بمجرد أن تقف هناك، عند ما يسمى ب «جفرة الملايين»، أو جفرة الديانة في رواية أخرى، سترمي بك مخيلتك إلى قرون خلت، لتتذكر «شايلوك» المقرض الأشهر في التاريخ، بطل المسرحية الشكسبيرية الشهيرة «تاجر البندقية». بعد قرون لا يزال نوع آخر من تجار البندقية هنا وسط الرياض، وتحديداً خلف مركز التعمير التجاري، إذ تقبع مجموعة دكاكين شعبية قديمة، لا تتعدى مساحة كل دكان ثلاثة أو أربعة أمتار، بداخلها مجموعة من رجال الأعمال المحترفين، حولوا الدين إلى مهنة. بعض «الديانة» قضى 60 عاماً في هذا المجال، وبعضهم شباب لا يتجاوز أعمارهم 30 عاماً ورثوا هذه المهنة عن آبائهم، جمعوا ثروات تقدر بمئات ملايين الريالات، من تجارة «البيع بالآجل»، في مقابل فوائد مالية تتجاوز في كثير من الأحيان النسب المتعارف عليها في البنوك حالياً، ويتميزون بسرعة الإقراض وتسهيل عملية السداد. يبيعون الأرزاق مثل «القهوة، والهيل، والسكر، والشاي»، ولهم مستودعات خاصة، بعد أن يتم البيع يأخذون العميل ليضع يده على بضاعته، مع أنه لا يملكها، وله الحق في بيعها على تجار الجفرة إذا كان مستعجلاً يريد المال سريعاً». وتعد «قيصرية الديانة» امتداداً تاريخياً للحياة التجارية التي عرفتها الرياض قبل أكثر من 80 عاماً، وذلك في منطقة اصطلح على تسميتها ب «جفرة الديانة» التي اندثرت معالمها على مبنى مركز المعيقلية التجاري حالياً. ابن باز:هذا البيع لا يجوز قيس آل مبارك: تحايل على الربا «قيصرية الديانة»... بقعة لكسب الملايين واستنزاف المحتاجين اقتصاد خفي وسوق سوداء واستغلال لحاجة المواطن «الديانة»... ملجأ الممنوعين من الاقتراض من البنوك