دكاكين بسيطة لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة تقع بجوار سوق الأفلاج الشعبي التجاري أسسها أصحابها منذ عشرات السنوات لبيع القهوة بالتقسيط وقد حقق أصحابها ربحاً وفيراً لأن الفوائد 50% خلال مدة لا تتجاوز سنتين بضمانات مطمئنة كالكفيل الملي والرهن العقاري الوفي وغير ذلك مرفوض في عرف هؤلاء التجار يطلق أهل الأفلاج على أمكنتهم (الجفرة) تشبيهاً بالجفرة الواقعة في الرياض والتي يمارس فيها نفس النشاط وبإمكان المواطن العادي أن يحصل على قروض مادية تتجاوز المليون ريال من دكاكين الجفرة دون شروط معقدة اللهم الكفيل أو الرهن وبإمكانه الحصول على أكثر من ذلك لأن إمكانية تجار الجفرة تفوق أكثر من ذلك. مضى على هذا النشاط أكثر من عقد ولا زال أصحابه يمارسون البيع بالتقسيط بمصطلحات متداولة بين البائع والشاري فكلمة أدينك تعني أقسط عليك والأنطوق يعني نسبة الفائدة والكفيل الملي هو الكفيل القادر على التسديد فيما لو أخفق المشتري في ذلك ويمارس المتداولون في الجفرة عادات روتينية مكررة لتصل إلى لعبة التدوير والكل يعرف ذلك لكنهم يغضون الطرف عنها من أجل قضاء المصلحة فالمشتري يذهب لأحد الدكاكين ويطلب 40كيساً من القهوة على سبيل المثال بالتقسيط قيمة الكيس الواحد نقداً 750ريالاً فيقوم التاجر باستدعاء أحد العمالة البنغالية الرابضة في الجفرة ليصف 40كيساً عند باب الدكان ثم يكتب العقد ثم يقول للمشتري ضع يدك عليها علامة على قبول البيع ثم يقول له مر علي بعد حل لتأخذ دراهمك أو يقوم التاجر باستدعاء أحد أصدقائه التجار ليشتري الصفقة من أجل توثيق التعاون التجاري بينهما أو يقول له شف لك أحد من التجار يشتري منك القهوة نقداً ويتعرض الشاري لابتزاز التجار فالبيع نقداً 30.000ريال لكنهم يشترونها ب 28.000ريال استغلالاً لوضعه المتردي الذي كلفه 45.000ريال بالتقسيط. وانتقلت مهنة الديانة من هيمنة الآباء إلى فلسفة الأبناء الذين ظل بعضهم يمارس النهج القديم لوالده لكن البعض منهم خرج عن جلباب والده بها تجارة الأسهم وفيها خسر كل شيء يقول عبد الله محمد المحيميد أحد تجار الجفرة قام أحد الشباب بمزاولة الديانة تقليداً لجده ونجح في هذا الجانب لكنه أراد أن يوسع الدائرة ويحقق ثراءً مختصراً فقام بالاقتراض من أصحاب المهنة ما يقارب خمسة ملايين ريال ووضعها في تجارة الأسهم لكنه خسر كل شيء حتى انه أثر على اقتصاديات الجفرة فالسيولة المادية غائبة نوعاً ما ولم نعد قادرين على تقسيط مبالغ خيالية كالسابق فأفضل من يدينك 100.000ريال فقط. ويصف أحد كبار السن الذين يمارسون البيع والشراء في الجفرة تجارة القهوة بالمربحة فهي لا تكلفك شيئاً وبإمكانك ممارستها بسيولة بسيطة لأنها ستنمو مع مرور السنين طالما أن صاحبها غير عجول ويبين أن أفضل طريقة للثراء السريع هو أن تقوم ببيع القهوة بالتقسيط بمبلغ 10.000ريال ربحها 5000ريال على عدة مواطنين لأن الفوائد ستحققها خلال عام واحد وهكذا في السنة القادمة أما إذا وضعت رأس مالك والبالغ 100.000ريال عند شخص ما فهو لن يوفيك إلا بعد ثلاث سنوات أو أكثر وربما يتماطل أو تتعقد الأمور وفائدتك ستتأخر لذا لا تضع مالك في يد واحدة وإنما ضعه في أيد متعددة. وتعد تجارة القهوة من العوائد الاستثمارية التي تنتظر التطوير في محافظة الأفلاج فمن الممكن أن تكون السلعة أرضاً أو فلة أوسيارة بدلاً من أكياس قهوة مصيرها التدوير من دكان إلى آخر وربما أن مدة صلاحيتها قد انتهت بعيدة عن أعين الرقابة وربما أن هذا التطوير يساعد على موافقتها لأحكام الشريعة الإسلامية بعيداً عن الربا وطرقه.