منذ أقدم العصور.. اعتبر شعر المرأة الطويل الحالك السواد.. الرمز الأول لمقاييس الجمال لدى الشعراء. لتتبدل هذه الصورة سريعاً.. وتمر بمراحل متفاوته.. انتهى في معظمها الطول النهائي للشعر عند حدود الرقبة آخذاً أشكالاً هندسية في قصاته.. وأسماء غريبة في هويته..وتظل صالونات التجميل النسائية الفارهة في ديكوراتها والمتواضعة منها في إمكانياتها.. عالم الأنثى الخاص الذي يضفي على مظهرها بعض الرتوش الجميلة التي تبحث عن الجديد فيها من خلال مجلات الموضة ومتابعة أخبار الفنانات أحياناً.ويمثل الاهتمام بالشعر النصيب الأكبر عند حواء لتتحول بعض الرؤوس إلى أسلاك شائكة تخشى الاقتراب منها.. من شدة جفاف الشعر الذي غرق في أمطار مثبتات الشعر.وتنوعت أسماء وقصات الشعر بدءاً من قصة الأسد ومروراً بقصة السبايسي والفراولة والجرسون والشمس والشلال وانتهاء بقصة الشامبانزي.فمعظم الفتيات الآن يفضلن الشعر القصير أو المنحوت أحياناً. لأن ذلك من وجهة نظرهم يناسب الإيقاع السريع للحياة اليومية التي يعيشونها.هكذا ترى الآنسة جود والتي تحب أن يشابه رأسها رأس أخيها الأصغر ولاتتردد في مرافقته لصالون الحلاقة الرجالية للكتشف الجديد فيها قبل صديقاتها لتفاجئهن بقصة شعر جديدة تقترح لها اسماً لافتاً حسب ذوقها.وتبدي الشابة حنين أسفها على شعرها الطويل الذي قصته بتشجيع من زميلاتها في المدرسة ليحمل رأسها قصة باسم الشمس دون أن تأخذ موافقة أهلها الذين تفاجؤوا بها. ولم تعد تختلف عن إخوانها الشباب.وتقول الطالبة الجامعية رانيا الخنبشي إن شعر الأنثى تأثر كثيراً ببعض المفاهيم الغربية وساهمت الفتيات المراهقات في انتشار هذه القصات الغريبة بشكل سريع داخل الجامعات والمناسبات الجماعية لدرجة أننا أصبحنا نتحسر على معالم الأنثى الغائبة.وترى الكوافيرة تهاني أن الحالة النفسية للمرأة في مراحلها العمرية تؤثر على رغبتها من حيث الاحتفاظ بشعرها طويلاً أو الاستغناء عنه. وما أراه من خلال عملي أن النساء يفضلن الشعر القصير الأنيق. ربما يكون ذلك هروباً من الضغوط التي يعشنها أو لإحداث نوع من التغيير بما يسمى باللوك.وتضيف قائلة.. إن خدمات الصالونات الآن امتدت لتصل إلى تقديم الارجيلة للزبونة وتصفح الانترنت خلال انتظار دورها وذلك بهدف جذبها طيلة العام مما يساهم في زيادة أرباح الصالونات.وتحب السيدة أفراح العمودي في العقد الخامس من عمرها تقليد قصات شعر الفنانات خاصة الصغيرات منهن. معتبرة أن العمر لاعلاقة له بشكل ولون الشعر.ومؤكدة على أن الشعر أول مقومات قبولها عند الرجل للارتباط بها.. لذلك هي تعيش حالة استكشاف دائمة للجديد فيه.أما السيدة ابتسام فتعتبر مقص الكوافيره سلاحها الفتاك الذي تلوح به لزوجها إذا لم يحقق لها متطلباتها مهما كانت.. وذلك بمجرد تذكيره أنها أصبحت متضايقة من شكل شعرها وستقصه من باب الترهيب ليس إلا.. وتعتبر السيدة أفنان الغامدي الشعر القصير أفضل لأنه لايأخذ وقتاً طويلاً للعناية به. رغم أن زوجها يرفض أن يمر مقص الكوافيره فوق رؤوس بناتها.. ويبحث عن الأدوية التي تساعد على كثافته ويصرف الكثير من اجل اقتنائها فهو يردد دائماً تاج الجمال الشعر الطويل.