حدد الأمير بندر بن خالد الفيصل رئيس مجلس إدارة شركة "سما للطيران" أربعة أسباب رئيسية كعوائق كبيرة تقف حائلاً أمام نجاح الطيران الاقتصادي في المملكة، وتحد من تحقيقه لأرباح تشغيلية، وجاء على رأس هذه العوائق ارتفاع أسعار وقود الطائرات في المملكة عن مختلف دول العالم، مشيراً إلى أن الخطوط السعودية تحصل على الوقود بدعم من الدولة بأقل من أربعة أضعاف نما تحصل عليه شركتا سما وناس مما يجعل الكلفة التشغيلية للوقود بمعدل 45% لكل رحلة طيران لشركة سما، حيث تعامل كشركتين أجنبيتين تتزود طائراتهما بالوقود أثناء وقوفها بمطارات المملكة، وثاني هذه المعوقات رسوم المطارات المفروضة من هيئة الطيران المدني إضافة إلى إلزام الهيئة شركات الطيران الداخلي بمحطات الخدمة الإلزامية، مشيرا الى أن ذلك يؤثر على مبدأ المنافسة التي كان ينتظرها المسافرون بين مطارات المملكة، ومن العوائق عدم فتح المجال لحركة الطيران الدولي المجدول من هيئة الطيران، حيث ان فيه فرص تغطية خسائر الشركات من الحركة الداخلية وكان سموه قد قدم مساء أمس الأول "الثلاثاء" عرضاً عن تجربة سما التسويقية، ومفهوم الطيران الاقتصادي، وتحديات قطاع الطيران في المملكة، وذلك ضمن برامج "تجارب تسويقية ناجحة" والتي نظمتها لجنة التسويق بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض، بحضور كل من عبدالرحمن الجريسي، رئيس مجلس إدارة الغرفة، والأستاذ محمد السرحان رئيس لجنة التسويق. وبين سمو الأمير بندر الفيصل أن كل المعطيات السكانية والاقتصادية والتنموية في المملكة تفيد بأن صناعة النقل الجوي في المملكة العربية السعودية، ستكون في المستقبل القريب من أقوى الصناعات من حيث التنافسية والقدرة على التطور، مشيراً الى أن ما نحتاجه هو تضافر الجهود لتذليل العوائق نحو مستقبل واعد لهذه الصناعة، قياساً على المعطيات السكانية والاقتصادية في المملكة، موضحاً أن حصة الطيران الاقتصادي في الشرق الأوسط تبلغ 1.4% تقريباً بنهاية العام 2006م، في حين تبلغ في أوروبا 11%، وفي الولاياتالمتحدة 25%، مما يعطي تصوراً واضحاً لفرص النمو المتاحة في منطقة الشرق الأوسط، وشركة "سما للطيران" لا ننظر إليها كشركة محلية، بل كشركة سعودية إقليمية، ساعين إلى أن نكون الخيار المفضل للسفر في منطقة الشرق الأوسط. وتناول في العرض الذي قدمه في غرفة الرياض فكرة ولادة "سما للطيران"، حيث تم اتخاذ قرار المستثمرين في الاستثمار في مجال النقل الجوي، بعد قرار المجلس الاقتصادي الأعلى بتحرير القطاع، ليستعرض بعدها قصة الاسم والشعار، في المرحلة المبدئية، وكيفية الاختيار والمفاضلة، والخصائص التي رشحت الاسم (سما) كونه يحمل معاني عديدة في اللغة مثل السمو والرقيّ والارتفاع، ليتم بعد ذلك اختيار العلامة التجارية، بحيث تعكس بساطة الاسم والألوان وشكل النجم الساطع، ثم استعرض تطبيقات العلامة التجارية والهوية على الطائرة، وبطاقة صعود الطائرة والزي الموحد للملاحين، وفي الإعلانات