لماذا يلجأ المواطنون إلى الديانة؟ هي الحاجة لا ريب، فهذا يريد أن يقضي ديناً ملحاً، وذاك يريد إكمال بناء بيته، وثالث أثخنته تكاليف زواجٍ لم يتخيل حجم نفقاته، وآخر طبع اسمه في قائمة «سمة» فغلّقت في وجهه أبواب البنوك وخزائنها. «الحياة» قابلت بعضهم في «جفرة الديانة»، واستمعت إلى أسباب دلتهم إلى هذا المكان الذي يمتصهم، بعضهم يأتي مرة، ولا يعود، وبعضهم يدمن حيازة السيولة النقدية، فيجد في هؤلاء فرجاً لكرباته المالية. يقول سعد محمد: «أنا أتعامل مع الديانة منذ 30 عاماً، لجأت إليهم أول مرة لأكمل بناء منزلي، فتعاملت معهم جميعاً، منهم من يرضى بالقليل، ومنهم من يستغل ظروف الآخرين في زيادة الفوائد إلى نسبة تصل إلى 70 في المئة، فيقرض ال10 آلاف ليتستردها 17 ألف ريال، لكن هذا قليل الحدوث». ويضيف: «بعد أن أحضر الكفيل الغارم، وأكمل بقية الإجراءات من أوراق، أحدد المبلغ المطلوب، وأذهب مع صاحب المال للمستودع وأضع يدي على بضاعتي، ليقوم بشرائها أحد التجار في «قيصرية الديانة» وأتسلم المبلغ في الحال، على أن أسدد شهرياً فأنا معروف لديهم، والكل يتمنى أن آخذ منه لحرصي على التسديد»، مشيراً إلى أنه لا يأتي إلى الجفرة إلا للضرورة القصوى. وعن سبب عدم ذهابه إلى البنوك قال: «إجراءات بعض البنوك معقدة جداً، وتتأخر غير أن فوائدهم كبيرة، أما الديانة فلا تتعدى 10 دقائق وتتسلم النقود، إضافة إلى أن البعض لديه مشكلات مع البنوك أو مبالغ كبيرة لا يستطيع أن يوفي بها. في حين أن وجود اسم فهد السعود في القائمة السوداء للبنوك جعله من زبائن «القيصرية»، يقول: «الشديد القوي هو ما أوصلني إلى الاقتراض من الديانة، فاسمي على القائمة السوداء في جميع البنوك، لجأت لهم لأكمل مستلزماتي المالية»، لافتاً إلى أنه منذ وطئ هذا المكان، وهو يعيش من دين إلى دين. ويضيف: «طريقة كتابة المداينات، يتم توفير القهوة والهيل من الديانة، ونشتري منهم القهوة ثم نبيعها على أحدهم بسعر أقل، ونسدد السعر بزيادة تصل إلى أضعاف». وأشار إلى أن بعض الديانة يتعاطف مع «المدين» الفقير المعدم، الذي لا يملك شيئاً، ويمهله وقتاً طويلاً للسداد، أو يتنازل عن المبلغ، ولا سيما بعد وفاة «المدين» وإن كان المدين «مليئاً» أو لديه القدرة أو أحد من أولاده فهم يتمسكون في حقهم وتصل الشكاوى إلى المحاكم، وقد تستغرق وقتاً طويلاً. ابن باز:هذا البيع لا يجوزقيس آل مبارك: تحايل على الربا«قيصرية الديانة»... بقعة لكسب الملايين واستنزاف المحتاجيناقتصاد خفي وسوق سوداء واستغلال لحاجة المواطن«تجّار بندقية» في وسط الرياض!