط النفسية إلاّ ان مثل هذا التأثر عادة ما يكون مؤقتا محدودا يزول بزوال المؤثر وفي المقابل قد تكون زيادة ساعات النوم أو عدم المقدرة على النوم ناتجة عن إصابة الشخص بأحد الاضطرابات النفسية أو الجسدية لذا عليك أخي العزيز قبل اتخاذ قرار استخدام مثل هذه الأدوية ان تتأكد من مسببات هذه الحالة وهل أنت بحاجة إلى العلاج فعلاً أو أنك تقع ضمن الحدود الطبيعية للأشخاص ممن ينامون ساعات أطول. والأدوية التي تزيد النشاط وتقلل الحاجة إلى النوم استخدمت في المجال العسكري بشكل واسع خصوصاً في الحرب العالمية بهدف ابقاء الجنود يقظين لفترات أطول وبالرغم من تأثيرها الايجابي في تلك الحرب إلاّ ان عدداً من الجنود أدمن على تلك الأدوية كما كان لها تأثير سلبي على صحتهم النفسية وحالياً تسعى كثير من الدول لتطوير أدوية آمنة لهذا الغرض. وفي الجانب الطبي تستخدم هذه الأدوية لمن يعانون من بعض اضطرابات النوم ومشاكل قلة الانتباه وفرط الحركة لدى الأطفال وليست لمن يرغب فقط في تقليل ساعات نومه وتصنف هذه الأدوية عالمياً ضمن المواد المقيدة التي تصرف تحت إشراف طبي وبوصفات خاصة وسبب هذا التعقيد في الحصول على مثل هذه الأدوية يعود إلى قابليتها لإحداث التعود والإدمان عليها. ويعتبر دواء بروفيجيل أفضل إلى حد ما من الأدوية القديمة من ناحية قابليته لإحداث الإدمان إلاّ ان الخطورة لا تنتفي بشكل كامل وهو مصنف عالمياً ومحلياً ضمن الأدوية المقيدة والتي تصرف ضمن شروط محددة. ومن خلال العمل في مجال الطب النفسي وعلاج الادمان نجد ان الحالات التي تعاني من الادمان على الأدوية المقننة والتي تصرف تحت إشراف طبي حالات قليلة إلاّ ان بعض الأشخاص يلجأ بهدف الرغبة للاستيقاظ لساعات طويلة إلى المواد المتوفرة بصورة غير شرعية كمادة الكبتاجون والتي تصنع عادة بطرق بدائية ولا تخلو من الإضافات التي يصعب تحديد سميتها ويمثل الكبتاجون خطورة كبيرة يجب عدم المجازفة باستخدامه ومن أسوأ مضاعفاته التأثير على القوى العقلية لمستخدميه وفقدان صلتهم بالواقع.