التسويقية، سواء في الصحف أو التلفزيون أو الطرق ووكالات السفر والسياحة، واعتماد شعار (سافر ببساطة) ليعكس رؤية الشركة في تبسيط عملية السفر الجوي، والأسعار المخفضة لتكون في متناول الجميع، وتوفير خيارات في الحجز والسداد، مستعرضاً عدداً من الإعلانات التسويقية المختلفة، متناولاً بساطة العرض الترويجي الأخير لبرنامج المسافر الدائم الذي يقدم تذكرة مجانية لكل 9تذاكر، بغض النظر عن الوجهة أو عدد الأميال المقطوعة، منوهاً بأن الحملات التسويقية لسما للطيران، قد تم ترشيحها كاكثر الحملات التسويقية فعالية، في جوائز مجلة Gulf Marketing Review في دبي. وبين أن هناك 6شركات طيران اقتصادي تستخدم أسطول ايرباص A320، وخمس شركات طيران أخرى تستخدم كلا الطرازين من بوينج وإيرباص، مبيناً إلتزام سما بخدمة المحطات الداخلية، وتوسعها إلى 12وجهة محلية وهي (الرياض، والدماموجدة والمدينة المنورة وأبها وجازان، وحائل وتبوك ورفحاء وعرعر والجوف والقريات) وبدء الشركة لتسيير رحلات دولية وفق نظام الطيران العارض (تشارتر) وتوسعها في ذلك أيضاً، لتشمل (أبوظبي والشارقة، ودمشق وحلب واللاذقية، وعمّان وبيروت). وفي استعراض للتحديات التي تواجه شركة سما للطيران في قطاع الطيران والنقل والجوي، أوضح أن المقعد يتاح بمعدل سعر 209.1ريال سعودي، في حين تبلغ كلفة المقعد التشغيلية 300.3ريال.انها تتلخص في خمس تحديات رئيسية، وهي (أسعار الوقود، سقف الأسعار، نقاط الخدمة الإلزامية، التشغيل الدولي المجدول، رسوم المطارات)، حيث تبلغ نسبة تكلفة الوقود إلى التكلفة الإجمالية للتشغيل قرابة 35% بنهاية شهر نوفمبر الماضي، في حين بلغت نسبة تكلفة الوقود إلى إجمالي الدخل 120% بنهاية نوفمبر الماضي، وبمقارنة سقف الأسعار مع شركات الطيران الاقتصادية الأخرى، بنهاية ديسمبر 2007، وصل عدد الطائرات إلى 6طائرات، بمعدل إركاب 50%،. وعن نقاط الخدمة الإلزامية، قام الأمير بندر بإيضاح مفهوم الخدمة الإلزامية والتعريف بها، والخطة التنفيذية التي قامت بها سما للطيران، وتناول نسب الإركاب بين هذه المحطات، حيث لم تتجاوز معدل 18راكبا بين حائل وبقية الوجهات، وبمتوسط 35راكبا بين الدمام وحائل شهرياً، لتقوم الشركة بتخصيص الطائرة السابعة من طراز (جيت ستريم) سعة 30راكبا، لتقوم بخدمة هذه الوجهات، ليتطرق إلى التشغيل الدولي المجدول، وأهميتها والاتفاقيات الثنائية في هذا المجال بين المملكة والدول المختلفة، وصعوبات الوضع الحالي للتغلب على المشكلة، وذكر الأمير بندر بأن دخل الشركة قد زاد 40% خلال أسبوعين من بدء تشغيل الرحلات الدولية، بالرغم من كلّ التحديات القائمة، مطالباً بتضافر الجهود لتذليل العوائق، مشيراً إلى أن عدد موظفي شركة سما البالغ عددهم 470موظفاً بنسبة سعودة 45.95%. وقد أجاب الأمير بندر عن أسئلة الحضور ومداخلاتهم، موضحاً التزام الشركة نحو المملكة وسوق النقل الجوي في المنطقة، ثم قام عبدالرحمن الجريسي بتسليمه درعاً تذكارياً من الغرفة في نهاية اللقاء.